حتى ثورات اليمنيين ظريفة وتبدو كباب مفتوح لكل من هب ودب، ويكفي الواحد أن ينضم إليها ولو عليه ماعليه ، سهل ياضاك أهم شيء أنه أنضم ! وقلك ليش نفشل بسرعة، وليش تتحول الثورات اليمنية الى هرولة أخرى نحو الإفساد ذاته ؟! في القديم تم الالتفاف على ثورة سبتمبر وحصل ما حصل من تصفية للثوار الحقيقيين ، ولو جينا نشوف أيش السبب فإننا سنكتشف بسرعة أن باب تلك الثورة انفتح على مصراعيه لاستقبال الملكيين الذين " أنضموا " للثورة فيما انتهى مصير الثوار الحقيقيين إلى نسيان لئيم في منتهى اللؤم، وتمت تصفيتهم بطرق وسخة وبشعة لصالح الذين " انضموا" و أهم شيء في اليمن " الانضمام" أما فعل المبادرة الحقيقية فهو دائما حدث مسروق وما شاء الله كان . وفي "ثورة" 11 فبراير 2011 تكرر الأمر ذاته ، خرج الشبان إلى الساحات كثوار حقيقيين لا يريدون شيئاً أكثر من العيش في بلاد عصرية ومحكومة بقانون يساوي بين الجميع ، لكن "المنضمين " عصدوا أبوها عصيد، وشاهدنا كيف أنها أصبحت ثورة اسانسير نقلت أتفه الناس إلى مراتب عليا وجعلت من أحط الناس قادة، ومش مهم يكونوا لصوصاً أو فاسدين المهم أنهم " انضموا " وإحنا ثوراتنا قبيلة وماترجعش أحد ، أهم شيء ينضم . اليوم خرج الحوثيون إلى الشوارع فيما أسموها ثورة المطالب الشعبية وانفتح الباب على مصراعيه لكل من يريد الانضمام إليها بوصفها "ثورة الشعب السلمية" (!) . والحمد لله تتوجت هذه الثورة السلمية بانضمام "فارس مناع" بوصفه واحداً من أكبر تجار السلاح في الشرق الأوسط ودعم – مؤخرا- مخيمات المعتصمين السلميين بقافلة معونات طبية بس ! ومش بعيد يصبح "فارس" مع الوقت واحداً من رموز الثورات السلمية في الوطن العربي والعالم ، ولو عليه ما عليه مش مشكلة خالص أهم شيء إنه " انضم" . أثناء 11 فبراير كنا نقول للإصلاح واحد ملوث مثل " علي محسن " عيب تسموه ثائر ، هذه فيها إهانة لحماس الناس ، كانوا يردوا علينا : الثورة تجب ما قبلها وأهم شيء أنه انضم . وبالتأكيد سيردد الحوثيون نفس الخبر، وسنخرج بمحصلة نهائية تقول لنا وبكل جوادة : عادي ياضاك ، أهم شيء إنه انضم . ومش بعيد يصبح "فارس مناع " مع الوقت واحدا من رموز الثورات السلمية في الوطن العربي والعالم ، ولو عليه ما عليه مش مشكلة خالص أهم شيء إنه " انضم" و ارحبي يا جنازة لا فوق الأموات . أخشى عموما من أي ثورة قادمة يتبع فيها إبليس إلى الساحة ونقول لهم : ما يصلحش يا جماعة ، ويقولوا لنا عادي ، هو قد انضم للثورة .. وارحبي ياجنازة لافوق الثوار.