قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إن قرار بلاده بإرسال قوات خاصة إلى سوريا، يركز على قتال تنظيم "داعش" وليس قراراً لدخول واشنطن الحرب الأهلية السورية أو لمحاربة الرئيس بشار الأسد. وأوضح كيري، أمس، أثناء زيارة يقوم بها لبشكيك عاصمة قرغيزستان، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما "اتخذ قراراً في غاية القوة والفعالية والبساطة يتماشى تماماً مع سياسته المعلنة بضرورة دحر وتدمير داعش". وأضاف أنه بالرغم من أن تنظيم "الدولة الإسلامية" موجود في سورياوالعراق ولكنه يسعى لإيصال "مخالبه" إلى أفغانستان وبعض الدول في آسيا وأفريقيا. وتابع كيري أن "داعش" لا يشكل تهديداً على منطقة واحدة فحسب، "فهو قوة مدمرة، وبالتالي هناك حاجة للرد على هذا التهديد وتدميره بالكامل". وكانت الولاياتالمتحدة قد أعلنت، أمس الأول، إرسال قوات خاصة إلى سورية، للمرة الأولى منذ أن بدأت شن غارات على تنظيم الدولة الإسلامية داعش هناك. وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، الجمعة، أن الإدارة الأميركية قررت إرسال أقل من 50 عنصراً من القوات الخاصة إلى سورية بهدف "تدريب وإرشاد ومساعدة" القوات المحلية في قتالها ضد التنظيم. وأكد أن تلك القوات "لن تقوم بمهام قتالية"، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل الفنية لأسباب تتعلق بسلامة تلك القوات. وأكد المتحدث أيضاً أن الاستراتيجية الأميركية في سورية لم تتغير رغم هذا القرار. وقال وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، إن هذا القرار جزء من استراتيجية تمكين القوات المحلية من أجل هزيمة التنظيم، وأشار- رداً على سؤال صحافي- إلى أن القوات الأميركية قد تتعرض للخطر. ولم يستبعد كارتر إمكانية إرسال المزيد من الجنود إلى هناك إذا حقق الانتشار الأولي نجاحاً. دبلوماسي أمريكي: تعزيز الاستقرار سينتهي لتقسيم سورية من جانبه قال ريتشارد هاس، الدبلوماسي الأمريكي السابق ورئيس مجلس العلاقات الدولية، إن نجاح خطة إرسال قوة أمريكية إلى المناطق الكردية سيؤدي إلى تقسيم سوريا. وأوضح هاس في مقابلة مع المذيع فريد زكريا لقناة "سي أن ان": "لا أريد أن أقلل من شأن هذه الخطوة، ولكنها ليست طموحة بما فيه الكفاية، هذه ليست استراتيجية لسوريا بأكملها، وهي ليست بداية لاستعادة سوريا كدولة، وهي تهدف بالأساس للتوصل لاستقرار بسوريا". وتابع قائلاً: "ما سينتهي إليه الأمر هو أنه وفي حال نجحت هذه الخطة فإنه سيكون هناك قرابة ست مناطق في سوريا واحدة للنظام السوري وأخرى للأكراد وثالثة لداعش وأخرى للنصرة وغيرهم، وهذا ما ننظر إليه إن نجحت الخطة الجديدة". ولفت الدبلوماسي الأمريكي إلى أن "إرسال قوات أمريكية هو بالفعل تغيير جذري للسياسة المتبعة وتهدف إلى تصحيح الأخطاء الأساسية في السياسة الأمريكية المتبعة في المنطقة، وفهمنا أنه لا يمكننا القيام بذلك من الجو فقط ولابد من تواجد بري لشريك قوي". وأضاف قائلاً: "لا يمكن اعتبار هذا التدخل البري ضخماً، كما كان الحال في العراقوأفغانستان".