استكمل مسلحو أنصار الله (الحوثيين) أمس وبمساندة قبلية واسعة من أبناء قيفة السيطرة على جميع معاقل تنظيم القاعدة في مديريات قيفة محافظة البيضاء، باستثناء سايلة يكلا الواقعة على الحدود بين قيفة، وبني ضبيان صنعاء ومراد مأرب ويقع فيها معسكر كبير لتنظيم القاعدة فر إليه أمس وأمس الأول معظم مقاتلي التنظيم خاصة الأجانب. مصادر ميدانية متطابقة روت ل"اليمن اليوم" كيف انهار مقاتلو تنظيم القاعدة وفرارهم، مخلفين وراءهم الكثير من آلياتهم الحربية وعشرات الجثث. وقالت المصادر إن مسلحي جماعة الحوثي الذين كانوا قد وصلوا أطراف المناسح المعقل الرئيس للقاعدة في قيفة مساء أمس الأول من الجهة الغربية، بدأوا في الحادية عشرة من صباح أمس اقتحام المناسح وتمشيط أحيائها وجبالها وشعابها بعد تلقيهم معلومات من مصادر قبلية عن فرار مقاتلي القاعدة على شكل مجموعات معظمهم باتجاه المناطق المحاددة لمأرب، حيث يقع معسكر القاعدة في وادي (يكلا)، فيما لجأ أنصار التنظيم من أبناء مناطق قيفة كل إلى منطقته، وقبيل الاقتحام كان مسلحو الحوثيين قد اعتلوا تبتي أبا الفتح اللتين كانتا تضمان موقعين للقاعدة، وأدوا فيهما صرختهم المعروفة (الموت لأمريكا....). وقد تضاربت الأنباء حول مصير عبدالرؤوف ونبيل الذهب قائدي تنظيم القاعدة في قيفة ورداع، فالمعلومات المتداولة بين أهالي المنطقة وبنسبة كبيرة جداً تفيد بأن عبدالرؤوف الذهب قتل في القصف الجوي أمس الأول وإلى جانبه 9 من أبرز مقاتلي القاعدة والمسئول المالي للتنظيم سعودي الجنسية يدعى المليكي. وعن مصير شقيقه نبيل الذهب والذي التحق بالتنظيم عقب تخرجه من جامعة الإيمان قبل سنوات، قالت المصادر إنه (أصيب) لكنه تمكن من الفرار مع مجموعة كبيرة من مقاتلي التنظيم، معظمهم أجانب إلى جبل الثعالب شرق قيفة ثم انسحب مع من معه إلى معسكر التنظيم في سايلة يكلا بعد وصول مسلحي الحوثيين ومن معهم من القبائل إلى منطقتي خبزة وحمة صرار القريبتين من جبل الثعالب. وأضافت المصادر أن عشرات الجثث لا تزال مرمية في سايلة الجراحي، التي تمتد من المناسح إلى حمة صرار، فيما وقع عدد من مقاتلي القاعدة في قبضة الحوثيين، مرجحة أن يكون من بين المعتقلين الشيخ علي صالح أبو صريمة. وكانت مواقع تابعة لحزب الإصلاح أطلقت عصر أمس دعوات إغاثة على لسان مصادر محلية لم تسمها لإنقاذ نبيل الذهب وقالت إنه و400 من مقاتليه محاصرون في جبل الثعالب. وذكرت المصادر ل"اليمن اليوم" عن كيفية انهيار القاعدة وأن اثنين من أسرة الذهب (أحمد سيف الذهب وأحمد حميد الذهب) وعدداً من أبناء قيفة المناهضين للقاعدة تقدموا مسلحي الحوثيين أثناء اقتحام المناسح، كما أن عدداً كبيراً من عقال مديرية ولد ربيع (المناسح) كانوا قد أعلنوا براءتهم من العناصر الموالية للقاعدة، ما أثر بشكل كبير على معنويات مقاتلي القاعدة الذين كانوا لا يزالون يشكلون جيوب مقاومة في الجهتين الشرقية والشمالية. وأضافت المصادر أن القصف المكثف بالمدفعية من جبال إسبيل المطلة على قيفة من جهة عنس ذمار كانت قد دمرت أهم المواقع التي كان نصبها تنظيم القاعدة لصد الحوثيين. إلى ذلك قالت مصادر "اليمن اليوم" إن أبناء مديرية الشرية المحاددة لرداع وقيفة والذين كانوا يتمركزون في جبهة وادي ثاه ظلوا في أماكنهم حتى العصر قبل أن ينسحبوا بشكل جماعي إلى مناطقهم عقب فرار مقاتلي التنظيم من المناسح وحمة صرار وخبزة، وسيطرة الحوثيين على كامل الجبال والتباب الاستراتيجية التي كان يعتمد عليها التنظيم الإرهابي في بداية المواجهات، ويعول عليها في صد الحوثيين.. وكان آخرها جبل العليب الواقع بين منطقتي خبزة والمناسح، وكذلك جبل الثعالب وانسحاب مقاتلي القاعدة إلى قرية الصبل، آخر قرى قيفة من جهة الشرق ومن ثم سايلة يكلا. وفي السياق قال مصدر عسكري ل"اليمن اليوم" إن عوامل عدة ساهمت في هذا الانهيار السريع وغير المتوقع للقاعدة في قيفة، أولاً وجود أعداد كبيرة من أبناء قيفة، ومن آل الذهب في صفوف الحوثيين، ثانياً عدم تجاوب أبرز مشايخ وأعيان قيفة بمديرياتها الثلاث (ولد ربيع، محن يزيد، آل غنيم) للقتال في صفوف القاعدة ضد الحوثيين، ثالثاً فعالية القصف الجوي والقصف بالمدفعية وتمركز الحوثيين السريع في جبال إسبيل التابعة لعنس ذمار والمطلة على المناسح من الغرب، فضلاً عن تمركز الحوثيين السريع أيضاً في الجبال المتحكمة بالمدخل الجنوبي والجنوبي الغربي لقيفة، وأهمها سلسلة جبال شبر، رابعاً سقوط مدينة رداع بيد الحوثيين، الأمر الذي شكل ضربة معنوية كبيرة لمقاتلي القاعدة فضلاً عن تقطيع أوصال التنظيم بين مديريتي الزاهر وذي ناعم شرق مدينة رداع عن معاقل التنظيم في قيفة شمال غرب رداع. خامساً اعتماد القاعدة على سلاح (السيارات المفخخة، والعبوات الناسفة، والانتحاريين) وهذا النوع من السلاح تقل فاعليته في حروب جبلية كهذه.