"أباتشي سعودية تقتنص الحوثيين في جبال صعدة بدقة عالية"، و"أمطار غزيرة تسقط على جيزان وتتسبب بانفجار محولات الكهرباء"، و"ضباط وجنود سعوديون يموتون متأثرين بضربات الشمس وجلطات قلبية، وسقوط من المركبات، وهجوم من حيوانات برية على الحدود".. بهذه الطريقة وهذا الأسلوب المفضوح والفبركات المكشوفة تحاول السعودية، التي تقود حلف العدوان على بلادنا، استغفال شعبها والشعوب الحليفة لها، تغطيةً لهزائمها المتكررة على أيدي قوات الجيش واللجان الشعبية التي تتغلغل داخل العمق السعودي وتسيطر على مواقع وآليات عسكرية وتدمر أخرى، وتنفذ عمليات بطولية ضد الجيش السعودي الذي أصبح يستحق وبجدارة لقب "الجيش الفرَّار". أمطار غزيرة تقرير مطوَّل حول غزارة الأمطار، وطبيعة الطقس القاسي الذي تنذر به الأحوال الجوية، أدرجته صحف ومواقع إخبارية سعودية على مواقعها بشبكة الانترنت وفي مواقع التواصل الاجتماعي "توتير وفيسبوك"، الأربعاء الماضي، متحدثةً عن انقطاع الكهرباء عن عدد من أحياء مدينة جيزان والقرى المجاورة، وتوقف حركة مرور المركبات في الطريق الدولي الرابط بين مدينة جيزان ومحافظتي أحد المسارحة وأبو عريش؛ جراء انفجار محولات الكهرباء بسبب الأمطار. وجاءت هذه الأخبار بعد سويعات من إطلاق الجيش واللجان الشعبية، صباح الأربعاء، صاروخ سكود على محطة كهرباء جيزان. واعترفت السعودية بإطلاق الصاروخ على جيزان، زاعمة أنها تصدت له ودمرته قبل سقوطه، لتلصق بعد ذلك انفجار محطة كهرباء جيزان وانقطاع التيار عن أجزاء كبيرة من المدينة للأمطار والعوامل الطبيعية. بطولات بلاستيشن وأمس الأول الخميس تناقلت عدد من الصحف والمواقع الإخبارية التابعة لحلف العدوان على بلادنا، ومن بينها صحيفة الوطن الكويتية، إحدى أكبر الصحف الكويتية، تسجيلاً مصوراً لعمليات قتالية زعمت أنها في جبال صعدة. وقالت الصحيفة إن مقطع الفيديو بثته قوات التحالف، ويظهر فيه ما أسمته ب"عمليات اصطياد الحوثيين في جبال صعدة"، ويوضح الفيديو استهداف طائرات الأباتشي التابعة للجيش السعودي لعدد من الجنود اليمنيين وعناصر الحوثيين في جبال صعدة "بدقة عالية"، وفق تعبير الصحيفة. ومن خلال عملية بحث بسيطة قام بها محرر "اليمن اليوم" في شبكة الانترنت تم الاكتشاف أن مقطع الفيديو المنسوب للجيش السعودي، ليس حقيقة، وإنما مأخوذ من لعبة "بلاستيشن" شهيرة اسمها (medal of honor) ميدل اوف أونر، وترويجه على أنه عمليات للجيش السعودي في جبال صعدة، وسارعت عدد من المواقع اليمنية المعروفة بتأييدها للعدوان لتناقل الفيديو المزيف، دون خجل، وكعادتها في الترويج لانتصارات زائفة لقوى الاحتلال وعملائها في الداخل. وجاء تناقل هذا الفيديو بعد تصريحات الناطق باسم قوات العدو السعودي، العميد أحمد عسيري، والتي زعم فيها أن قوات سعودية تتوغل داخل الأراضي اليمنية وتسيطر على جبل "طور الهشيم" وقرية "الفرع" بمحافظة صعدة، فيما لا يوجد جبل بهذا الاسم بمحافظة صعدة على الإطلاق. يذكر أن ميدل أوف أونر (بالإنجليزية: medal of Honor) ( وسام شرف) هي سلسلة ألعاب تصويب من منظور الشخص الأول، تدور أحداثها خلال الحرب العالمية الثانية. طُوِّر أول إصدار من قبل شركة دريم وركس انتراكتف (تعرف الآن ب إي آي لوس انجليس)، ونُشِرت عن طريق شركة إلكترونيك آرتس سنة 1999 لنظام بلاي ستايشن.. تلت ذلك إصدارات متعددة شملت عدة أنظمة ألعاب، إضافة إلى أجهزة الحاسوب الشخصي وأبل ماك. التضليل السعودي وتحفل سجلات الماكينات الإعلامية السعودية العاملة على درء الحقائق وإخفائها، بالكثير من الأكاذيب والطرائف التي تروجها دون خجل، في محاولة منها لتغطية العمليات البطولية للجيش واللجان الشعبية داخل الأراضي السعودية، ومنها ما تناقلته تلك الماكينات الإعلامية مؤخراً من حالات وفاة لضباط وجنود في القوات السعودية جراء العوامل الطبيعية، كما حدث مع أحد منتسبي الحرس الوطني السعودي الذي زعمت أنه أصيب بضربة شمس أدت إلى وفاته، فيما تعرض رقيب في حرس الحدود لاعتداء أحد حيوانات النمور، حيث قام "النمر" بالهجوم عليه من الخف وعضه في رأسه، بينما "الرقيب" السعودي يدافع عن أراضي المملكة من هجوم الجيش واللجان الشعبية اليمنية.. وكذلك وفاة جندي من قوات الحرس الوطني السعودي بسقوطه من على مركبة عسكرية وهي تسير. ولا يخلو الإعلام السعودي من مثل هذه الأخبار بعد كل هجوم لقوات الجيش واللجان الشعبية على مواقع ومعسكرات المملكة، فعندما تم إطلاق صاروخ سكود لأول مرة بتاريخ (6 يونيو 2015م) وأسفر عن تدمير هائل في قاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط ومقتل قائد القوات الجوية الملكية السعودية (الفريق ركن محمد بن أحمد الشعلان) وعدد من مساعديه ذوي الرتب العليا، أعلنت السلطات السعودية وفاة الفريق الشعلان بجلطة قلبية. وحين استهدف صاروخ سكود ثانٍ بتاريخ (30 يونيو 2015م) قاعدة السليل الصاروخية في وادي الدواسر، التابعة لقطاع الرياض عاصمة العدو، زعم الإعلام السعودي أن نيازك فضائية سقطت على قاعدة "السليل الصاروخية".. ومع إطلاق سكود الثالث على محطة كهرباء جيزان، قالوا إن أمطاراً غزيرة فجَّرت محولات الكهرباء وقطعت التيار عن المنطقة.. وعلَّق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي على مزاعم الإعلام السعودي قائلين "إنها الطبيعة إذاً، أعلنت حربها على السعودية". يذكر أن الجيش واللجان الشعبية، وقبيل إطلاق سكود الثالث، كانوا قد أطلقوا صاروخاً بالستياً من نوع (توشكا) روسي الصنع، مستهدفاً القاعدة البحرية في جيزان.