مما لا شك فيه أن الكثير من وسائل الإعلام التابعة للعدوان السعودي وأدواته تعمد إلى الكذب والتضليل وخداع الناس لصنع انتصارات وهمية بعد أن فشل العدوان في تحقيق أي انتصار حقيقي على الأرض رغم كل القصف الجوي والبحري والاستعانة بعناصر القاعدة والمرتزقة من بعض البلدان والاستفادة من التقنيات الأمريكية والإسرائيلية . ومن المفارقات العجيبة التي تجدها في وسائل إعلام العدوان طريقة تناولها لخبر قصف طيران العدوان السعودي فقد تابعت في أخبار قناة "العبرية الخبث " التابعة للعدوان السعودي التي قالت حينما قصفت طائرات العدوان معسكر العبر بمحافظة حضرموت إن القصف كان رداً على تمرد جنود المعسكر وانضمامهم لجماعة أنصار الله وعلي عبد الله صالح وبالتالي فقد قامت قوات التحالف بقتل هؤلاء الخونة على حد تعبير القناة ومن المفارقات العجيبة أن قناة الخائن هادي التي تدار من الرياض بمجموعة من العملاء والخونة ومرتزقة العدوان بثت خبر تشييع جثامين الجنود الذين قضوا في القصف السعودي حيث قالت المذيعة إنه تم تشييع جثامين شهداء الواجب الذين قصفتهم طائرات التحالف عن طريق الخطأ والنيران الصديقة. كما أن هذه الوسائل تناولت أخبار التفجيرات الإرهابية التي تستهدف المساجد والأحياء السكنية في اليمن أو في سوريا وليبيا على أنها بطولات وتمجد من يقوم بها وينفذها رغم أنها عمليات إرهابية عندما تحدث عندهم في بلادهم أو في بعض البلدان مثل مصر وتونس كما أنها تتغاضى عن جرائم القاعدة وداعش وتنسبها لمن تسميهم المقاومة في اليمن ولمن تسميهم الثوار في سوريا، وهكذا تعمل تلك الوسائل الإعلامية على تغييب العقل والوعي العربي والإسلامي وتجعله يعيش في غيبوبة جراء هذا التناقض الكبير والحاد في طرحها. هذا التناقض الكبير يبين مدى التخبط والعشوائية التي يدار بها العدوان السعودي على اليمن الذي استنفد كل مبرراته وحججه الواهية التي قادته إلى شن عدوانه على بلد شقيق عربي مسلم وقتل أبنائه ودمر بنيته التحتية وكل مقدرات الحياة، فتجدهم يتخبطون ويتناقضون في أقوالهم وأفعالهم ووسائل إعلامهم وحتى من اشتروهم من المحللين والإعلاميين الذي يظهرون على قنواتهم الخبيثة فتراهم لا يستطيعون الحديث عما يجري في اليمن من عدوان، فتبريراتهم عمياء مثل بصائرهم العمياء وكلامهم متناقض وأخبارهم كاذبة وتحليلاتهم كسيحة مثلهم لا تنطلق من أي منطق وكل يغني على ليلاه والسبب يعود إلى أن هذا العدوان ليس له مبرر لا من الدين ولا من الأخلاق ولا من الإنسانية وبالتالي فمن يروج له عاجز عن التبرير المنطقي المعقول للعدوان الذي قتل الناس ودمر مقدرات شعب كل ذنبه أنه قال لهذه الدولة المتكبرة لا وألف لا؛ لذلك حشدت له كل هذا الحشد ورغم ذلك فلم ولن ينجحوا في مساعيهم وستخرج اليمن من عباءتهم وليس أمامهم سوى إيقاف عدوانهم والرضوخ لإرادة الشعب اليمني. أعتقد أن وسائل الإعلام تلك تحولت من منابر للحق والعدل والحقيقة إلى وسائل للتضليل والخداع والكذب والدجل على الناس وتزييف الوقائع والتبرير لكل ما هو قبيح وإظهار الخيانة على أنها وفاء والوفاء على أنه خيانة وتحويل الحق إلى باطل والباطل إلى حق .