حالياً.. قطبا الصراع في المنطقة هما السعودية وإيران، هذه القطبية طبعاً لا تعجب الإيرانيين الذين لا يرون في السعودية نداً كفؤا لهم ولتاريخهم.. لكن ا?هم والأخطر هو أن هذا ا?مر لا يعجب ا?تراك أيضاً، والذين لن يقبلوا أن يأخذ مجموعة من الأعراب دورهم كقوة عظمى لها تاريخها وتأثيرها في المنطقة.. المخطط الذي يتم تنفيذه الآن يهدف لتغيير أحد هذين القطبين.. كل ما يُجرى الآن هدفه إنهاء الدور السعودي كدولة مؤثرة.. الإخوان المسلمون طبعاً شريك رئيسي في هذا المخطط.. سيكون الصراع مستقبلاً منحصراً بين إيران وتركيا.. إيران وتركيا بينهما علاقة عداء قديمة قدم التاريخ.. والمنطقة العربية كانت ساحة قديمة أيضاً لهذا الصراع.. الفرس والروم الصفويون والعثمانيون الساسانيون والبيزنطيون كل تلك الأسماء المتعددة تعني إيران وتركيا.. أستطيع الجزم بأنهم قد اشتاقوا لصراعاتهم القديمة وثاراتهم التي لم تميتها آلاف السنين.. يبدو الآن وكأن الطرفين قد اتفقا على تهيئة ساحة الصراع المستقبلي بينهما، وبينهما فقط.. بتعبير آخر اتفقا على إنهاء الدور السعودي تماماً، وكل ذلك طبعاً بمعرفة ورضا ورعاية كل القوى الدولية العظمى.. من الواضح أن نهاية الدور السعودي أصبح محل إجماع من كل الأطراف، سواء الإقليمية أو الدولية.. مستقبلاً، ستكون السعودية نفسها ساحة للصراع وتقاسم النفوذ بين ا?تراك والإيرانيين.. وا?راضي المقدسة بطبيعة الحال ستكون من النقاط الخلافية الهامة والحساسة التي سيقررون هم بشأن مصيرها.. العرب، كالعادة، لن يكون لهم دور يذكر سوى الانصياع لما سيقرره الكبار، وسيعودون من جديد للتشتت بين القطبين الجديدين (القديمين) في المنطقة إيران وتركيا.. تماماً كما تشتت أجدادهم قبل الإسلام بين الفرس والروم.. أعني الغساسنة والمناذرة..