أولئك الذين يؤتى بهم إلى قنوات العدوان بجوازاتهم اليمنية لا يعرفون كم من اللعنات والبصقات التي ينالونها مع كل كلمة (شكراً سلمان) ولا يعرفون درجة الحضيض التي وُضعوا فيها؛ لكنهم يعرفون أن (شكراً سلمان) لا تعني سوى الامتنان لهاتك عرضهم، والشكر لمن اشترى شرفهم الوطني، واشترى حريتهم، وابتاع منهم نعمة الإحساس بالكرامة. الارتزاق وجه آخر ل(الرِّقْ) والاتجار بالبشر، ومهما بلغت المكانة الاجتماعية للمرتزقة، فليسوا سوى عبيد وأسرى، وكلما زادت أموالهم وارتفعت أرصدتهم من ريع المبادئ والمواقف والدماء انخفضت، بالتوازي، درجة تقديرهم في مجتمعهم وعوائلهم.