هذا الكم الهائل من الكراهية والتحريض والاستقطاب والاستنفار والاستفزاز .. يكفي لإشعال حرب شعواء حتى من العدم.! تجار الموت والسلاح والدّين.. يثيرون أسوأ ما في الناس، وهو العنف، وآخر وسائل الدولة وهو السلاح، ليعيشوا ويتعيشوا على وهج الحرب.! والحرب ليست في صالح أحد، ما الذي ربحه الشعب أو الدولة من الثورة الأولى وحروبها، لنعزز مكاسبه بثورة ثانية وحروب جديدة؟! لا شيء. خسر الجميع، الدولة والشعب والقوى المدنية.. فقط الإخوان وذيولهم في المشترك، ربحوا مقاعد وزارية، وخسروا حصتهم في النظام. هم الآن أكبر أعداء الثورة، ونافخو كير الحرب، ولهم حساباتهم الخاصة جدا، بعيدا عن حسابات الدولة والقوى المدنية. والمفارقة أن الثوار القدامى يستنكرون على الثوار الجدد، كل الحقوق والامتيازات الثورية التي منحوها بأنفسهم لأنفسهم، وابتكروها سنناً سيئة في تاريخ الثورات..! زواحف ثورة 2011م أصبحوا تجاه زواحف 2014م نوعا من حمائم السلام، تغرد للمدنية، وتخاف على الجيش والدولة، وتتأفف من الزحف وتدين الزواحف..! هذا قبل أن تنبت لها أجنحة، وريش، وتقف على اثنتين، بل حتى قبل أن تغسل ذيولها وصدورها من وحل ودماء الزحف الثوري! إنها حتى لا تتنكر أو تعتذر من تاريخها الزاحف، وكأن ما حدث في بنك الدم وكنتاكي.. و"مشروع شهيد" و"الزحف إلى غرف النوم" و"كلما زدنا شهيد" .. إلخ إلخ مجرد رقصات باليه وسيمفونيات كانوا يطربون بها الدولة ويرفهون بها عن الجنود المثقلين بالملل..! هذا فضلاً عن الانشقاقات العسكرية، والحروب الثورية المسلحة، في صنعاء وتعز وأرحب ونهم وبني الحارث والجوف.. بما تضمنته من قتل جنود وإسقاط معسكرات، بل تمكنت السلمية من إسقاط طائرات..! في كل حال، ما لا يُحل بالحوار، يُحل بالمزيد من الحوار.. حتى الثورة السلمية باتت مقرفة ومعطلة للحياة.. فكيف بمفردات الزحف والشهيد وشعارات الموت والدفاع عن الثورة، وحماية الشعب من الدولة.. !