يبدو أن طموح أنصار الله زاد عن مستوى الثأر لما تعرضوا له في قرية القابل من قبل الإرهابيين، وشرعوا يزحفون نحو جامعة الإيمان.. وإذا كان الأمر كذلك، فلا ندري ما الذي يغيظ رئيس الجمهورية من قوم يثأرون لإخوانهم، وهو نفسه لم يحرك ساكنا لحماية مواطنيه، ولا مساءلة القتلة.. لا ندري ما الذي يغيظ الرئيس من قوم جرعهم الإرهابيون الويلات، بالمتفجرات، والأحزمة الناسفة، والمفخخات، والانتحاريين، المحليين والأجانب.. ما الذي يغيظ الرئيس من أنصار الله، إذا كانوا يريدون خدمته، وخدمة هذه الأمة، وخدمة العالم، من خلال وضع نهاية لجامعة الإيمان، التي تعتبر مفرخة المفجرين، والانتحاريين، والذباحين، والعنصريين، وحملة راية الطائفية، ومصدر الإرهاب إلى العالم كله.. ما الذي يغيظ الرئيس من أنصار الله، إذا كانوا سيخدمون ألوف الإعلاميين اليمنيين الذين خصصت لهم أراض لبناء مساكنهم، فاغتصبها الزنداني وأقام عليها وكرا للإرهابيين، يسمى جامعة الإيمان. ورئيس الجمهورية يعلم أن القوى البشرية الموجودة في مقر الفرقة الأولى مدرع، لا علاقة لها بجيش الدولة، وهي التي تقاتل إلى جانب الدواعش، ضد أنصار الله، ومع ذلك يسكت عن ذلك، ويفتح العين الحمراء على أنصار الله، ويجمع السفراء يشكو أنصار الله إليهم، ويحرض الدنيا والمجتمع اليمني ضدهم، بينما الرئيس لم يستطع منذ نحو عامين تنفيذ قرار الحديقة الجمهوري.. إنه يتمنى لو أن أنصار الله يسلموه أرض حديقة 21 مارس، لكنه مستحي أن يقول هذا، ولا نعتقد أنهم سيقومون بذلك، لأن للجماعة – كما يبدو للمتابع- مشروع أكبر من تحرير "بقعة" 21 مارس.. وهذا المشروع هو دك وكر الإرهاب المسمى جامعة إيمان. مفهوم لماذا تقاتلهم الفرقة، ومفهومة هي أسباب قيام مليشيات حزب الإصلاح بمقاتلتهم، ومعروف أن الإخوان في حزب الإصلاح قد سعوا إلى وضع خيامهم في محيط الفرقة المنحلة، وقرب جامعة الإيمان، منذ بدأ أنصار الله اعتصامهم السلمي في شارع المطار، ومعروف أن الإخوان قرروا العودة إلى الشوارع، باسم الاصطفاف الوطني، ولا نعتقد أن العودة مبتورة عن موضوع الوكر، ولا يهمهم أن تسيل من أجله الدماء أنهارا.. لكن، لا مفهومة، ولا معروفة، دوافع الرئيس للتوحد مع حزب الدواعش، وحلفاء حزب الدواعش.. يفرح الرئيس بحزب الدواعش لمجرد أنه يردد كلمتي "اصطفاف وطني"، بينما هذا الحزب يستثمر حكاية الاصطفاف الوطني لدعم معنوية عناصره، وتحسين صورته، واستعادة مكانته في الساحة السياسية، وتدعيم مركزه في السلطة، وتدعيم الإرهابيين.. وخلاصته، لدينا رئيس مسكين!