هجمات العدو السعودي استهدفت- عمدا- الأعيان الثقافية اليمنية في العاصمة و17 محافظة، والقصد الجنائي لديهم لا ريب فيه.. استهدفوا متاحف ودور مخطوطات، ومباني تاريخية، ومدن مثل زبيدوصنعاء القديمة، المصنفتين دوليا كتراث إنساني، واستهدفوا مواقع تاريخية وآثارية مثل معين في الجوف، ومحرم الملكة السبئية بلقيس في مأرب، وقلاعا وحصونا تاريخية ومساجد تاريخية في صعدة وصنعاء وعدن وتعز وحجة و12 محافظة أخرى.. لقد استهدفوا هذه الأعيان الثقافية لذاتها، بدليل أن هذه الممتلكات الثقافية التي دمرت كليا، أو أتلفت جزئيا، لم ينتج عن تدميرها أو إتلافها ضحايا بشرية، باستثناء حالات قليلة مثل قصف مدينتي صنعاءوزبيد التاريخيتين حيث سقط مدنيون، ذلك لأن هذه المواقع التاريخية والآثارية لم تستخدم لأغراض عسكرية، ولا لمقاومة العدوان حتى.. إن التدمير والإتلاف المتعمد من قبل العدوان السعودي لهذه الأعيان، أو الممتلكات الثقافية للشعب اليمني التي يعود تاريخ معظمها إلى ما قبل أربعة آلاف سنة، تدمير لا يمكن تبريره، وينبغي أن نفهمه بوصفه عملاً مقصوداً للقضاء على الهوية التاريخية والثقافية للشعب اليمني.. هذا الذي فعله آل سعود يعد جريمة حرب، فهل وثقت هيئة الآثار ووزارة الثقافة، والمنظمات ذات الصلة، هذه الجرائم؟ وهل تعلم أنها جرائم حرب؟ هل وزنت ما فعله آل سعود بآثارنا وسائر ممتلكاتنا الثقافية، بميزان القانون الدولي؟ إن اتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح لعام 1954، واتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949والبروتوكولين الإضافيين لعام 1977 الملحقين باتفاقيات جنيف الأربع، جميعها تحظر ارتكاب أي من الأعمال العدائية الموجهة ضد الممتلكات الثقافية، كالآثار التاريخية أو الأعمال الفنية أو المساجد التي تشكل في مجموعها تراثا ثقافيا ودينيا للشعوب، وتحظر وضع هذه الممتلكات الثقافية موضوعا لهجمات الردع، وتوجب تلك الاتفاقيات أن تتمتع الممتلكات الثقافية أثناء النزاعات المسلحة بالحماية اللازمة، وتوجب على الدول التعهد بوقاية هذه الممتلكات من أي أضرار أثناء النزاع المسلح، والالتزام بمنع الاعتداء على الممتلكات الثقافية، والامتناع عن أي عمل عدائي أو تخريبي وجه ضدها.. لقد أقدم العدوان السعودي على انتهاك هذه الاتفاقيات الدولية، وأقدم بذلك على ارتكاب جريمة حرب، حيث لم يفرق العدوان السعودي بين الأهداف العسكرية والممتلكات الثقافية، بل تعمد تدمير تلك الممتلكات التي لم تستخدم لأغراض عسكرية من الجانب اليمني.. هذا فضلا عن أن ليس بيننا وبين السعودية نزاع مسلح، بل نحن أمة معتدى عليها، فقد شن السعوديون الحرب عليها دون سبب ودون سابق إنذار، وكان من أهداف حربهم تدمير ممتلكاتها الثقافية.