شهدت محافظة تعز جريمة إرهابية بشعة تمثلت في قيام مسلحين من حزب الإصلاح وعناصر القاعدة والسلفيين الموالين للرئيس الهارب عبدربه منصور هادي والعدوان السعودي، ويطلقون على أنفسهم ب"المقاومة" في تعز، باختطاف خمسة مواطنين من الشارع العام واحتجازهم لبضع ساعات، ومن ثم إخراجهم إلى الشارع وإعدامهم رمياً بالرصاص بتهمة انتمائهم لجماعة أنصار الله "الحوثيين". وقال ل"اليمن اليوم" مصدر أمني إن المجني عليهم الخمسة كانوا مارين، عصر أمس الأول، على متن سيارة أجرة "تاكسي" من حي المستشفى الجمهوري بتعز، وتم توقيفهم من قبل أفراد نقطة تفتيش مشتركة بين مسلحين من حزب الإصلاح وآخرين من جماعة السلفيين الذين كانوا في دماج صعدة قبل أن ينتقل عدد منهم إلى تعز، أواخر العام الماضي 2014م، بعد خروج السلفيين من دماج بطلب من الشيخ الحجوري. وأوضح المصدر أن أفراد النقطة طلبوا منهم إبراز هوياتهم، وبعد ذلك اقتادوهم إلى قسم الجمهوري الذي يسيطر عليه السلفيون وأتباع القيادي الإخواني حمود المخلافي، وتم التحقيق معهم في القسم حتى الساعة الثامنة مساءً. وأفاد ذات المصدر أن عدد الذين تم إيصالهم إلى المخلافي أربعة أشخاص، فيما كان الخامس قد تم إعدامه رمياً بالرصاص من قبل مسلحي الإصلاح والسلفيين، بعد مغرب ذلك اليوم، وألقوا بجثته بالقرب من بريد المغتربين، كونه كان يرتدي زي قوات الأمن الخاصة "المركزي سابقاً" ويحمل سلاح "كلاشنكوف"، بينما البقية كانوا مدنيين وعزل من السلاح. وأشار المصدر إلى أن الأربعة الآخرين تم نقلهم، في تمام الساعة العاشرة مساء، إلى ساحة تقع بجوار جامع الاعتصام في حي التحرير الأسفل القريب من حي الروضة معقل المخلافي والجماعات المسلحة، وتم إعدامهم في تلك الساحة رمياً بالرصاص وترك جثثهم ملقاة في الشارع حتى الصباح. وأكد ل"اليمن اليوم" مواطنون وشهود عيان واقعة الإعدام، موضحين بأن المجني عليهم الأربعة أُحضروا إلى الساحة مكبلي الأيدي إلى الخلف، ثم تمَّ إجبارهم على الركوع إلى الأرض وخلفهم يقف أربعة مسلحين ملثمين يوجهون أسلحتهم نوع "كلاشنكوف" نحو رؤوسهم، فيما انتشر عدد من المسلحين الملثمين حول الساعة وقام أحدهم بتلاوة ما وصفوه ب"بيان الإدانة"، وبمجرد أن انتهى من ذلك تمت عملية الإعدام بوابل من الرصاص على رؤوسهم، ثم انصرف المسلحون وكأن شيئاً لم يكن، تاركين الجثث على الأرض حتى جاء فريق من الهلال الأحمر، صباح أمس، وأخذ الجثث، وتم إيداعها ثلاجة المستشفى العسكري. الأهالي، وخلال حديثهم إلى الصحيفة، قالوا إن الإخواني حمود المخلافي وعدداً ممن يُسمون ب"المقاومة" كانوا حاضرين مشهد الإعدام، واكتفوا بالمتابعة من قرب، بينما المسلحون الملثمون الذين كانوا يرتدون ملابس سوداء تشبه تلك التي يرتديها عناصر القاعدة هم من تولوا عملية الإعدام بأكملها، وبما في ذلك توثيق المشهد بالصوت والصورة عبر كاميرا فيديو كان أحد المسلحين يحملها. وحول هوية المجني عليهم الخمسة قال ل"اليمن اليوم" مصدر أمني إن أحدهم من أبناء محافظة عمران، ولم يتم التعرف على هوية الأربعة الآخرين. وصنَّف المصدر الأمني هذه الجريمة بأنها قتل بالهوية وبالبطاقة الشخصية، بالإضافة إلى كونها جريمة دخيلة على المجتمع اليمني بشكل عام، وتعز خاصة، واصفاً مثل هذه الجرائم بأن من يقومون بها يؤسسون لولاية داعش في تعز. وتأتي هذه الجريمة البشعة بعد سويعات من جريمة مشابهة ارتكبها مسلحون من ذات الجماعات الإرهابية "الإصلاح والقاعدة" بإقدامهم على اختطاف المواطن أحمد حسن عبدالوهاب أثناء تسوقه في الشارع العام بالقرب من جولة الإخوة واقتياده إلى شارع المغتربين وإعدامه رمياً بالرصاص أمام مرأى ومسمع المارة من المواطنين، وألقوا بجثته جوار جامع السعيد بعد أن كتبوا عليها عبارة "هذا خال أكرم عبدالغني"، أحد القيادات الميدانية للحوثيين. وكانت ذات المحافظة قد شهدت، مطلع مايو المنصرم، جريمة مشابهة بحق أربعة مسافرين من أبناء تعز تم إيقاف سيارتهم في نقطة تابعة لمسلحين من حزب الإصلاح بمفرق جبل حبشي واقتيادهم إلى سائلة قريبة من المكان والتحقيق معهم حول علاقتهم بجماعة أنصار الله، وبعد ذلك تم إعدامهم بطريقة بشعة من خلال إطلاق النار على رؤوسهم من سلاح نوع "معدل" وإلقاء جثثهم في الطريق العام. وقوبلت تلك الجرائم باستياء واستنكار واسعين لدى أبناء تعز المدنيين الذين لم يعرفوا مثل هكذا جرائم إلا في عهد من يُسمون أنفسهم ب"المقاومة"، وفي المناطق الواقعة تحت سيطرة مسلحي الإصلاح والقاعدة. وتساند اللجان الشعبية لأنصار الله قوات الجيش والأمن في المواجهات مع مسلحي الإصلاح والقاعدة ومتمردين من اللواء 35 مدرع، الموالين للرئيس السابق عبدربه منصور هادي، والمدعومين بالسلاح والمال وإسناد جوي بالطيران من قوات العدوان السعودي.