واصل طيران الاحتلال السعودي، أمس الجمعة، غاراته الجوية على محافظة تعز مستهدفاً منطقة المخا الساحلية، فيما ارتفعت حصيلة المجزرة التي ارتكبها العدو بقصفه منازل مواطنين في مديرية "صالة" ليل الجمعة إلى 84 شهيداً وجريحاً عدد كبير منهم نساء وأطفال، وسط تبرير لعملاء الاحتلال بأن من الوارد سقوط مدنيين وأن ذلك يجب ألا يثني قوات التحالف عن مواصلة العمليات الجوية التي أثبتت قدرتها على تقليل وإضعاف الحوثيين، بحسب ما ورد على لسان الدكتور رشاد العليمي. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر محلي بأن طائرات الاحتلال نفذت عصر أمس 6 غارات جوية على ميناء المخا في سياق المخطط الممنهج والهادف إلى تعزيز الحصار على الشعب اليمني، مشيراً إلى أن المعلومات الأولية تؤكد عدم وقوع خسائر بشرية جراء القصف عدا أضرار مادية جسيمة في المنشآت، وكانت طائرات الاحتلال قد شنت مساء الثلاثاء الماضي 3 غارات جوية على ميناء المخا بالتزامن مع الغارات المكثفة على ميناء الحديدة. من جهة أخرى ارتفع أمس عدد ضحايا المجزرة التي ارتكبها طيران الاحتلال في الحي السكني بمديرية صالة، مدينة تعز، ليل الجمعة إلى 84 شهيداً وجريحاً بينهم نحو 25 طفلاً وعدد من النساء وسط تفاقم السخط الشعبي تجاه عملاء الاحتلال وتحديداً رموز المحافظة المشاركين في غرفة عمليات الرياض "رشاد العليمي وسلطان العتواني". وقال ل"اليمن اليوم" مصدر في غرفة عمليات الصحة بمحافظة تعز أن الحصيلة الأولية التي وردت إليهم من مستشفيات تعز حتى قبيل مغرب أمس الجمعة تشير إلى استشهاد 52 مواطناً وإصابة 32 آخرين بعضهم إصاباتهم بليغة، مرجحاً ارتفاع العدد إلى أكثر من ذلك كون عمليات الإنقاذ لازالت مستمرة وهناك ضحايا تحت أنقاض المباني والمنازل التي دمرها القصف. وأفاد "اليمن اليوم" أمين عام المجلس المحلي بمديرية صالة، عيسى الحميري، بأن طائرات الاحتلال استهدفت وبشكل مباشر منازل المواطنين في حي صالة بثلاث غارات جوية دمرت وبشكل كامل عمارة سكنية من أربعة طوابق بالإضافة إلى 4 منازل مجاورة له مأهولة بالسكان تم تدميرها تماما وأضرار جسيمة بعدد من المنازل المجاورة. وأوضح الحميري بأن الضحايا من الأهالي بالعشرات، لافتاً إلى أن الإحصائيات لم تكتمل بعد وأن فرق الإنقاذ والإسعاف مازالت تقوم بعمليات انتشال الضحايا من تحت الأنقاض. وأعرب أمين عام المجلس المحلي بمديرية صالة عن استنكاره وإدانته الشديدة لهذا الاستهداف المباشر للمدنيين من قبل طيران الاحتلال وقتل النساء والأطفال وتدمير المنازل على رؤوسهم وهم نيام دون أي مبرر يستدعي ذلك، مؤكداً خلو المنطقة من أي تواجد مسلح من أي طرف كان. وقال الحميري: "صالة منطقة آمنة والكثير من الأسر نزحت إليها هرباً من المواجهات المسلحة الدائرة في مناطق أخرى داخل المدينة". وتضاف هذه المجزرة إلى سجل جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال بقيادة السعودية بحق اليمن "أرضاً وإنساناً" طوال نحو 149 يوماً متتالية. وشن ناشطون من أبناء تعز أمس هجوماً واسعاً على المشاركين من أبناء تعز ضمن غرفة عمليات الاحتلال في الرياض "رشاد العليمي، سلطان العتواني"، وكذلك قائد عملاء الاحتلال في المحافظة حمود المخلافي محملين إياهم كامل المسئولية. فيما علمت "اليمن اليوم" من مصادر مطلعة أن العليمي دافع عن العملية بالزعم لقيادات قوات الاحتلال أن المباني المستهدفة كانت تحوي مخازن سلاح وقناصة ومقاتلين حوثيين وأن سقوط ضحايا مدنيين أمر وارد في كل الحروب ولا توجد حروب بلا ضحايا. من جهته دان مصدر مسئول في المؤتمر الشعبي العام بشدة هذه المجزرة، وأكد المصدر أن هذه المجزرة ستضاف إلى قائمة المجازر والجرائم التي يرتكبها العدوان السعودي بحق الشعب اليمني منذ أكثر من خمسة أشهر مستهدفاً الأحياء السكنية ومنازل المواطنين والمدارس والمستشفيات وتدمير البنية التحتية والموانئ والمطارات في محاولة لإخضاع وتركيع الشعب اليمني. وأشار المصدر إلى أن هذه المجزرة الجديدة تأتي بعد يوم واحد من صدور تقارير دولية أبرزها تقرير منظمة العفو الدولية والتي اتهمت العدوان السعودي بارتكاب جرائم حرب في اليمن، وبعد يومين فقط من المجزرة المروعة التي ارتكبها العدوان السعودي في محافظة عمران بقصفه اجتماعاً تربوياً ما أدى إلى سقوط 21 شهيداً و33 جريحاً من المعلمين والتربويين الذين كانوا يرتبون لإجراء امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية. وفيما حمّل المصدر نظام آل سعود ومرتزقته المسئولية الكاملة عن جريمة صالة وكل الجرائم التي سبقتها، دعا المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس وغيرها من المنظمات إلى تحمل مسئوليتها والضغط باتجاه فتح تحقيق دولي في الجرائم والمجازر التي يرتكبها العدوان السعودي بحق أبناء الشعب اليمني وسط صمت دولي مريب. وعبَّر المصدر عن تعازي المؤتمر الشعبي العام الحارة لأسر الشهداء، مبتهلاً إلى الله العلي القدير أن يتغمدهم بواسع رحمته وعظيم مغفرته ويسكنهم فسيح جناته ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان وأن يمُنّ على المصابين بالشفاء العاجل. وكثف الطيران المعادي غاراته الجوية على محافظة تعز خلال الأيام القليلة الماضية، حيث استهدف مساء أمس الأول "الخميس" القصر الجمهوري ب"6 غارات" وغارة على معسكر القوات الخاصة "المركزي سابقاً" و5 غارات على الدفاع الجوي بجبل "أومان" وغارة على نقطة للجيش بشارع الستين، شمال مدينة تعز، بالإضافة إلى الغارات الثلاث التي قصف الطيران من خلالها منازل المواطنين بحي صالة. ومساء الثلاثاء شنت طائرات العدو غارات جوية على المطار القديم الذي يحوي مقر قيادة اللواء 35 مدرع، غرب مدينة تعز، ومواقع الدفاع الجوي في الحصب وجبل "أومان". ميدانياً أفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري بأن المواجهات تواصلت أمس الجمعة في عدد من المواقع داخل مدينة تعز، حيث تخوض اللجان الشعبية لأنصار الله معارك عنيفة مع عملاء الاحتلال بقيادة الإخواني حمود المخلافي في الجهة الجنوبية للمدينة وتحديداً الأحياء المحيطة بحي الجحملية، والذي تمكنت اللجان الاثنين الماضي من استعادة السيطرة عليه بشكل كامل بعد أن كان مسلحو الإصلاح والقاعدة قد تمكنوا من السيطرة على أجزاء منه والتمركز في عدد من المباني الحكومية المحاذية لهذا الحي ومنها مبنى المحافظة وإدارة الأمن وغيرها. وأشار المصدر إلى أن المواجهات مستمرة أمام مبنى المحافظة وجواره منذ ثلاثة أيام بين مسلحي الإصلاح والقاعدة الذين يتحصنون داخل المبنى وبين اللجان الشعبية لأنصار الله الذين يسعون إلى تحريره من عملاء العدوان وإعادة تأمينه. وفي الجهة الشمالية لمدينة تعز أكد ذات المصدر أن قوات من الجيش مسنودة من اللجان الشعبية لأنصار الله عززت أمس تواجدها في حي عصيفرة وبالقرب من حي الروضة، المعقل الرئيس لعملاء الاحتلال بقيادة المخلافي، لافتاً إلى أن المواجهات تواصلت أمس بشكل عنيف في الجهة الشرقية لحي الروضة، حيث تقدمت وحدات من الجيش واللجان الشعبية باتجاه حي الروضة من جهة كلابة ودارت معارك عنيفة مع مسلحي الإصلاح والقاعدة بالقرب من حي الروضة استخدم فيها الطرفان مختلف الأسلحة. وأرجع المصدر الغارات المكثفة لطيران العدوان السعودي على تعز في محاولة من العدوان لإنقاذ عملائه ومرتزقته بعد استعادة الجيش ولجان أنصار الله لزمام المبادرة في تعز، وتفاقم الغضب الشعبي الجارف جراء ما ارتكبه عملاء الاحتلال من جرائم إعدامات جماعية وتنكيل وسحل بحق أبناء آل الرميمة وأسرى آخرين.