أحكمت اللجان الشعبية القادمة من أبين وشبوة ولحج والمقربة من الرئيس عبدربه منصور هادي، قبضتها على منشآت الدولة في محافظة عدن، تزامناً مع سيطرة أنصار الله (الحوثيين) على مؤسسات الحكم في العاصمة صنعاء. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر قيادي في اللجان الشعبية إن شقيق الرئيس هادي، وكيل جهاز الأمن السياسي لمحافظات عدن ولحج وأبين، ناصر منصور هادي، اتصل بقائد اللجان في أبين عبداللطيف السيد- الساعة الواحدة بعد منتصف ليل أمس الأول- وطلب منهم سرعة تحريك اللجان إلى عدن، وهو ما تم. وفي عدن قالت مصادر "اليمن اليوم" إن لجان أبين ولحج وصلت وتسلَّمت مهامها في المنشآت الحيوية، وتحديداً المطار والميناء، فيما تم تسكين البقية في معسكر النصر. وقدَّر مصدر أمني عدد أفراد اللجان الذين وصلوا، أمس، معسكر النصر بعدن، قرابة 500 مقاتل.. تم توزيع بعضهم بشكل مجموعات على المرافق الحيوية ومقرات أمنية وعسكرية. وقال ذات المصدر في سياق تصريحه ل"اليمن اليوم"- دون الكشف عن اسمه- إن شقيق الرئيس، ناصر منصور، شكَّل غرفة عمليات لإدارة التصعيد من عدن. مشيراً إلى أنه أقر توسيع اللجان الشعبية في كل محافظة جنوبية، فيما ستعقد التشاورات خلال اليومين القادمين لتسمية القيادة العسكرية الموحدة والفرعية لتلك اللجان وتحديد أهدافها ومهامها. وأشار المصدر الأمني إلى أن المعلومات تفيد بأن هناك توجهاً لدى شقيق الرئيس بتحويل اللجان إلى جيش جنوبي إذا ما استدعت الأوضاع القادمة من صنعاء اللجوء لإعلان الانفصال من عدن. وفي هذا السياق دخل شقيق الرئيس، منذ صباح أمس، في مفاوضات مع قيادات في الحراك الجنوبي للتنسيق نحو الانفصال. وأكد أمين عام المجلس الأعلى الثوري في عدن، العميد حسن اليزيدي، قيام ناصر منصور هادي بالتواصل مع بعض قيادات الحراك، لكنه قلَّل من أهمية التوجه نحو إعلان الانفصال في الوقت الراهن. وقال اليزيدي في اتصال أجرته معه "اليمن اليوم" إن استعادة الدولة الجنوبية هي هدف ونضال أبناء الجنوب، لكنه لن يتحقق بقرار سلطوي متعجل. وعن الاستعداد لصدّ أي محاولة اقتحام من قبل أنصار الله (الحوثيين) لأي محافظة من المحافظات الجنوبية، قال القيادي البارز في الحراك إن أنصار الله لن يقدموا على مثل هذه الخطوة، وبالتالي لا مبرر للحشد والاستعداد لصدهم. وكان الرئيس هادي قد شكَّل خلال العامين الماضيين جناحاً خاصاً به ضمن مكونات الحراك.. ومع سقوط الفرقة الأولى مدرع بيد أنصار الله- في نهاية سبتمبر الماضي- التحق مكون هادي في الحراك ومكون حزب الإصلاح بمخيمات اعتصام في ساحة العروض وبدأ التصعيد للانفصال. في سياق متصل، بدأت اللجنة الأمنية في عدن، أمس، حظر الملاحة الجوية البحرية والجوية. وقالت مصادر أمنية في مطار عدن إن سريان وقف الملاحة بدأ عند السابعة صباحاً، مشيراً إلى أن آخر رحلة جوية غادرت مطار عدن الدولي كانت لطيران التركية عند الخامسة صباحاً، أعقبها إغلاق تام للمنفذ الجوي. وفي ميناء عدن أيضاً ذكرت مصادر ملاحية عن توقف الميناء عن استقبال السفن التجارية. وأشارت المصادر إلى أن سريان قرار اللجنة الأمنية بوقف العمل في الميناء بدأ صباحاً، وأن مقاتلي اللجان الشعبية طلبوا من العاملين فيه العودة إلى منازلهم. وكانت اللجنة الأمنية في عدن أصدرت، الثلاثاء، قراراً بإغلاق المنافذ الجوية والبحرية، معتبرة الأحداث التي شهدتها صنعاء بمثابة انقلاب. ويدير الشئون الأمنية في المحافظات الجنوبية شقيق الرئيس هادي ووكيل جهاز الأمن السياسي، ناصر منصور هادي. من جانبه هاجم وزير النقل السابق، واعد باذيب، قرار إغلاق الموانئ البحرية والجوية في عدن. واعتبر باذيب قرار اللجنة الأمنية بأنه خاطئ، كون تلك المنافذ تمثل "الدواء والغذاء، الكساء القادم عبر البحر". وأشار الوزير في حكومة الوفاق إلى أن القرار يعني "منع المريض من ذوي الحالات الحرجة والمغترب والطالب والزائر من السفر". ودعا باذيب إلى تدخل وزير النقل الحالي، معتبراً القرار بأنه سوف ينجم عنه تداعيات كبيرة على الملاحة البحرية والجوية في عدن.