اعتدى مسلحون يُعتقد بأنهم من التابعين للقيادي في حزب الإصلاح بمحافظة تعز حمود المخلافي، على منزل مفتي تعز وقاموا بمحاصرته واقتحامه وتهديم بعض الجدران مساء أمس الأول "السبت"، فيما تجددت الاشتباكات أمس بين مسلحي الإصلاح وعناصر القاعدة وبين قوات الأمن والجيش المسنودين باللجان الشعبية التابعة للحوثيين في عدد من مناطق المدينة. وقال ل"اليمن اليوم" فضيلة العلامة الشيخ سهل بن عقيل، مفتي تعز، إن عشرات المسلحين اقتحموا منزله بمنطقة باب موسى الساعة التاسعة مساء السبت بحجة "امتلاء المنزل بالأسلحة"، موضحاً بأن المسلحين الذين يُقال بأنهم من أتباع حمود سعيد المخلافي دخلوا إلى المنزل وهدموا بعض الجدران ثم انصرفوا، بعد أن أثاروا هلع النساء والأطفال في الحي بأكمله. وشرح مفتي تعز في سياق حديثه ل"اليمن اليوم" ما وصفها ب"مشاهد الاستعراض المسلح" التي شهدها حي باب موسى، حيث يقع منزله وعشرات المنازل الأخرى لمواطنين أبرياء لا علاقة لهم بالحرب والدمار، قائلاً :"هجموا علينا وكأنهم يهجمون على قلعة حربية أو موقع عسكري وليس على منزل أكل عليه الزمن وشرب"، مضيفاً: "نحو 70 مسلحاً انتشروا خارج المنزل وطوقوه من جميع الجهات واعتلى بعضهم الجدران إلى أسطح المباني المجاورة ووضعوا عليها المتارس التي جلبوها معهم، وهي عبارة عن شوالات مليئة بالأتربة ووضعوها فوق الأسطح وفي تقاطعات الحي وحتى أمام قسم شرطة باب موسى وتمترسوا خلفها بالأسلحة الثقيلة التي وجهوها نحو المنزل، بينما دخل مجموعة منهم إلى المنزل وقاموا بهدم بعض الجدران بحثاً عن الأسلحة والقنابل التي قالوا إنها مخبأة داخل الجدران ولكنهم لم يجدوا أياً مما زعموا وإنما جدران قديمة أكل عليها الزمن وشرب". وأشار العلامة سهل بن عقيل باعلوي إلى أن المسلحين وجهوا له تهماً ب"الحوثية" وغيرها من التهم التي حاولوا من خلالها استفزازه قبل أن ينصرفوا من المنزل دون تعرض أي من ساكنيه لأي أضرار عدا الجدران التي هدموها. وفيما فسر باعلوي هذا الاقتحام بأنه لا يعدوا عن كونه "استعراضا مسلحا يريدون من خلاله صنع نصر إعلامي زائف يرضي أسيادهم في السعودية مقابل مكافأة مالية"، إلا أنه لم يستبعد أن يكون هذا الاقتحام رداً على تصريحه لصحيفة "اليمن اليوم" المنشور بتاريخ 9 مايو الجاري والذي أكد فيه بأن الجهاد ضد العدوان السعودي واجب "شرعاً وديناً وتنص عليه الأعراف القبلية وأخلاق العرب التي ترفض الذل والهوان وتوجب على المرء أن يدافع عن أرضه وعرضه والموت دونهما"، لافتاً إلى أن "إزاحة الأسرة الحاكمة في السعودية يعتبر إزالة البلاء عن الأمة الإسلامية بشكل عام"، متطرقاً إلى مواقف الرئيس السابق علي عبدالله صالح الرافضة للعدوان والتي وصفها بأنها "مواقف وطنية ورجولية ومشرفه وأثبتت المعدن الأصلي للرئيس الصالح وأنه ابن لهذا الوطن وليس للخارج"، متمنياً من المسؤولين في النظام السابق أو الذين جاءوا بعد عام 2011م أن يتحلوا بواحد في المائة من وطنية صالح. وجدد العلامة سهل بن عقيل باعلوي في تصريحه ل"اليمن اليوم" أمس تأكيده بالثبات على ذات الموقف، ولن تخيفه تهديدات من أسماهم ب"مرتزقة السعودية" وإن اقتضى الأمر أن يموت سبعين موتة في سبيل الحق والوطن. على صعيد آخر، تجددت المواجهات المسلحة أمس في عدد من المناطق بمدينة تعز بين عملاء العدوان، مسلحي حزب الإصلاح وعناصر تنظيم القاعدة وبين قوات الجيش والأمن واللجان الشعبية التابعة للحوثيين. وذكر مراسل "اليمن اليوم" أن الاشتباكات تجددت بشكل متقطع في شارع الأربعين وحي الأشراف والأشبط وجبل جرة وصبر، استخدم فيها الطرفان مختلف الأسلحة الرشاشة والقذائف آ ربي جي والهاون، بينما كثفت عناصر الإصلاح والجنود المتمردين عن اللواء 35 مدرع والمتمركزين في جبل جرة القصف بالقذائف بشكل عشوائي على عدد من الأحياء السكنية في صينة والمرور ومحيط البحث الجنائي، بالإضافة إلى قيامهم بالضرب بالرشاشات من جبل صبر على أحياء تعز الشرقية والوسطى ومناطق دار النصر وقراضة بصبر. إلى ذلك قال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن قوات الأمن والجيش وخلال تصديها لهجوم عملاء العدوان أحرزت تقدماً في جبل صبر وتمكنت من الوصول إلى منطقة "ذمرين" بالقرب من موقع العروس الذي يسيطر عليه مسلحو الإصلاح.