البيان الصادر عن حزب الإصلاح، والذي يدعو أنصاره وجماهيره إلى التأني والحلم وعدم الاستعجال والمزيد من التوبة والصبر والمصابرة وكثرة الدعاء عند حدوث الفتن، ما هو إلا دليل قطعي على اشتراك الحزب في عملية الانقلاب، والسير بالوطن إلى المجهول. ءَالآنَ تدعون إلى الحكمة والعقل والتأني بعد أن عصيتم وفسدتم وأسقطتم الدولة ومزقتم الجيش وأفقرتم الشعب وأدخلتموه دائرة الفتنة الطائفية والمناطقية؟!! ءَالآنَ بعد أن فشلتم وتاهت بكم السُّبل، وُوضعت السيوف على رقابكم، وصودرت جامعاتكم ومقراتكم، وشُردت مرجعياتكم، وخُربت بيوتكم؟!!. طيب، أين ذهبتم بثورتكم التي أعلنتم عنها عام 2011م، وأين ذهبت دماء الشباب المغدور بهم؟!! لماذا فرطتم بالثورة وبالدماء الطاهرة؟!! وإذا كانت لديكم هذه الحكمة وهذا الصبر، فلماذا لم تتجلَّ عام 2011م، ولماذا لم تدعوا أنصاركم إلى التأني والحلم وعدم الاستعجال والمصابرة، حين كانت الدولة قائمة، والجيش قوة ضاربة، والمشاريع موجودة، والموازنة مستقرة، والحريات مكفولة، والديمقراطية لها مساحة مفروضة؟!! أين ذهب العقل الرزين الموجود لديكم، اليوم، عام 2011م حين دعيتم إلى الانقضاض على الدولة، وحاربتم الجيش وأسقطتم بعض معسكراته، وعطَّلتم الحياة، وقتلتم الصف الأول من رجال الدولة؟!! ألم تكن حجتكم الاستفراد بالحكم، والحرس العائلي والتوريث والفساد؟! بربكم أصدقوني القول، أيهما أحسن حالاً، في الإطار العام، الدولة والشعب في عهد النظام السابق، أم في العهد الحالي.. وفي الإطار الخاص، وضعكم أنتم كحزب وجماعة في عهد النظام السابق، أم اليوم في عهد نظام الحوثي؟! فإن كان في عهد النظام السابق أفضل وأحسن فلماذا خرجتم عليه، وأقسمتم أيماناً مغلظة بأن لا حوار ولا جلوس معه على طاولة واحدة؟! وإذا كان وضع الشعب ومستقبله، وكذا وضعكم ومستقبلكم في عهد النظام الحوثي الجديد أسوأ، فلماذا تذعنون له، وتستميتون في طلب ودِّه، وتتحاورون معه وتجلسون على طاولة واحدة، وتدعون أنصاركم إلى التأني والصبر والحكمة؟!! أليس من العدل والصدق والأخلاق والوطنية أن تتحاوروا مع النظام السابق حين دعاكم عام 2011م؟!! أليس من العدل والوطنية أن تدعوا أنصاركم وتحرضوهم على الخروج ضد النظام الذي يضايقكم اليوم ويحتل مقراتكم ويصادر حقكم في الحياة، باتهامكم بأنكم قاعدة ودواعش وعملاء لأمريكا وإسرائيل؟!! ما لكم كيف تحكمون؟! إن دعواتكم في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ اليمن الحديث لأنصاركم بالصبر والتأني، وكذا جلوسكم على طاولة الحوار مع من تسمونهم بالانقلابيين خيانة تاريخية للوطن وللشعب، بل إنها أدلة قطعية توجب محاكمتكم لاشتراككم في الانقلاب. فمحاورة الانقلابيين والجلوس معهم وقبول شروطهم إضفاء صبغة قانونية وشرعية على الانقلاب، وفعل يشجعهم ويمكنهم أكثر من الاستفراد بالحكم والقضاء على كل التيارات السياسية، في مقدمتها تياركم السياسي والعقدي.