رجال الدين اليمنيون الموجودون في السعودية الآن، لم يهربوا طلباً للنجاة، بل استُجلبوا إلى الرياض لتعدهم الوهابية السعودية لمهام آنية ومستقبلية في اليمن، سيكون خطرها أشد من العدوان العسكري.. وقد نبهنا مراراً إلى ضرورة اليقظة في زمن هذه الحرب التي يشنها العدو السعودي، لأنه يدعم عدوانه العسكري بجيش من نوع آخر يتحدث عنه علناً كبار الوهابيين السعوديين. فمنذ أواخر يونيو الماضي، واصل صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ- ثاني كبار الوهابيين- اجتماعاته برجال "هيئة علماء اليمن" التي تضم الوهابيين في حزبي إصلاح وحزب الرشاد السلفي، وجمعيات سلفية، موجودين الآن في السعودية.. آخر الاجتماعات عُقد يوم الأحد المنصرم، وظهر فيه إصلاحيون وسلفيون، قدَّر رئيسهم آل الشيخ عددهم "بأكثر من 50 عالماً"، في مقدمتهم الديلمي صاحب الفتوى المشهورة من عام 1994 بتكفير الجنوبيين وجواز قتلهم، ومن السعودية يسعى، ومعه أصحابه، لإيقاد نار فتنة مذهبية يمنية، ومن هناك أيضاً يدعمون العدو السعودي بفتاوى أباحت قتل اليمنيين في الشمال والجنوب هذه المرة.. وقبل هذا الاجتماع بأيام كانت آخر نشاطات عبدالمجيد الزنداني، رئيس ما يسمى "جمعية علماء اليمن" التي تضم رجال دين سلفيين وإخوانيين وهابيين، "تدارس الموضوع" مع كبير الوهابيين عبدالعزيز آل الشيخ، رئيس هيئة كبار الوهابيين والمفتي العام لمملكة الوهابية. فما هي قضايا تلك الاجتماعات؟ أنظروا.. الوهابي السعودي آل الشيخ- وهو وزير وزارة الشئون الإسلامية- قال للوهابيين اليمنيين: إن الوزارة تسند وتدعم البرامج والآليات والمشاريع والنشاطات التي تقومون بها في الوقت الحالي، في سبيل تقوية قلوب رجال المقاومة في اليمن ليقوموا بدورهم.. أما ما بعد هذه المرحلة فإن الوزارة لديها مشروع إستراتيجي طويل الأمد، لتمويل برامجكم ومشاريعكم وآلياتكم ونشاطاتكم التي يجب أن تستمر لسنوات في اليمن! ولكن ما هي أهداف أو مهام البرامج والمشاريع والنشاطات التي طلب الوزير الوهابي آل الشيخ من الوهابيين في حزب الإصلاح، وحزب وجمعيات السلفيين، تحقيقها في اليمن على المدى الطويل؟ لقد حدد لهم الأهداف أو المهام بوضوح وحزم، فقال: بعد عودتكم إلى اليمن يجب عليكم مواجهة المد الصفوي، والعدو الحوثي، ومكافحة الضلال العقدي، وهذه رسالة يجب أن تؤدوها كاملة.. فإن الوهابية السعودية تعمل بوضوح، ومن خلال أولئك الذين سخرتهم لخدمتها من أجل إشعال صراع مذهبي طائفي في اليمن باسم مناضلة الحوثية، والمقصود طمس المذهب الزيدي، وباسم مكافحة الضلال العقدي، والمقصود توطيد الوهابية، وباسم مكافحة المد الصفوي، الذي لا وجود له ولا مد ولا جزر.