في القرن الحادي والعشرين لن نجد شعباً بحاجة للشفقة سوى اليمن ولن تجد نخب سياسية في العالم تدعوك للسخرية والضجر عدا نُخب اليمن، هذه النخب التي تبتكر من الحيل والخزعبلات لابتزاز الشعب وتخديره ومصادرة أحلامه آلاف الحيل، وتطور قدراتها كل يوم لإقناعه بأن الموت أفضل عمل يمكن لأي إنسان أن يقوم به. ففي الوقت الذي يستقبل الإنسان عبر العالم اكتشافا جديدا أو يتوصل إلى حقيقة ما تقوم هذه النخب بإعادة الإنسان اليمني إلى الوراء عدة قرون، في كل دقيقة تقريباً يضطر المواطن إلى التنازل عن حلم أو مشروع أو فكرة أو حقيقة على الأقل! لا أعتقد بأن كل هذه النخب العمياء التي تتزاحم حول السلطة منذ عقود لم تعرف حتى الآن بأن "القات" مشكلة مثلاً، لم تعرف أن الانفجار السكاني مشكلة ولو "زغيره"، لأنها تعرف مشكلاتنا وعلاتنا لكنها لا تريد لنا نحن العامة أن نعرف، هي تعرف لأنها هي التي تصنعها وتستثمرها ولو كلما اشتكى الشعب من وجع زادوه أوجاعاً إلى وجعه . قبل سنوات خرج علينا أحدهم باختراعات متعددة منها ما سيقضي على الفقر ومنها ما سيقتل الإيدز ومنها ما سيطرد السرطان والسكر ويكتم صوت الشخير! وقبل أيام أعلن أحدهم أن الجوف والمحافظات المجاورة لها تقع فوق بحيرة نفط ضخمة! لنسمع قبل ساعات بأن هذا النفط بدأ بالظهور في جبال خولان! بدون أسباب وبدون مقدمات وبدون أجهزة تنقيب ولا مهندسين مختصين فجأة قرر النفط هذا الذي اكتشف نفسه بنفسه في الجوف أن يقوم بتصدير نفسه من جبال خولان، العجيب أنهم عرفوا بأنه نفط يعني تقديراً للظروف وغياب معدات الاستكشاف والتنقيب والاستخراج والتصفية قرر أن يطلع لنا جاهزا وما علينا إلا أن نطلق الألعاب النارية بهجة واحتفالاً. هذه هي المعجزة إذاً، لم يتجرأ مشعوذو العالم أن يعلنوا عن اكتشاف برميل نفط واحد في جمهورية مصر الشقيقة رغم المليارات التي قدمها العالم لهم من أجل استكشافه! "الناس فين واحنا فين" يا سادة يا ساسة يا باعة الوهم يا شيوخ الموت استحوا من الله إذا لم تستحوا من خلقه، ارحموا الحمير و"القراش" إذا لم تعد لديكم رحمة ببني آدم، "اخرطوا حبة حبة" كي لا نموت من الفرح.