حاول "طرزان" أنسنة الغابة، فأخفق!، تأثر بعَالَمِها وحيواناتها وأشجارها وطبائعها واستمر هناك معزولاً عن حياة البشر وحضارة الإنسان، كان "طرزان" متحكماً في قضايا النزاعات الطارئة في "الأدغال" الموحشة، وقد دعته الحاجة إلى بناء كوخ من الخشب يأوي إليه في المساء، وجعل من "الشمبانزي" أقاربه الذين تربى في كنفهم وتحت رعايتهم، وصار يقلدهم ويقفز من شجرة إلى أخرى ويطلق "صرخته" المميزة، وتمكن من إتقان آلاف اللغات الحيوانية التي يسّرت عليه أساليب التواصل مع كل جنس من أجناسها. - أمس.. أعلنت "أميركا" وفاة أحد قدامى الممثلين الذين برعوا في تأدية دور رجل الغابة "طرزان" ويدعى "ديني ميلر" عن 80 عاماً ما يعني نهاية "الصرخة" التي انتقلت عدواها إلى "اليمن" رغم وفاة مؤسسها قبل عشرة أعوام. - سيكتب المهتمون مقارنة حيوية بين "طرزان أميركا" الذي أخفق في تطبيع الغابة بالإنسانية "الفطرية" جينياً، وقدرة الحيوانات على صبغه بعاداتها في "الصراخ" فلكل جنس منها صوت مميز، يسمى عند الأسود "زئيراً" وفي القطط "مواءً" وفي الحمير "نهيقاً، وعند "طرزان" "صراخاً"!. - في شمال الشمال "اليمني" مات "طرزان" مؤسس "صرخة الموت" ولأنه محظوظ فقد وجد مجتمعاً يردد "صرخته" بعد وفاته باعتبارها قيمة دينية قال إنها "تترك حالة من السخط ضد أعداء الله. . وتمثل عاملا مهما في بناء الأمة"!!، قد أتفهم مسألة السخط. . لكني مازلت عاجزاً عن تفسير أن عدداً من العبارات الممتلئة بالكراهية واللعن ضد الأديان والمجتمعات الأخرى قد تكون "مهمة" في بناء الأمة!!. - يبدو أننا ملزمون بالتحري عن أسباب سيطرة "أميركا" على مصائر دول العالم وتقدمها الحضاري المذهل في مختلف المجالات وعدم قدرة أي مجتمع أو فئة العيش في هذه الأرض بمعزل عنها وهو محور (العلم - الحرية والقانون)، وللدلالة على ذلك يظهر أمامنا مجتمع "الهنود الحمر" الذين أرادوا الاحتجاب عن حضارة دولتهم فتم تصنيفهم كأكثر المجتمعات تخلفاً في العالم، ليس لأنهم يعادون حضارتهم بل لاستخدامهم الصراخ كوسيلة للاحتجاج والاعتراض وسبباً في ممارسة العنف لتحقيق مصالحهم ومنافعهم، وهي ذات الوسيلة التي تبناها البشر في العصور الحجرية!. - لقد كان "طرزان" وسيلة للتسلية والترفية في اللباس والأداء لكنه لم يكن يوماً قدوة للمجتمع الأميركي الذي يتقدم كل لحظة لتفضيله "العِلم" على "الصراخ" .. فهل من مُدّكر؟!