استشهد 44 شخصاً وأصيب 180 آخرين في جريمة حرب أخرى ضمن سلسلة غارات طائرات العدوان السعودي، منتصف ليل السبت ومع حلول الساعات الأولى من صباح أمس الأحد، بقصف هستيري غاشم على مبنى القيادة العليا للقوات المسلحة وإصابة منازل المواطنين في منطقة التحرير وسط العاصمة صنعاء بأضرار جسيمة، ضمن سلسلة غارات دشن بها طيران العدو يومهم الرابع والسبعين مستهدفاً مواقع عسكرية ومدنية بعضها سبق وأن قصفها عشرات المرات. وروى ل"اليمن اليوم" مواطنون من أهالي منطقة التحرير لحظات الرعب التي عاشوها مع القصف الجوي، منتصف ليل أمس الأول، بعد ساعات من الهدوء شهدتها العاصمة خلال ساعات نهار السبت وحتى الواحدة والنصف ليلاً، مشيرين إلى أن هدوء الليل اخترقه فجأة صوت انفجار ضخم هز المنطقة بأكملها، محدثاً ضوضاء أحالت ليل صنعاء إلى نهار، وتبع ذلك أصوات تحليق للمقاتلات السعودية والمضادات الأرضية تعمل جاهدة على التصدي لها. وأوضح الأهالي أنه وبعد مرور بضع دقائق من القصف على مبنى القيادة العليا للقوات المسلحة الواقع في منطقة التحرير عادت الطائرات السعودية لاستهداف المبنى بصاروخ آخر أقوى من سابقه، استهدف داخل مبنى القيادة، لافتين إلى أن الصاروخين نتج عنهما تدمير جزئي لعشرات المنازل الواقعة في محيط مبنى القيادة ولمسافة طويلة، متسببة بسقوط ضحايا بين صفوف الأهالي. وفيما هرعت سيارات الإسعاف والعشرات من أهالي المنطقة وآخرون من المناطق القريبة إلى مكان القصف لإنقاذ الضحايا، إلا أن إحدى المقاتلات السعودية، وبحسب شهود عيان، عادت للقصف من جديد أثناء تجمع المواطنين للقيام بأعمال الإغاثة، مما ضاعف عدد الضحايا. وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الطائرات المعادية المواطنين والمسعفين، فقد سبق أن حدث ذلك في مجزرة حي المدينة السكنية بصنعاء، وحالات مشابهة في الحديدة وإب وتعز. وفي ذات السياق قال ل"اليمن اليوم" المتحدث باسم وزارة الصحة، الدكتور تميم الشامي، إن الحصيلة الإجمالية لضحايا القصف الغاشم على مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة بلغ حتى مغرب أمس 44 شهيداً و180 جريحاً، وجميعهم من منتسبي وموظفي القيادة عسكريين ومدنيين، مشيراً إلى أن عدد الشهداء مرجح للارتفاع، كون بعض الإصابات خطيرة. وأوضح الدكتور الشامي أن مبنى القيادة تعرض للقصف بصاروخين.. الأول سقط في السور الشرقي للمبنى، والآخر داخل القيادة من الجهة الغربية، مؤكداً تضرر المنازل المحيطة بمبنى القيادة. وأشار إلى أنه تم إسعاف المصابين إلى مستشفيات العاصمة التي تعاني أوضاعاً صعبة من نقص شديد للأدوية والمعدات الطبية، وتزايد أعداد الضحايا التي تستقبلها المستشفيات يومياً. وحول سبب التواجد الكثير لمنتسبي وموظفي القيادة أثناء القصف، رغم كون المبنى أحد أهم الأهداف العسكرية للعدوان وسبق أن تم قصفه بتاريخ 2 يونيو الجاري وغارة سابقة أواخر أبريل المنصرم، قال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن الجنود والموظفين حضروا لاستلام مرتباتهم وفضَّل بعضهم المبيت في مبنى القيادة حتى الصباح. ومع طلوع شمس الصباح عادت الطائرات السعودية لتواصل عدوانها على العاصمة صنعاء، ولليوم الرابع والسبعين على التوالي، مستهدفة بسلسلة غارات معسكر التطوير بمنطقة صرف شمال الأمانة، ومعسكر ألوية الصواريخ في جبل فج عطان. وأكد مواطنون وشهود عيان أن مقاتلات العدو استهدفت معسكر التطوير بأربع غارات، في تمام الساعة الثامنة صباحاً، فيما استهدفت معسكر ألوية الصواريخ بخمس غارات، الساعة الثانية عشرة ظهراً، دون الحديث عن أي خسائر بشرية في تلك الغارات.