جددت روسيا، أمس الخميس دعوتها إلى وقف القتال بكافة أشكاله في اليمن والعودة إلى المباحثات التفاوضية برعاية الأممالمتحدة ومبعوثها الخاص، فيما أعلن العدوان تراجعه عن القبول بالمفاوضات. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "نحن ندعو جميع أطراف النزاع، لوقف كل أشكال الأعمال العسكرية في اليمن التي تؤدي فقط إلى تعميق معاناة المواطنين السلميين، واستئناف البحث عن الحلول والتفاهم حول طاولة المفاوضات بمشاركة كافة القوى السياسية وبوساطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة، السيد أحمد ولد الشيخ، الذي ندعم جهوده بطبيعة الحال". وأكدت أن الأزمة الإنسانية في اليمن، التي عصفت بالبلاد بعد الأحداث العسكرية، يمكن تجاوزها فقط بعد التوصل لحل للنزاع. وأفادت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية أمس "الخميس" أن السفير فلاديمير ديدوشكين سفير روسيا لدى اليمن، شارك في اجتماع سفراء مجموعة الدول ال18 الداعمة للمبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، الذي عقد في العاصمة السعودية الرياض الأربعاء. وأضافت أن السفير الروسي أطلع المشاركين في الاجتماع على الجهود التي تبذلها بلاده، والاتصالات التي تجريها مع كافة الأطراف المعنية لتسوية الأزمة. وأكد أهمية تضافر كافة الجهود والمساعي للدفع بالحل السياسي للأوضاع في اليمن. من جهته جدد العدوان رفضه للمفاوضات والحل السلمي بعد أيام من موافقته على بدء جولة جديدة من المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة. وقال رئيس حكومة هادي، خالد محفوظ بحاح، في أول اجتماع له في عدن أمس إنه لا حوار ولا ومفاوضات، متمسكاً بالموقف السعودي الرافض لمبادئ مسقط السبعة المعلن عنها من قبل المبعوث الأممي إلى اليمن السيد إسماعيل ولد الشيخ. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، رحب مطلع الأسبوع بالتزام الأطراف اليمنية بالانضمام إلى مفاوضات السلام التي كان مقررا انعقادها في العاصمة العمانية مسقط هذا الأسبوع وتشمل وقف إطلاق النار والعودة إلى العملية السياسية. وحث ولد الشيخ المشاركين في محادثات السلام على الانخراط بشكل بناء وحسن نية، مع الأخذ في الاعتبار الحاجة إلى الوقف العاجل للعنف الذي تسبب في مستويات لا تحتمل من المعاناة للشعب اليمني. وانتشرت صباح أمس قوة كبيرة تابعة للاحتلال (معظمهم من الجيش الإماراتي) في المداخل الرئيسية لمدينة عدن لتأمين انعقاد اجتماع بحاح بأعضاء السلطة التنفيذية، فيما أمهلت قوى الحراك الجنوبي في عدن أمس، كلا من وزير الداخلية عبده الحذيفي والناطق باسم حكومة بحاح راجح بادي (24) ساعة لمغادرة المدينة. وقالت مصادر في الحراك الجنوبي ل"اليمن اليوم" إن قوى "المقاومة الجنوبية" التابعة للحراك طلبت عبر مسئولين في حكومة بحاح من ناطق الحكومة، راجح بادي، ووزير داخلية هادي، عبده الحذيفي، مغادرة المدينة خلال مدة أقصاها يوم كامل، مشيرة إلى أن تلك القوى حذرت من استهداف بادي والحذيفي "حتى لو تطلب الأمر اقتحام مقر الحكومة"، "فندق القصر". وجاء قرار "الطرد" بعد ساعات على تصريحات للمسئولين يتوعدان ب"طمس شعارات الحراك من عدن" ومنع رفع "علم دولة الجنوب السابقة". واعتبر مصدر في الحراك الجنوبي تصريحات بادي والحذيفي بأنها مستفزة وتكشف جانبا من المؤامرة "الإخوانية" لتفجير الوضع مستقبلا في عدن خصوصا بعد إقالة نائف البكري من منصبه كمحافظ لعدن. كما أشار إلى توسيط بحاح لعدد من قادة الحراك الجنوبي بهدف التهدئة تجاه المسئولين المشار إليهما. وكان بحاح عقد صباحا لقاء بعدد من وزراء حكومته المنتمين للمحافظات الجنوبية. ولم يرفع العلم الوطني في قاعة الاجتماعات المعدة بفندق القصر. وقال بحاح إن الحكومة ستعمل من عدن على "دمج المقاومة" فيما يسمى ب"الجيش الوطني" في أول رد رسمي على طلب الحراك لحكومته بضم "ألويتها الوطنية" إلى "المقاومة الجنوبية". من جانبه دعا المجلس الأعلى للحراك الثوري، أمس، اجتماعا في عدن دعا فيه القوى الجنوبية إلى إرسال ممثليها لحضور اجتماع سيعقد السبت في عدن بهدف التحضير لفعالية "ثورة ال14 من أكتوبر". وقال المصدر إن المجلس أقر خلال اجتماع عقد في وقت متأخر من مساء الأربعاء التجهيز للفاعلية وك"نوع من الرد على حكومة بحاح المتواجدة في عدن".