وقاحة تنظيم "الإخوان" فقط يمكنها أن تصرح أمام الملأ فتقول إن هجوم مليشيا "الإخوان"، "القاعدة" الغادر على الكتيبة العسكرية في مأرب جاء "منعاً لسيطرة مليشيات الحوثي على هذه القوة العسكرية التي هي ملك للدولة والشعب اليمني". هذه الوقاحة وحدها تستطيع تحويل الهجوم الغادر إلى إنجاز "منع وصول هذه القوات إلى الحوثيين" وهذا النوع قطعا لن تجده سوى في "الجزيرة" و"العربية " وال"بي بي سي" وأشباهها. وقاحة "الإخوان" وحدها يمكنها أن تصدر بيانا تدعي أنه صادر عن "قبائل مأرب" وليس من رؤوس المليشيا المسلحة التي تتمترس في هذه المحافظة منذ عدة أسابيع لتوفر مخابئ للعشرات من مسلحي "القاعدة" الفارين من البيضاء وإب ومحافظات أخرى. وقاحة "الإخوان" فقط يمكنها أن تذيع بيانا تنسب فيه العيب الأسود بقطع الطريق على كتيبة الجيش ل"قبائل مأرب" ثم تقول إن هذه القبائل "وجدت نفسها مضطرة للتواصل مع قيادة الكتيبة قبل خروجها من مدينة مأرب وإبلاغهم رغبتنا في التفاهم معهم". وقاحة "الإخوان" يمكنها وحدها أن تفوح بالإفك وتجاهر، فتبرر هجومه مليشياتها الغادر بأن الكتيبة العسكرية "كانت تابعة لقوات الحرس الجمهوري المنحلة"، ثم نجدها تهذي بأن مقتل 15 جنديا وربما أكثر وأسر آخرين والاستيلاء على العتاد العسكري كان فقط "لضمان سلامة الكتيبة التي يترصدها الحوثيون في مفرق الجوف ومعسكر ماس بمنطقة الجدعان". وقاحة "الإخوان" وحدها يمكنها الإفصاح أنها تواصلت مع قائد المنطقة العسكرية الثالثة ف"رفض التحدث عن أي ضمانات لوصول الكتيبة العسكرية بسلام إلى العاصمة" وكأنهم كانوا ينتظرون أن "يشخط" الرجل وجهه أو أن "يندع" لهم يمينا زبيريا بأن هذيانهم بوصولها إلى الحوثيين هراء. وقاحة "الإخوان" فقط يمكنها أن تجاهر بأن مليشياتهم ما هاجمت الكتيبة إلا بعد اكتشاف أن عتادها يوازي عتاد ثلاث كتائب، ووحدها يمكنها أن تُغرق في الوقاحة فتدعي أن تواصلها مع قائد المنطقة العسكرية الثالثة مكنهم من الكشف عن "تنسيقات غير معلنة ونوايا مبيتة لتسليم تلك القوة العسكرية للحوثيين المتواجدين في معسكر ماس ومفرق الجوف في إطار استعدادات الحوثي لاجتياح مأرب والسيطرة على منابع النفط والغاز والطاقة الكهربائية". هذا ما نضح به بيان المليشيا المسلحة التابعة ل"الإخوان" و"القاعدة" المتمترسة في مأرب في سياق تبرير عدوانها على الكتيبة العسكرية، ثم نجد الأذرع الإعلامية التابعة لتنظيم "الإخوان" تتشابه مع ما تبثه القنوات الدولية المعادية، فتسميهم "رجال قبائل" وتتسابق في توفير الغطاء الإعلامي للجريمة وتغييبها بل وتحويلها إلى إنجاز وطني. صمت الرئيس وقيادة الجيش حيال هذه الجريمة ليس غريبا، فالاعتداء على الكتيبة لم يكن مفاجئا قدر الصدمة التي سببها الإسناد المعلوماتي والعملاني الذي مكن هذه المليشيا من حصارها وتشتيتها والاستيلاء على عتادها في ساعات. ما جاء في بيان مليشيا "الإخوان" كله هراء قطعا، لكنه أفصح عن خبايا. فتكتيك إرسال التعزيزات من مستودعات الجيش بالنسبة لهذه المليشيا أمر له تاريخ.