شؤون خليجية بدا واضحًا أن فرنسا -لاسيما في ظل رئاسة فرانسوا هولاند- اختارت أن تقف بوضوح إلى جانب المعسكر السني بقيادة المملكة العربية السعودية- أكبر منتج عالمي للنفط- ضد الجانب الشيعي بزعامة إيران، في الصراعات التي تشهدها المنطقة العربية. جاء ذلك في افتتاحية صحيفة لوموند الفرنسية في عدد 9 يونيو الجاري، والذي خصصته للحديث عن العلاقة الفرنسية- السعودية في سياق حديثها عن قضية رائف بدوي. الصحيفة تساءلت عن سر الموقف الفرنسي في الوقوف بجوار نظام آل سعود، التي وصفته بالاستبدادي، في حين ترى "لوموند" أن إيران أكثر تحررًا في مجال الحقوق والحريات الدينية والفكرية والثقافية والسياسية، وأكثر انفتاحًا على العالم. فرغم أن ملف حقوق الإنسان في إيران يشكل "كابوسا" لمنظمات حقوق الإنسان العالمية، حيث يواجه عدة انتهاكات وتوجه إليه العديد من الاتهامات، وتقوم طهران بتطوير برنامج نووي مثير للقلق، إلا أن المجتمع المدني الإيراني أكثر نشاطًا وأقرب للنموذج الغربي من المملكة العربية السعودية، بحسب تقدير الصحيفة الفرنسية. ورأت "لوموند" أن قضية المدون السعودي رائف بدوي، وضعت الدبلوماسية الفرنسية أمام خيارين استراتيجيين، من شأنهما الحد من خياراتها السياسية في المنطقة، موضحة أنه من المفهوم أن فرنسا لا يمكن أن تبني السياسة الخارجية فقط على أساس الدفاع عن حقوق الإنسان. وأن السياسة الخارجية لباريس تعتمد على أولوية حماية المصالح الفرنسية في الخارج. وانتقدت الصحيفة السياسة الفرنسية لعدم قدرتها على التعاطي مع كل من الرياضوطهران بأكثر من طريقة، كما تفعل الولاياتالمتحدة مع البلدين بشكل يخدم مصالحها، وتحديد ما إن كان الأمر متعلقًا بحقوق الإنسان أم لا؟