أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن تركيا نظمت عملية عسكرية واسعة أمس وأعادت بدون معارك أربعين جنديا تركيا كانوا يحرسون ضريح سليمان شاه (جد السلالة العثمانية السابقة) الواقع في منطقة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية. وقال داود أوغلو إن هذه العملية العسكرية تقررت بسبب تدهور الوضع حول الجيب التركي الذي تبلغ مساحته بضع مئات من الأمتار المربعة ويضم ضريح سليمان شاه والد مؤسس الإمبراطورية العثمانية عثمان الأول. وأكد رئيس الوزراء التركي في لقاء مع صحافيين في مقر قيادة الجيش أن "العملية أطلقت بمرور 572 جنديا عبر مركز مرشدبينار الحدودي" جنوب شرق البلاد. وأضاف أن نحو 40 دبابة دخلت الأراضي السورية ترافقها عشرات الآليات المدرعة الأخرى في إطار العملية. وقال رئيس الوزراء إن "رفات الشخصية التركية أعيد مؤقتاً إلى تركيا ليدفن لاحقا في سوريا"، موضحا أنه تم ضمان أمن منطقة في الأراضي السورية لنقل رفات سليمان شاه إليها في الأيام المقبلة. وعبر عن ارتياحه "لحسن سير" العملية العسكرية التي كانت "تنطوي على مخاطر كبيرة" وجرت في عمق ثلاثين كيلومترا داخل الأراضي السورية. وكان سليمان باشا لقي حتفه غرقاً في نهر الفرات العام 1227 م، إثر فراره أمام غزو المغول ودفن بالقرب من المكان المسمى حالياً ترك مزاري في قلعة جعبر بسوريا. ويشكك بعض المؤرخين في الروايات الرسمية عن ضريح سليمان شاه، قائلين إنها ربما لُفقت لاحقاً لإثراء هوية تركية إمبراطورية ثم هوية وطنية. يشار إلى أنه حسب المادة التاسعة من معاهدة أنقرة الموقعة بين تركيا وفرنسا (في عهد الانتداب الفرنسي على سوريا) سنة 1921، تم الاتفاق على أن ضريح سليمان شاه هو تحت السيادة التركية، ويعتبر هذا المزار، هو الأرض الوحيدة ذات السيادة التركية خارج حدود الدولة، ويقوم بحراسته جنود أتراك. من جهتها، قالت قيادة الجيش في بيان على موقعها الإلكتروني إن جندياً تركيا قتل في حادث خلال عملية التوغل التركية. وكانت تركيا هددت الجهاديين بعمليات انتقامية إذا هاجموا الجنود الأتراك الذين يحرسون الموقع الرمزي والتاريخي.