منذ بدأت السعودية عدوانها على الشعب اليمني، وإلى يوم الخميس 6 أغسطس، وهو اليوم الذي قتلت فيه طائرات آل سعود 24 يمنيا، وقعت في السعودية هجمات انتحارية كثيرة، في ثلاث منها فقط قتل 44 سعوديا، وأصيب أكثر من 160 آخرين، معظمهم من السكان الشيعة الذين يخرجون بعد كل هجوم يهتفون "لا للطائفية".. وجميع تلك العمليات الإرهابية نفذها إرهابيون سعوديون، ينتمون إلى تنظيم "داعش"، وهو أحد التنظيمات الإرهابية التي تمولها وتسلحها السعودية، وتستعين بها على قتل اليمنيين وتفجير مساجدهم.. يوم الخميس الماضي فجر إرهابي سعودي نفسه بحزام ناسف، في مسجد بعسير فقتل 17 شخصا وأصاب 30 آخرين، وفي الثلث الأخير من شهر مايو هذا العام أيضا قتل في جمعتين متتاليتين 27 مصليا وأصيب أكثر من 130 في مسجدين للشيعة، هما مسجد الإمام علي بن أبي طالب بحي القديح في القطيف، ومسجد الإمام الحسن بالدمام، عندما فجر الإرهابيان السعوديان صالح القشعمي، وأبو جندل الجزراوي، نفسيهما بحزامين ناسفين بين المصلين، إضافة إلى استهداف مصليات بسيارة مفخخة، فضلا عن عمليات إرهابية أخرى أقل دموية، وقعت في أبريل ويونيو استهدفت الشيعة في أوقات متفرقة من الشهور الماضية، وجميعها أعلن تنظيم داعش مسئوليته عنها، ولهذا السبب يصعب علينا التضامن مع السعوديين اليوم، ولا غدا عندما تزداد العمليات الإرهابية هناك، لأن هذا التنظيم الإرهابي هو صناعة سعودية- وهابية.. ونتحدى أي أمير سعودي أو شيخ وهابي، أن يصف داعش بالتنظيم الإرهابي، ففي أقسى موقف قد يقولون: "الفئة الضالة"، وهو مسمى مطاط، يمكن أن يسمى به ثلاثة من مرتكبي معصية صغرى، تلاحقهم الشرطة الوهابية المسماة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. *** عبدالعزيز بن سعود، مؤسس المملكة الحالية، هو الذي أعاد بناء الوهابية، ولما اختلف مع الوهابيين عام 1929 تقريبا، لم يختلف معهم على التكفير، ولا على قتل المسلمين، بل اختلف معهم على المصالح، واختلفوا معه لأنه خضع للضغط البريطاني على موادعة السكان الشيعة، الذين يصر الوهابيون على قتلهم أو يسلمون! ولأنه استورد سيارات وآلات زراعية كافرة!! قال عبدالعزيز للوهابيين حينها- حسب ما نقل عنه أمين الروحاني- والحديث عن المال طبعا: إذا عقلتم، فحقكم بشرع الله خذوه من هذا الخشم، حتى آخذه منكم بإذن الله، فأنتم ما دخلتم في طاعتنا رغبة، بل قهرا، وإني والله أعمل بكم السيف، إذا تجاوزتم حدود الله.. وتجاوز حدود الله، هو المنفعة، أما قتل الحجاج وقتل المسلمين وتكفيرهم، فالوهابية وشأنها.