ما عجزت عن تحقيقه الجغرافيا المشتركة، والتاريخ المشترك، واللغة المشتركة، والدين المشترك، والقضايا العربية المشتركة، وكل شيء مشترك بين العرب، نجحت فيه انقلابات الردة الوطنية العربية المتمثلة بالربيع العربي، ووحدت العديد من الأمصار والشعوب تحت راية واحدة (مشتركة) هي الاستسلام للقادم حتى يكتب الله أمراً. ولو أنه كان بالإمكان أفضل مما كان، لكانت الأوضاع الآن أقل ضررا مما هو قائم..كانت البداية في العراق، ثم عبر الربيع ذاته بآخرين ليبيا، مصر، تونس، سوريا، اليمن، ونحوه، وبذات الأدوات، وبنفس المعاجن.. ولو أن أحدهم في ليبيا، أو سوريا، أو اليمن، أو غيرها بادر للخروج من قوقعة الداخل.. وأوفد إلى الخارج بعض رسله ليصيب بها بعض أعدائه خارج إطار الداخل الملتهب، لتوقف على الفور الإمداد السياسي والعسكري لقوى التخريب في الداخل، ولأدرك اللاعبون من خارج الحلبة أن عليهم التوقف الآن عن التدخل في شؤون الغير وقتل الأبرياء في هذا القطر أو ذاك لمجرد التسلية. لقد كان بالإمكان إطلاق صاروخ أو أكثر من بغداد أو دمشق أو طرابلس أو صنعاء إلى عاصمة خليجية أو أكثر ممن ثبت تورطها في دعم جماعة الإرهاب الديني داخل هذه البلدان المحروقة، وما كان ذلك ليضيف شيئاً إلى النتيجة العامة للمعركة، باتجاه السلب، بل العكس كانت تلك وسيلة ردع فاعلة داخل محور الشر الخليجي من شأنها على الأقل تشكيل ضغط محلي على هذه الأنظمة للتوقف عن هذه المراهقات السياسية، واليوم ما يزال الحدث قائما هنا أو هناك، وما تزال الأدوات ذاتها قائمة، فأي الموانع تحول دون وجود صيف عربي مشترك لعدد من البلدان المستهدفة يتم بموجبه إرسال عدد من أدوات الردع إلى هذه العاصمة أو تلك لمنعها عن مواصلة دعمها للقتلة والمأجورين داخل هذه الشعوب المستهدفة، والذين يخشون وهمَ سخط الكبار عليهم إدراك حقيقة أنه ليس بإمكان واشنطن أو تل أبيب أو غيرها عمل شيء أكثر من ما هو قائم.. على الأقل تستهدف سفاراتها داخل هذه العواصم فهل ذلك خارج إطار الممكن؟!