لا يحتاج إنسان سوي لمن يخبره بأن السحل والتمثيل بجثث الخصوم عمل همجي شنيع يتنافى مع الأديان والقيم الإنسانية، وليس عصيا أن يدرك العاقل أنه ما ضر الشاة سلخها بعد ذبحها وأن من يقوم بذلك ينكل فقط بآدميته وليس بالخصم، وما شاهدناه من ذلك في عدنوتعز لا يعكس بسالة بقدر ما هو استعراض بائس لعجز الخسيس لا يثير الرهبة وإنما يقوي العزائم أكثر على مواجهة أولئك الحثالة الذين يؤكدون بتصرفاتهم تلك أن الهمجية وحدها هي قضيتهم الوحيدة رغم كل رايات النضال المذهبية والطائفية والمناطقية التي يرفعونها بدعم مباشر من العدوان السعودي وتحت ظلال غارات طائراته وبتسويق من ترسانته الإعلامية. غالبية أبناء عدنوتعز -كغالبية اليمنيين- يرفضون ذلك السلوك الهمجي غير أننا للأسف لم نسمع صوت الرفض من أفواه أولئك الذين أغرقونا بخطبهم العصماء عن المدنية وتفاخرهم في كل محفل بتحضرهم وتعاليهم الدائم على أبناء المناطق الأخرى ووصفهم إياهم بالتخلف والهمجية والرجعية والسخرية من ملبسهم ومطعمهم وأعرافهم وعاداتهم وتقاليدهم، وحتى لهجاتهم والتأفف من بردقانهم وجنابيهم وزواملهم وو الخ، والأسوأ أن تجد فيهم من يحاول تبرير الهمجية بطريقة تبعث على القيء. في كل المواجهات التي شهدتها مناطق القبائل المبردقين لم يُقتل أعزل ولا تحت التعذيب ولم يعدم ولا أهين أسير ولم يتم التمثيل بجثة ولا سحلها سواء كان صاحبها من عدن أو من صنعاء، من تعز أو من عتمة، من إب أو من شبوة، وحين قتل مرافق حسين الأحمر عابر سبيل وامرأته أمام طفليهما في حوث لم يبرر ولم يسكت أبناء القبائل المبردقون وإنما حملوا أسلحتهم في وجه الشيخ وفي مقدمتهم أبناء عمومته فأطلق ساقيه للريح طلبا للنجاة. أبناء القبائل ذوو الملابس الشعبية المبردقون لا يعتدون في مناطقهم على العزل من أبناء المناطق الأخرى والمذاهب الأخرى وإنما يحمونهم أيضاً ويقاتلون قرابتهم لو فعلوا ذلك، وأنتم تتحدثون عن المدنية والتحضر والثقافة وترفعون للحرب رايات المناطقية والعرقية والمذهبية وتباركون العدوان الأجنبي على وطنكم وأهلكم وتحاولون تبرير الهمجية والوحشية بكل صفاقة!! يا أخي: سلام الله على البردقان.