بعد وفاة محمد بن سعود، وتولي ابنه عبد العزيز حكم الدرعية، عام 1765، زاد نفوذ محمد بن عبد الوهاب، مؤسس المذهب الوهابي، فلم تعد مشاركته تقتصر على تنظيم الجيوش، وبعث السرايا، وأخذ بيعة "أعراب" البلاد المفتوحة، بل كان موجها لعبد العزيز، وأمرا له، في نشر الوهابية خارج نجد، وكان عبد العزيز يقوم بذلك وأكثر.. عندما حاولوا فرض الوهابية بالغزو والتخريب الاقتصادي، في مناطق يمنية، ومنها نجران، رد حاكم نجران على ذلك بتهديد الوجود السعودي والوهابي قرب الرياض، فأسعف الشيخ الوهابي الموقف بتدبير سياسي وعسكري أملاه على عبد العزيز بن سعود، فقال له: سر له بهذا الجيش، ولا تحاربه، بل راوغه حتى يقع بيننا الصلح، فأني لا أتوسم خيرا من وراء قتال هؤلاء القوم، فما تقول في أناس مسكنهم اليمن، ويدخلون في قلب نجد في هذا العدد القليل، مع أنهم قد عرفوا شوكتنا فلم يبالوا بها؟ فإياك والحرب معهم، فأني إنما "أمرتك" بالخروج إليهم حتى لا يختلف علينا، فيقال: ضعفت دعوتنا، وهبنا الحرب مع رجل يامي! وأميل إلى أن عبد العزيز الأول هذا، هو صاحب المقولة المشهورة: شركم من اليمن، وخيركم من اليمن، وليس صاحبها عبد العزيز أب الملك الحالي سلمان.. اعتبر عبد العزيز الأول، دخول حاكم نجراناليمنية إلى قرب الرياض، شرا، أما الخير اليمني بالنسبة لهم، فهو الأموال والمواشي والمجوهرات، التي نهبها عبد العزيز من قبائل يمنية في نفود السر، عندما داهمها بجيش جرار عام 1767. توفي محمد بن عبد الوهاب عام 1791، ولكن غيابه لم يضعف الوهابية، لأنها أصبحت أيدلوجية دينية لآل سعود، وعلى أساسها وسعوا فتوحاتهم الدموية، فقد كان عبد العزيز هذا، يرسل رسله إلى أهل القرى والمدن، وكل رسول كان يحمل مصحفا وسيفا، ورسالة منه مكتوب فيها: إلى قبيلة كذا.. سلام!! واجبكم يدعوكم إلى الإيمان بالكتاب المرسل، ولا تكونوا وثنيين مثل الأتراك المشركين بالله، فإذا آمنتم نجوتم، وإلا سنقاتلكم حتى الموت.. كان عبد العزيز يسيطر على أراضي الجيران، تحت راية الوهابية، وينهب الأموال ويلحق خرابا اقتصاديا بالجيران، بدعوى أنهم مشركون، أموالهم فيء للمسلمين.. في عام 1801 اجتاح عبد العزيز هذا، كربلاء بجيش من 12 ألف وهابي، للقضاء على العراقيين الذين يحتفلون بيوم عاشورا، وقتل منهم 3000، وهدم القباب والمساجد الشيعية، وسلب ما فيها من الأموال والمجوهرات، وبعد سنتين قتل بطعنة سددها له مواطن عراقي، فقد ثلاثة من أبنائه أثناء غزو عبد العزيز كربلاء.. وللكلام بقية.