نفذ الجيش التركي عملية عسكرية في الأراضي السورية بذريعة إجلاء نحو 40 جندياً يحرسون ضريح سليمان شاه في سوريا، بينما اعتبرت دمشق التوغل التركي بأنه «عدوان سافر» على أراضيها. وأكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أنه تم إجلاء الجنود الذين يحرسون الضريح بنجاح إلى تركيا في عملية عسكرية. وأضاف يوم أمس الأحد عبر حسابه على موقع «تويتر» أنه تم نقل رفات سليمان شاه إلى تركيا، بعد أن كانت تقع على بعد 35 كم من تركيا، على ضفاف نهر الفرات، في محافظة حلب المحاصرة في سوريا. وأكد رئيس الوزراء التركي في لقاء مع صحافيين في مقر قيادة الجيش أن أنقرة «لم تطلب إذن أو مساعدة أي طرف» قبل بدء العملية العسكرية التي شارك فيها 100 عربة عسكرية، بينها 39 دبابة. وأضاف أن «العملية أطلقت عند الساعة 21,00 (19,00 ت غ) بمرور 572 جندياً عبر مركز مرشدبينار الحدودي» جنوب شرق البلاد. وقال رئيس الوزراء التركي: «إن الرفات أعيد مؤقتا إلى تركيا ليدفن لاحقا في سوريا»، موضحاً أنه تم ضمان أمن منطقة في الأراضي السورية لنقل رفات سليمان شاه إليها في الأيام المقبلة. وتعد العملية التركية التي شاركت فيها دبابات وطائرات بدون طيار وطائرات استطلاع والمئات من أفراد القوات البرية هي أول توغل من نوعه تنفذه القوات التركية داخل سوريا منذ بدء الصراع هناك قبل قرابة أربع سنوات. وعبرت القوات التركية من خلال مدينة عين العرب «كوباني» - الواقعة على الحدود التركية السورية - وقطعت مسافة حوالي 35 كيلومتراً جنوباً حتى وصلت إلى مكان الضريح الذي يقع على ضفاف نهر الفرات. وفي المقابل وصفت سوريا العملية العسكرية التركية التي حصلت داخل أراضيها بأنها «عدوان سافر»، محملة السلطات التركية «المسؤولية المترتبة على تداعيات» هذا العدوان. ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر في وزارة الخارجية السورية قوله: «إن تركيا لم تكتف بتقديم كل أشكال الدعم لأدواتها من عصابات داعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات المرتبطة بتنظيم القاعدة، بل قامت فجر يوم أمس بعدوان سافر على الأراضي السورية». وكانت الحكومة التركية قالت أواخر العام الماضي إن مقاتلي ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” يتقدمون باتجاه الضريح الذي يقع على نهر الفرات. وكان أوغلو قال مراراً: إن تركيا سترد على أي هجوم على الضريح الذي كان يقع على بعد 37 كيلومتراً عن الحدود السورية قبل نقله ليل السبت. وأضاف أمس الأحد: «إن الدول التي لا تهتم برموزها التاريخية لا يمكنها بناء مستقبلها». وذكر بيان الحكومة السورية أن تنظيم «داعش» لم يهاجم الضريح «الأمر الذي يؤكد عمق الروابط القائمة بين الحكومة التركية وهذا التنظيم». وحمّل البيان تركيا مسؤولية انتهاكها للاتفاقية، لأنها لم تنتظر موافقة دمشق قبل أن تنفذ العملية. وأضاف البيان أن الحكومة التركية أبلغت القنصلية السورية في اسطنبول بالعملية، لكنها لم تنتظر موافقة سوريا. وذكرت أن العملية انتهاك لاتفاقية 1921. ودمر تنظيم «داعش» وجماعات متشددة أخرى عدة أضرحة ومساجد في سوريا. ولم تحدث أية اشتباكات مع مسلحي تنظيم «داعش» خلال العملية، لكن جندياً توفي في حادث، بحسب ما ذكره أوغلو. وبدأت العملية مساء الأول السبت في الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس الأحد. وسليمان شاه هو جد عثمان الأول الذي أسس الامبراطورية العثمانية عام 1299. يشار إلى أن الضريح تحت السيادة التركية، حسب اتفاق قديم بين تركيا وفرنسا ويحظى بحراسة قوة تتألف من نحو أربعين جندياً تركياً ويتم تغييرهم بانتظام.