تمكنت اللجان الشعبية التابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) أمس من استعادة أجزاء واسعة من مدينة العدين محافظة إب من مسلحي تنظيم القاعدة، الذين سيطروا على المدينة زهاء 3 أسابيع وأجبرتهم على الفرار إلى منطقة الأسلوم التابعة لمديرية حزم العدين، حيث المعقل الرئيس لعناصر التنظيم الإرهابي. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن أفراد اللجان الشعبية التابعة لجماعة أنصار الله وصلت أمس إلى العدين على متن 30 طقما مسلحا واستردت مركز مديرية العدين بما فيه من مكاتب حكومية ومواقع استراتيجية، بعد فرار عناصر تنظيم القاعدة الذين لم يتمكنوا من الصمود نحو مديرية الحزم فيما واصلت قوات أنصار الله تعقب مسلحي القاعدة الفارين في اتجاه الحزم، وتمكنت من أسر 20 مسلحاً من عناصر القاعدة. وقالت تلك المصادر إن مواجهات خفيفة دارت بين مقاتلي أنصار الله وعناصر القاعدة صباح أمس عند مدخل العدين بالقرب من المعهد المهني التقني، مشيراً إلى أن تلك المواجهات لم تسفر عن سقوط قتلى من الطرفين وانتهت باستعادة أنصار الله المجمع الحكومي والمكاتب الحكومية التي اتخذتها عناصر القاعدة ثكنات لها ومقرات على مدى 3 أسابيع ماضية. وأوضحت المصادر أن أطقم لمقاتلي أنصار الله توجهت أيضا من مديرية جبل راس التابعة لمحافظة الحديدة والتي استردتها من عناصر القاعدة قبل يومين، بعد أن كانت القاعدة قد سيطرت عليها وأعدمت نحو 19 جنديا من جنود أمن مديرية جبل راس وأسرت آخرين، متوقعة أن تلتقي قوات أنصار الله القادمة من إب والقوات القادمة من جبل راس وأخرى قادمة من حبيش في منطقتي الأسلوم والأبعون بمديرية الحزم لخوض المواجهات مع عناصر القاعدة هناك. كما أفادت الأنباء بأن عدداً من الأطقم التابعة لجماعة أنصار الله سيطرت على نقطة القاسمية على طريق الجراحي- العدين بعد تمكنهم من دحر عناصر القاعدة منها دون إصابات، وواصلوا طريقهم إلى منطقة الأسلوم وبني زهير في مديرية حزم العدين، مشيرة إلى أن منطقة بني زهير من المعاقل الجديدة للقاعدة في الحزم وفر إليها من العدين أمس القيادي في تنظيم القاعدة علي عبدالله البعني مع عشرات المسلحين، وأشارت تلك الأنباء إلى مقتل 3 أشخاص من عناصر القاعدة في منطقة جبل الصرار. وأوضح مصدر في أنصار الله أن الحرب مع من وصفهم "الدواعش" ستستمر حتى القضاء عليهم، مؤكدا الاستمرار في ملاحقتهم أينما وجدوا مهما كلفهم الأمر من وقت وجهد. وأكد شهود عيان ل"اليمن اليوم" مشاهدتهم مقاتلي أنصار الله أمس الأربعاء على مشارف مديرية الحزم وأنهم يتهيأون لاقتحامها، مبينين أن العشرات من مسلحي تنظيم القاعدة ينتشرون على جبال مناطق "عدن السقاء- نجد العدن، حُقين" التابعة لمديرية الحزم استعداداً للمواجهات مع مقاتلي أنصار الله. وكان مسلحو تنظيم القاعدة سيطروا في الخامس عشر من أكتوبر الماضي على مدينة العدين بعد اقتحام إدارة أمن المديرية وإطلاق سراح 32 سجينا، بينهم متهمون بقضايا جنائية وإحراق ثلاثة أطقم وقتل 3 جنود وأسر عدد منهم تم إطلاق ثلاثة فيما بعد عن طريق وساطة محلية وقبلية بالإضافة إلى نهب مبلغ 43 مليون ريال يمني من فرع بنك التسليف الزراعي والبريد قبل إحراقهما. وأكدت مصادر محلية في مدينة العدين أن المدينة شهدت مساء أمس هدوءاً بعد استعادتها من قبل مقاتلي أنصار الله الذين دعوا المواطنين النازحين إلى العودة إلى منازلهم، في حين طالب أهالي المدينة بتشكيل لجانٍ شعبية من أبناء المنطقة لحفظ الأمن.