تمكنت قوات الأمن والجيش المسنودة باللجان الشعبية التابعة لجماعة أنصار الله "الحوثيين" بمحافظة تعز، أمس، من التصدي لعدة هجمات شنها مسلحو حزب الإصلاح، مسنودين بعناصر تنظيم القاعدة ومتمردين من اللواء 35 مدرع، بعد سويعات من تلقي المسلحين دعماً بالمال والسلاح عبر إنزال مظلي نفذته طائرات العدو السعودي، فيما نجا قيادي مؤتمري من محاولة اغتيال أثناء مروره على متن باص أجرة، صباح أمس. وفي هذا الصدد أفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري أن مسلحي الإصلاح والقاعدة ومتمردي اللواء 35 مدرع شنوا، صباح أمس الباكر، هجوماً عنيفاً على مواقع الجيش واللجان الشعبية في مناطق (حوض الأشراف والشماسي والأشبط) استخدموا فيه الدبابات وصواريخ "لو" وقذائف "آر. بي. جي" والرشاشات الحديثة، لافتاً إلى أن قوات اللواء 22 مدرع واللجان الشعبية تصدوا بقوة للهجوم، واستمرت المعارك حتى الساعة الثانية ظهراً قبل أن يتقهقر مسلحو الإصلاح والقاعدة وينسحبوا من المواجهات نتيجة تكبدهم لخسائر كبيرة في المعدات والأرواح. المصدر ذاته أشار إلى تمكن مسلحي الإصلاح من إعطاب مدرعتين "بي إم بي" تابعتين للجيش في حوض الأشراف والشماسي، وبالمقابل قامت قوات الجيش بتدمير دبابة تابعة للكتيبة المتمردة عن اللواء 35 مدرع واستخدمها مسلحو الإصلاح والقاعدة في قصف مواقع الجيش، بالإضافة إلى احتراق 3 أطقم تابعة للمهاجمين كانت تتمركز في موقع قريب من الجيش بحي الأشراف وتم استهدافها بقذيفة دبابة أحرقتها بالكامل، وسقط خلالها العديد من القتلى والجرحى من المسلحين. كما شهد حي "سوق الأشبط" معارك عنيفة إثر قيام مسلحي الإصلاح والقاعدة بمهاجمة مواقع الجيش وقوات الأمن الخاصة ولجان الحوثيين. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر محلي إن القيادي في حزب حمود المخلافي قاد عملية الهجوم على مواقع الجيش واللجان في حوض الأشراف الذي شهد أعنف المواجهات، نظراً لاستخدام المخلافي ومسلحيه الدبابات بشكل كثيف لقصف مواقع الجيش، وحاول المسلحون التقدم باتجاه مواقع الجيش، غير أن الرد كان عنيفاً مما اضطر المخلافي إلى الانسحاب من الموقع بعد سقوط نحو 15 قتيلاً من المسلحين بينهم أحد مرافقيه ويدعى حافظ الرضي. وأشار المصدر إلى أن مسلحي الإصلاح المتمركزين في جبل جرة قاموا بالقصف بالقذائف المدفعية والهاون على المدينة وباتجاه جبل صبر وحي الإخوة، لافتاً إلى أن القصف كان عشوائياً وسقطت العديد من القذائف على منازل المواطنين موقعة قتلى وجرحى. وفيما لم يعرف عدد ضحايا المواجهات المسلحة، ليوم أمس الجمعة، إلا أن مصدراً طبياً قال إنهم بالعشرات. وأوضح المصدر أن مستشفى الروضة امتلأ بجثث المسلحين وجرحاهم، مما حدا به إلى إطلاق نداء استغاثة للتبرع بالدم، فيما استقبلت عدد من المستشفيات الأخرى ضحايا مدنيين نتيجة القذائف المتساقطة على منازلهم. إلى ذلك قال ل"اليمن اليوم" مدير مكتب الصحة بمحافظة تعز، الدكتور حسن العزي، إن الإحصائيات حتى المساء لم تكن متوفرة في ما يتعلق بضحايا مواجهات أمس الجمعة، منوهاً بأن مكتب الصحة تلقى، أمس الأول "الخميس"، بلاغات من المستشفى العسكري والمستشفى الدولي ب(19 حالة إصابة) وحالة وفاة واحدة، نتيجة اشتباكات الخميس، فيما ترفض بعض المستشفيات تزويد المكتب بالإحصائيات أولاً بأول. وحول إمكانية معاودة مسلحي الإصلاح والقاعدة الهجوم على مواقع الجيش، اليوم السبت، قال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن قوات الجيش والأمن تفرض سيطرتها الميدانية من خلال تمركزها في المواقع الاستراتيجية، فضلاً عن تضييق الخناق على موقع العروس العسكري بجبل صبر وبقية مواقع مسلحي الإصلاح والقاعدة في جبل جرة والمسبح وتبة الإخوة، مؤكداً بالقول "الأمور تسير باتجاه الحسم"، في حال أصر الإصلاح ومن معه على مواصلة المواجهات. وأشار المصدر إلى أن حمود المخلافي وبقية مسلحي الإصلاح يعرفون جيداً أن محاولاتهم تحقيق مكاسب على حساب الجيش واللجان مصيرها الفشل، واصفاً مواجهات أمس والتي حاول المخلافي الظهور فيها والتقاط الصور، بأنها رسالة إلى قيادة العدو السعودي، الغرض منها الارتزاق والحصول على المال والسلاح، خصوصاً وأن الهجوم على مواقع الجيش جاء بعد ساعات من قيام الطائرات السعودية بدعم المسلحين بالمال والسلاح. وأوضح المصدر بأن الطائرات السعودية نفذت، منتصف ليل أمس الأول، عملية إنزال مظلي لأسلحة وأموال في مواقع مسلحي الإصلاح بجبل صبر وحي الروضة. وتعتبر هذه ثالث عملية إنزال تقوم بها الطائرات السعودية دعماً لمسلحي الإصلاح والقاعدة في تعز منذ بدء العدوان. من جهة أخرى زادت، خلال اليومين الماضيين، حالات الاستهداف لقيادات بارزة في حزب المؤتمر الشعبي العام بتعز، حيث ذكر مراسل "اليمن اليوم" نجاة نائب رئيس الدائرة القانونية بالمؤتمر الشعبي العام، الدكتور طارق المجاهد، من محاولة اغتيال أثناء مروره من الشارع العام بمنطقة الحوبان، مشيراً إلى أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على الدكتور المجاهد مما أدى إلى إصابته وإسعافه بعد ذلك إلى المستشفى للعلاج. وتأتي محاولة اغتيال القيادي المؤتمري، طارق المجاهد، بعد يوم واحد فقط من قيام مسلحي الإصلاح بمهاجمة منزل القيادي المؤتمري مدير مديرية التعزية ورئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بالدائرة 36 بمديرية شرعب السلام، الشيخ حميد علي عبده، ما أدى إلى استشهاد أحد مرافقي الشيخ وإصابة آخر، وبعد يومين من استهداف مسلحي الإصلاح منزل القيادي المؤتمري، الشيخ محمد عبدالواسع السفياني، عضو اللجنة الدائمة ورئيس فرع المؤتمر بالدائرة 59 بجبل حبشي، متسببين باستشهاد الدكتور ناصر السفياني وإصابة 8 من أفراد الأسرة وتدمير جزئي للمنزل.