احتكر السوفييت بطولة العالم للشطرنج (الروس غالباً ونادراً ما صعد أمريكي أو غيره بحسب معرفتي المحدودة والقديمة). الروس ربما بحسب البيئة الجغرافية الباردة ولأنهم مجتمع موروثة التاريخي الحضاري قديم في الأرض التي هم عليها امتلكوا عقلية استراتيجية، وصبر صيادو السمك من أعماق المناطق المتجمدة، الموقف الروسي لم يحل مشكلتنا ولم نكن نتوقع ذلك، وكنت كتبت من أول أيام العدوان الصهيوسعودي على اليمن أن روسيا ستجد في الحرب فرصة لتوريط السعودية التي أعلنت عليها حرباً نفطية جردتها من نصف وأكثر من نصف عائداتها من تجارة النفط، واستمرار ورطة السعودية يضعف السعودية أكثر ويدفعها إلى استنزاف مدخراتها، ولو لصالح الأمريكي الذي هو في الأخير من يملك المال ويجبر السعودي وشركات النفط على تعويض ذلك من خلال مراجعة أسعار النفط، هذا من جهة، وأخرى روسيا من الدول المصنعة للسلاح وأي مواجهات لابد أن تعود عليه بتنشيط صناعاتها، وثالثة ستضطر السعودية وحلفاؤها في الأخير إلى البحث عن مخرج، كما فعلوا في العراق ويفعلون في أفغانستان، والرابعة أن تورط السعودية وإسرائيل في حرب استنزاف طويلة في اليمن يضعف من قوة حضورهم على المسرح السوري وفي القرم وقد يمنعهم من إعلان عاصفة ضد سوريا وإيران.. العاصفة كما بدأ الإعلام يسميها (فيتنام السعودية). السعودية ومن معها في ورطة أغرتهم الدبلوماسية الروسية بتمرير القرار بالنسبة لنا في اليمن. سواء اعتبرت السعودية ومن يقف خلفها ممن دفعوها للتصدر للعدوان القرار الأممي إنجازاً سياسياً لن يؤثر على الواقع في شيء، فالعدوان مستمر، وسيستمر حتى تهزم السعودية، وأشكال ووسائل هزيمتها متنوعة ومتعددة، ليس أخفاها التغيير الذي ستحدثه الحرب على وعي المجتمع السعودي والخليجي، والتغيير الذي سيحصل، وقد بدأ، يكفي أن أشير إلى اعترافها بحق أبناء فيفا كمثال في تنظيم أنفسهم عسكرياً لحماية مناطقهم والدعوات للتجنيد، ما سيؤدي إلى وجود مؤسسة عسكرية وطنية تتجاوز الأسرة الحاكمة، ناهيكم عن التحول في وعي المجتمع بحقوقه السياسية وفي الطليعة المناطق المحتلة في الحجاز وعسير والشرقية. ولا ننسى أن أغلب المجتمع السعودي من قبائل يمنية قحطانية أو عدنانية أصولها وامتداداتها في اليمن، ومن اليمن التي يتعرض أهلهم فيها للقتل من أجل القتل، ولن أتوسع حتى لا أبدو كالناصح لأمراء الحرب الذين يحفرون قبورهم مع كل طلعة وصاروخ، ومع كل ضحية من الأطفال والنساء والشيوخ، ومع كل منشأة يدمرونها. وغداً لناظره قريب.