شهدت مدينة تعز، أمس، مواجهات مسلحة بين فصيلين مواليين للاحتلال السعودي جراء قيام أحد الفصائل بمحاولة نهب فرع البنك المركزي اليمني بالمحافظة، فيما واصل طيران الاحتلال غاراته الجوية. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر مسئول في محلي المحافظة إن تبادلاً لإطلاق النار حدث، صباح أمس، بين مسلحين تابعين لحزب الإصلاح وآخرين من جماعة السلفيين المتمركزين في البنك المركزي اليمني بمدينة تعز، مشيراً إلى أن مسلحي الإصلاح كانوا يخططون للقيام بعملية نهب واسعة لمحتويات البنك المركزي الذي سيطروا عليه ضمن عدد من المباني الحكومية، منتصف الشهر الجاري. وأوضح المصدر أن مسلحي الإصلاح الذين يتمركزون إلى جانب مسلحين سلفيين في مبنى البنك أقدموا، صباح أمس، على فتح عدد من الخزائن وتفكيكها ومحاولة سرقة محتوياتها، غير أن مسلحي جماعة السلفيين منعوهم وتصدوا لهم، وتطور الخلاف إلى تبادل إطلاق النار وسقوط جرحى من الطرفين، لينتهي بسيطرة السلفيين على الوضع وإغلاق بوابات البنك وإحباط عملية النهب، وطرد مسلحي الإصلاح من المبنى. وأشار المصدر إلى أن الخلاف تطور إلى مبنى محافظة تعز الذي يتواجد فيه فريق مشترك من مسلحي الإصلاح والسلفيين، حيث أقدم مسلحو الإصلاح على طرد السلفيين من مبنى المحافظة والتمركز فيه لوحدهم، رداً على طرد السلفيين لمسلحي الإصلاح من مبنى البنك المركزي. يذكر أن عملية نهب واسعة تعرض لها عدد من المباني الحكومية ومنازل مواطنين، خلال الأيام القليلة الماضية، من قبل مسلحي الإصلاح والقاعدة الموالين للعدوان السعودي، بقيادة الإخواني حمود المخلافي، ومن بين تلك المنازل منزل الزعيم علي عبدالله صالح، رئيس المؤتمر الشعبي العام. وتواصلت، أمس، المواجهات المسلحة بين قوات الجيش مسنودة من اللجان الشعبية لأنصار الله وبين مسلحي الإصلاح المسنودين من تنظيم القاعدة في عدد من المواقع داخل مدينة تعز. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري أن قوات الجيش واللجان الشعبية عززت، أمس، من تواجدها بالقرب من حي الروضة، المعقل الرئيس لمرتزقة الاحتلال بقيادة المخلافي، وذلك بالتزامن مع مواجهات عنيفة مستمرة لليوم السابع على التوالي في حي الجمهوري ونقطة الرابع وثعبات وبالقرب من الدمغة أسفل جبل صبر. من جهة أخرى ارتفعت حصيلة ضحايا المجزرة التي ارتكبتها طائرات الاحتلال السعودي بحق الأهالي في مديرية صالة إلى أكثر من 120 شهيداً وجريحاً، الكثير منهم نساء وأطفال. وقال ل"اليمن اليوم" الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان الدكتور تميم الشامي: "إن فرق الإنقاذ تواصلت، أمس، بمديرية صالة وتم انتشال عدد من الجثث من تحت أنقاض المنازل ليصل عدد الشهداء إلى 70 شهيداً وأكثر من 50 جريحاً". وكان طيران الاحتلال السعودي قد نفذ، في وقت متأخر من مساء الخميس المنصرم، ثلاث غارات جوية استهدف من خلالها منازل مواطنين بمديرية صالة، إحدى مديريات مدينة تعز. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر محلي أن قصف على العدوان على "صالة" نتج عنه تدمير 16 منزلاً بشكل شبه كامل على رؤوس ساكنيها، لافتاً في اتصال مع "اليمن اليوم"، مساء أمس السبت، إلى أن الغارات استهدفت منازل المواطنين في موقعين متفرقين داخل حي صالة، منها غارة دمرت 5 منازل وتضرر منازل أخرى في الموقع الأول، وغارتان استهدفتا عدداً من المنازل في الموقع الثاني ونتج عنهما تدمير 11 منزلاً بشكل شبه كامل وتضرر المنازل المجاورة. وأوضح المصدر بأن عمليات الإغاثة انتشلت، أمس، نحو 20 جثة جديدة من الموقعين، ولا يزال هناك نحو 8 جثث تحت الأنقاض. وقوبلت هذه الجريمة باستنكار محلي ودولي واسعين، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى إجراء تحقيق عاجل في القصف السعودي العشوائي الذي تعرض له مدنيون في محافظة تعز. وقالت نائبة المتحدث باسم الأمين العام، إيري مكينكو، إن التقارير الواردة تشير إلى أن الغارات السعودية العشوائية خلفت أرقاماً عالية من الضحايا المدنيين، موضحة أنه إذا ما صحت تلك التقارير، فإن القصف الذي تعرض له المدنيون يتعارض مع القانون الدولي. وواصل طيران الاحتلال السعودي، أمس، غاراته الجوية على محافظة تعز مستهدفاً مدينة المخا الساحلية بغارتين جويتين. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر محلي أن طائرات العدو قصفت، في تمام العاشرة من صباح أمس، مواقع جوار الدفاع الساحلي والاستراحة الكبيرة التابعة للمدينة السكنية الخاصة بمهندسي وفنيي محطة المخا البخارية، دون ورود معلومات عن الخسائر التي تسبب بها القصف. وكانت المدينة السكنية لمهندسي وفنيي محطة كهرباء المخا قد تعرضت لسلسلة غارات جوية من قبل طيران العدوان، بتاريخ 24 يوليو الماضي، نتج عنها استشهاد نحو 75 وإصابة 98 من كوادر المحطة وأسرهم والأسر النازحة في المجمع السكني، الكثير منهم نساء وأطفال. وكثف حلف العدوان بقيادة السعودية من غاراته الجوية على محافظة تعز، خلال الأيام القليلة الماضية، استهدف خلالها معسكر الزيادي والقطاع الساحلي بالمخا، وكذلك القصر الجمهوري ومعسكر قوات الأمن الخاصة "المركزي سابقاً" والمطار القديم والدفاعات الجوية في الحصب وجبل "أومان" وغيرها، بالإضافة إلى الغارات التي استهدفت منازل مواطنين بمديرية صالة.