أقدم مسلحو حزب الإصلاح الموالين للعدوان السعودي بمحافظة تعز على إحراق مقر المؤتمر الشعبي العام في المحافظة بعد اقتحامه قبل أيام والتمركز فيه ونهب محتوياته، فيما تواصل قوات الجيش مسنودة باللجان الشعبية لأنصار الله "الحوثيين" تعزيز مواقعها وتضيق الخناق على عملاء العدوان في الأحياء المحاصرين فيها داخل المدينة. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر محلي، إن مسلحي الإصلاح الذين يطلقون على أنفسهم مصطلح "المقاومة" قاموا عصر أمس الأول الخميس بإحراق مقر فرع المؤتمر بالمحافظة وإتلاف جميع محتوياته، وكان مسلحو الإصلاح اقتحموا المقر أواخر الشهر المنصرم وتمركزوا فيه وحولوه إلى ثكنه عسكرية. ويقع مقر المؤتمر في حي المواصلات الذي لا تزال أجزاء منه تحت سيطرة عملاء العدوان. وبحسب المصدر فإن إقدام مسلحي الإصلاح على إحراق مقر المؤتمر الشعبي العام تزامن مع تقدم قوات الجيش واللجان الشعبية في حي المواصلات وتضييق الخناق أكثر على العملاء الذين يتمركزون في عدد من البنايات بذات الحي. واعتبرت الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام "إقدام مليشيات الإصلاح على اقتحام ونهب وإحراق مقر المؤتمر في تعز عملا مرفوضا يستهدف جر المؤتمر الشعبي العام إلى أتون الصراعات والاقتتال الداخلي ورد الفعل وهو ما كان ولا يزال وسيظل المؤتمر الشعبي العام يرفضه انطلاقا من حرصه على السلم الاجتماعي ورفضه الانزلاق إلى مربع رد الفعل على أعمال وتصرفات خارجة على القانون وتنذر بمزيد من تعقيد المشهد السياسي وحالة الاحتقان التي تشهدها البلاد جراء العدوان السعودي الخارجي على اليمن وحالة الاقتتال الداخلي ". وأكدت الأمانة العامة للمؤتمر في بيان نشره موقع "المؤتمر نت" أن "المؤتمر الشعبي العام ظل ومنذ أزمة العام 2011م يتجنب كل ما من شأنه جره إلى مربع ردود الفعل الرامية إلى إثارة الفوضى والتعاطي مع الاعتداءات التي طالت مقراته في عدد من المحافظاتاليمنية حرصا منه على عدم إتاحة الفرصة أمام تجار الحروب ومشعلي الصراعات للتمادي في أعمالهم وتصرفاتهم التي تمثل جرائم مكتملة الأركان، لكنه آثر مقابلة كل ذلك بمزيد من الحكمة والصبر حتى لا يعطي مبررا لمن يقودون المليشيات للاستمرار في ارتكاب جرائمهم لكن دون جدوى" .. وحمل البيان "مليشيات حزب الإصلاح التي يقودها حمود المخلافي كامل المسؤولية الجنائية والقانونية على هذه الجريمة"، مؤكداً "أنها لا يجب أن تمر دون رادع من قبل سلطات الدولة وأجهزتها باعتبار ذلك مسؤولية يفرضها عليها الدستور والقانون في حماية ممتلكات ومقرات الأحزاب السياسية، وتطالبها بسرعة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحق من أقدموا على ارتكاب هذا العمل الإجرامي الإرهابي الجبان" . كما أكد البيان "حق المؤتمر الشعبي العام في اتخاذ كافة الإجراءات المكفولة له قانونا في ملاحقة المليشيات التي أقدمت على ارتكاب هذه الجريمة وفقا لنصوص القانون والدستور" . من جهة أخرى وفي سياق المواجهات الميدانية بين قوات الجيش والأمن مسنودة من اللجان الشعبية لأنصار الله "الحوثيين" وبين مسلحي حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة الموالين للعدوان السعودي، شهدت مدينة تعز أمس هدوءاً في جميع الجبهات إثر ليلة عنيفة من القصف المتبادل بين الطرفين. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر أمني بأن قوات الجيش واللجان الشعبية عززت أمس مواقعها في جبل صبر ومشرعة وحدنان وكثفت من تواجدها في النقاط والمواقع المحيطة بالمدينة، نافياً مزاعم بعض وسائل الإعلام عن انسحاب مفاجئ لهذه القوات من المدينة.