خطيب الحرمين يشتم اليمنيين ويكفرهم ويؤازر العدوان عليهم، باسم الله وشريعة محمد، وحكومته تدور لها الأعذار لحرمانهم من أداء الحج هذا العام، رغم أن بيت الحج اسمها بيت الله، وليس بيت آل سعود أو بيت الوهابيين.. وتوقعوا من خطيب الحرمين أن يقول يوم عرفات القادم، قولاً عظيماً في اليمنيين، فآل سعود اعتادوا على تسييس الحج وتحويل منبره إلى وسيلة دعائية ضد اليمن وأهله، ويزداد فحش هذه الدعاية، كلما صنع آل سعود لأنفسهم مشكلة مع اليمنيين ، والشواهد كثير، والقديمة منها موثقة في كتب سعودية. في حج السنة 1221ه، خطب خطيب عرفة خطبة كانت مخصصة لليمنيين، وقال: "ألا لا يحجن بعد العام مشرك، وأول قتال نبدأ به في هذا العام قتال حمود بن محمد المرتد عن الإسلام، المعاقر الناكث، ثم نثني بصاحب صنعاء، ثم نكر على الأورام.."! فقد تقمص الخطيب شخص الرسول: "ألا لا يحجن بعد العام مشرك.."، وكان الرسول يقصد مشركي مكة والأعراب في نجد وغيرها، أما المشركون الذين قصدهم خطيب عرفة فهم المسلمون اليمنيون.. أما "حمود بن محمد المرتد"، فهو أحد أشراف مكة وله قصة عجيبة وطويلة، وخلاصتها أنه عين واليا لجيزان من قبل إمام اليمن حينها, ثم استقطبته الدرعية فصار تابعا لعبد العزيز بن محمد بن سعود، ثم لابنه سعود بن عبد العزيز، وتحول إلى وهابي، وكلفوه بنشر الوهابية في اليمن، من جيزان إلى الحديدة، ثم انقلب على سعود كما انقلب على الوهابية، ثم تصالح مع الإمام القاسمي الذي عناه خطيب عرفة بقوله:" ثم نثني على صاحب صنعاء"، أما"الأورام" فهم المصريون، الذين بدأ محمد على باشا إعدادهم لكسر الوهابية وآل سعود.. فآل سعود حينها كانوا واقعين في مشكلة سياسية فالشريف حمود بن محمد انقلب عليهم في جيزان والحديدة وارتد على الوهابية والدولة القاسمية تحكم أمرها في جيزان ونجران وعسير، فإذن هم مشركون لا يحق لهم الحج، وقتالهم واجب، نفس المشهد يتكرر اليوم باستثناء خلاف الأشخاص.. وفي حج السنة 1353ه قال خطيب يوم عرفة مثل هذا الكلام، ثم تسلم المنبر عبد العزيز آل سعود (أبو سلمان) وخطب خطبة سياسية، هاجم فيها الإمام يحيى لأنه يسعى لاسترداد عسير وجيزان ونجران، وكان ذلك قبل حرب 1934م.