بعد خسارة أهم معاقلهم في المحافظات الاستراتيجية وسقوطها بيد الجيش ولجان أنصار الله، بدأ عملاء العدوان السعودي (القاعدة والإصلاح)، المتمركزون في محافظاتمأربوحضرموتوشبوة باستقطاب وتجنيد مرتزقة من الشباب للقتال مع السعودية ضد الجيش اليمني. وأفادت معلومات استخباراتية -حصلت عليها "اليمن اليوم"- بأن عناصر تنظيم القاعدة المتمركزين في مديريات الوادي والصحراء محافظة حضرموت استحدثت معسكراً تدريبياً في مديرية القطن، ويعتبر الرابع خلال أسبوع، بعد معسكرين في مأرب وآخر في البيضاء. وبحسب المعلومات المتوافرة فإن العملاء قاموا بتجنيد ما يقارب 3 آلاف شاب من أبناء الوادي والصحراء، تم نقل بعض منهم إلى منطقة (شرورة) السعودية التي تتواجد فيها معسكرات تدريبية خاصة بالمجندين اليمنيين "مرتزقة الرياض". ويتلقى بقية المجندين في معسكر القطن تدريبات مكثفة تقارب 15 ساعة في اليوم بإشراف خبراء عسكريين تابعين للقاعدة يحملون الجنسيات الأجنبية، أغلبهم (فرنسيون من أصول عربية وسعودية). وذكرت المعلومات أن قيادات تنظيم القاعدة المتمركزين في الوادي والصحراء المعروف ولاؤهم لأبي بكر البغدادي، أمير ما يسمى (دولة الخلافة الإسلامية) في العراق والشام (داعش)، بدأت نشاطها في الوادي بدعم سعودي بالأسلحة والمعدات ومبالغ مالية عبر منفذ الوديعة الذي يسيطر عليه مسلحو العدوان (القاعدة والإصلاح). ويستغل العدو السعودي الظروف المالية لدى الشباب في المناطق والأرياف الساحلية، ليقوم باستقطابهم للقتال في مشروعه التخريبي في اليمن، وتشير المعلومات إلى أن السعودية اعتمدت 1500 ريال سعودي (90 ألف ريال يمني) لكل مجند، فيما يتقاضى المجند في الواقع أقل من 45 ألف ريال يمني شهرياً مع سلاح شخصي، ولجأت السعودية إلى الاستعانة بمجندين يمنيين لأسباب منها أنهم أقل كلفة مادية وخسائر بشرية من جنود تحالف العدوان. وتضيف المعلومات أن عناصر تنظيم القاعدة التي تسيطر على مدينة المكلا منذ أبريل الماضي أرسلت دفعتين من المجندين خلال الفترة الماضية إلى محافظات (مأرب، عدن، البيضاء)، بعد تلقيهم التدريبات لأكثر من شهر ونصف في معسكر الدفاع الجوي التابع للمنطقة العسكرية الثانية، في المكلا، التي تقع تحت سيطرة التنظيم الإرهابي. ووفقاً للمعلومات فإن خطوة إرسال المجندين إلى هذه المحافظات تأتي بعد خسارة عملاء العدوان معاقلهم في المحافظات المذكورة وسقوطها بيد الجيش واللجان. وفي محافظة شبوة، قالت مصادر قبلية ل"اليمن اليوم" إن عناصر تنظيم القاعدة والإصلاح قاموا بتجنيد عشرات الشباب في مديريتي (ميفعة، الرضوم) التي تقع تحت سيطرتهم، ومديريتي (بيحان وعسيلان). وبحسب المعلومات فإن المجندين تم نقلهم إلى معسكر مدينة القطن المستحدث حديثاً من قبل تنظيم القاعدة والإصلاح وبدعم من السعودية. وذكرت تقارير سابقة مخططاً سعودياً بتجنيد 50 ألف يمني يتم تدريبهم في الأراضي السعودية، وأنيطت القيادة إلى هاشم الأحمر والحسن أبكر، واعتمدت السعودية ألفاً وخمسمائة ريال سعودي لكل مجند. ويأتي ذلك بعد فشل العدوان في حشد قوات برية كما كان مخططا في سياق (عاصفة الحزم). السيناريو تم استنساخه من السيناريو السوري الذي أعدته ومولته السعودية، حيث قامت باستحداث معسكرات وتنظيمات إرهابية مثل جبهة النصرة، وجيش الفتح، بالتنسيق مع تركيا وقطر، للقتال ضد الجيش العربي السوري بحسب تقارير استخباراتية أجنبية. إلا أن الفارق بين اليمن وسوريا وجود حدود برية وبحرية يمنية سعودية تزيد عن 1400 كم ما يجعل الأراضي السعودية معرضة لتهديدات ومخاطر نظراً لمعرفة اليمنيين أن السعودية تشكل المركز الرئيس الذي يدير القاعدة والعمليات التخريبية في اليمن. وقد استطاع الجيش اليمني بمساندة اللجان الشعبية التابعة لأنصار الله الاستفادة من هذا التمدد وضرب العدوان في عمق أراضيه باستهدافهم معسكرات ومواقع عسكرية، وما لم يصل إليه الجيش واللجان وصلته صواريخهم، وكان آخرها استهداف قاعدة السليل الجوية الاستراتيجية في العاصمة الرياض بصاروخ (سكود) أصاب هدفه بدقة عالية، بحسب تصريح المتحدث باسم الجيش اليمني.