كشفت ل"اليمن اليوم" مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية الرابعة بمحافظة عدن عن أن شاحنات عسكرية نقلت -اليومين الماضيين- أسلحة من مخازن الجيش في عدنولحج وتم توزيعها على مسلحين قبليين في أبينوشبوة، وسط توقعات بأن تكون العملية خطوة لإيصال الأسلحة إلى عناصر تنظيم القاعدة، الذي تنامى نشاطه بصورة علنية، مؤخرا. نقل الأسلحة إلى معاقل اللجان الشعبية، التي يستعين بها الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي، حاليا، لإدارة الوضع في الجنوب، تأتي في إطار تمكينها من مؤسسات الدولة التي بدأها شقيق هادي بإقالة مدير أمن عدن وقائد معسكر النجدة ورئيس فرع الأمن السياسي في المحافظة، وأخيراً أمس، حيث اقتحم قائد اللجان الشعبية في أبين، عبداللطيف السيد، مقر الهيئة العامة للأراضي في عدن ونصب مديرا جديدا لها خلفا للسابق محمد أحمد ثابت. وروى ضابط رفيع في المنطقة العسكرية الرابعة، وهو من أبناء محافظة لحج ل"اليمن اليوم" تتحفظ الصحيفة عن اسمه- كيف فتحت أبواب المعسكرات ومخازن الأسلحة في عدن للجان التي ينتمي مقاتلوها إلى محافظتي أبينوشبوة، في حين أعطي جنود ناقمون على ذلك "إجازة مفتوحة". وقال المصدر: "بدأت عملية توزيع الأسلحة ونقلها إلى أبين في اليوم الثاني من سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة في صنعاء، في يناير الفائت، وأبقت هادي تحت الإقامة الجبرية، مطلع العام الجاري، حينها، استقدم وكيل جهاز الأمن السياسي لمحافظات "عدن، أبين، لحج" شقيق الرئيس المستقيل، مقاتلي اللجان إلى عدن". لكن وتيرة توزيع السلاح زادت مؤخرا، ولا تزال مستمرة، وثمة مخاوف من تدفق كمية هائلة إلى عناصر تنظيم القاعدة.. الذي تنامى نشاطه مؤخرا بصورة علنية، وعلى وجه الخصوص بعد نقل عدد من السفارات الأجنبية إلى عدن. الخميس، الماضي، فقط نقلت شاحنات عسكرية ذخائر متنوعة على متن حاويات وتم توزيعها في عتق على مقاتلي اللجان في شبوة. وأوضح المصدر أن أغلب المستفيدين من الذخائر والأسلحة الموزعة في شبوة أتباع قادة عسكريين موالين للرئيس المستقيل، هادي. جبل حديد ورأس العارة الشهر الماضي، وصلت ميناء عدن باخرة ضخمة، ماليزية الجنسية، تقل كمية كبيرة من الأسلحة الصينية والذخيرة، وفقا للمصدر. وقال المصدر إن جنوداً من الحرس الرئاسي، موالين للرئيس هادي، أشرفوا على عملية نقل الكمية إلى مخازن الجيش في جبل حديد. الشحنة، وفقا للمصدر، كانت تابعة لوزارة الدفاع وتأتي في إطار اتفاقية رسمية، لكن جميعها وزعت على مقاتلي "اللجان". قبيل نقل الشحنة من الميناء وبدء توزيعها إلى أبينوشبوة، أسندت مهام حماية جبل حديد للجان الشعبية التي دخلت، حينها، في مناوشات مع أفراد الشرطة العسكرية المرابطين في بوابة المخزن وأجبروهم على الانسحاب. رابط مقاتلو اللجان في بوابة مخزن جبل حديد لعدة أيام، بينما كان آخرون يقومون بنقل أسلحة إلى أبين، فيما يقود قادة عسكريون وأمنيون موالون لهادي مفاوضات "وهمية" بين اللجان والشرطة العسكرية تهدف إلى إعادة أفراد الشرطة العسكرية لحماية المخزن. عقب الانتهاء من نقل الأسلحة المطلوبة خارج مخازن الجيش الرسمية، أعيد توزيع جنود الشرطة العسكرية في محيط المخزن. كانت معظم الأسلحة، وفقا للمصادر، تنقل إلى مخازن خاصة في مديريات أبين. ليس من جبل حديد- أحد أكبر مخازن أسلحة الجيش في المنطقة الجنوبية– وحدها توزع الأسلحة، فحتى مخازن الجيش الفرعية في منطقة رأس العارة، صارت عرضة "للنهب باسم الشرعية"، وفقا لذات المصادر. وخلال الأيام العشر الماضية ومنذ وصول هادي إلى عدن صرفت العديد من قطع الأسلحة المتوسطة من مخازن رأس العارة بينها مدافع "آ ربي جي" ورشاشات عيار "24". جميع تلك الأسلحة نقلت باتجاه أبينوشبوة، ولا يزال مصيرها مجهولا. الأمن الخاصة وفي السياق قال ل"اليمن اليوم" مصدر في قوات الأمن الخاصة بعدن إن استهداف منتسبي الوحدة يأتي في إطار مخطط رسم في وقت سابق، وكان الهدف هو إفراغ النقاط التابعة للأمن الخاصة، وصولا إلى نقطة العلم الرابطة بين أبينوعدن، وإحلال اللجان، بزي الجيش، بدلا عنها وذلك لتأمين وتسهيل مرور شاحنات نقل الأسلحة. وأشار المصدر إلى أن قوات الأمن الخاصة كانت تنفذ مهامها على أكمل وجه وكالمعتاد، لكن "ثمة من رأى بأن بقاءها يفضح عملية نقل الأسلحة". اتفقت لجنة أمنية برئاسة وكيل جهاز الأمن السياسي لمحافظات (عدنولحجوأبين) اللواء ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس المستقيل، هادي، مع قائد الأمن الخاصة، عبدالحافظ السقاف، على سحب كافة الأفراد والآليات من النقاط والشوارع وإبقائهم في معسكرهم، وحقق ذلك، وفقا للمصدر، نصرا للجان التي باتت تتنقل بسهولة في عدن ومحيطها عقب سلسلة هجمات استهدفت مواقع الأمن الخاصة أولها نقطة العلم. نقمة الجيش عقب طرد لجان هادي الأحد الماضي، جنود وضباط الحرس الرئاسي المكلفين بحماية القصر الجمهوري في مديرية التواهي المعروف ب"قصر المعاشيق" نشبت خلافات حادة بين قائد اللجان الشعبية في مديرية التواهي وقادة المنطقة العسكرية الرابعة. وقال مصدر عسكري للصحيفة "بعد سيطرتهم على القصر بدأ مقاتلو اللجان بنهب الأسلحة وحاولوا إخراج دبابات القصر الجمهوري لكن الأمر أثار استياء قائد المنطقة العسكرية الرابعة، عبدربه الطاهري"، والذي لوح بالاستقالة، عقب مهاترات مع قائد فرع اللجان في التواهي. وتمكنت وساطة في وقت لاحق من الحادثة من إقناع قائد العسكرية الرابعة بالعدول عن قراره، وفقا للمصدر. من جهته أركان حرب المنطقة العسكرية، صالح علي حسن اليافع، كان حاضرا ودخل في مشادات كلامية مع قادة اللجان المسيطرة على القصر. وقال المصدر إن قائد لجان التواهي هدد اليافعي لكن الأخير رد بغضب "ما الذي ستفعله.. أنت لديك قبيلة ولدينا قبائلنا". تمكن اليافعي من الحفاظ على بقاء آليات الجيش في القصر، وغادر. في المنطقة العسكرية الرابعة، تقدم جنود بطلب التسليح أسوة بمقاتلي اللجان، لكن طلبهم رفض، وفقا للمصدر. مشيراً إلى أن مرتبات الجنود، المعترضين على تسليح اللجان، تعرضت لخصميات تحت ذرائع مختلفة في حين طلب من بعضهم أخذ إجازة. مخاوف من تسليح القاعدة في عدنوأبينوشبوة وحضرموت،لم يعد نشاط القاعدة "باطنيا". فعناصر التنظيم حضرت اليومين الماضيين بصورة علنية وعقدت ملتقى في شبوة، وتظاهرت مطالبة بإطلاق عناصرها في عدن، الأمر الذي عظم المخاوف من أن تذهب شحنات الأسلحة، بطريقة أو بأخرى، إلى أيدي التنظيم الإرهابي. وخلال اليومين الماضيين وزع مجهولون منشورات في عدد من مديريات عدن تحمل شعار القاعدة وباسم ولاية عدن حذرت فيها من التواجد الحوثي أو من أسمتهم ب"الروافض". وقال مصدر عسكري ل"اليمن اليوم" إن ما تشهده المحافظات الجنوبية من تنافر بين الفصائل المسلحة والقوى السياسية وفر بيئة خصبة لتنامي عناصر التنظيم "الإرهابي". عدد من مقاتلي التنظيم تسللوا، بثوب اللجان، إلى عدن مع دخول الأخيرة قبل أسابيع. وأقر المصدر بوجود غياب تام لفرز مقاتلي اللجان عن مقاتلي القاعدة. وقال: "تصاعد الاغتيالات والهجمات في عدن يؤكد فقط أن التنظيم أعاد ترتيب صفوفه في عدن وأعاد توطين عناصره في المدينة". وفي شبوةوأبين ذكرت مصادر أمنية عن انخفاض كبير في أسعار الأسلحة الموزعة من مخازن الجيش. وقال المصدر إن سماسرة قبليين يقومون ببيع أسلحة لشيوخ قبائل "متعاطفين مع تنظيم القاعدة". كما حذر المصدر من نشوء تحالفات تؤدي في الأخير إلى "تماهي الجماعات الإرهابية في أوساط اللجان والفصائل المسلحة الأخرى".