من المفارقات العجيبة أن يُتهم كاتب عربي بتاريخ وحجم الصحافي الكويتي الأبرز الأستاذ عبدالعزيز المساعيد رحمة الله عليه بأنه كان يستلم من اليمن أموالا نظير تلك الكتابات والطروحات التي كان بقلمه الأحمر يكرسها للدفاع عن اليمن وقضاياه، في وقت كانت صنعاء عاجزة عن توفير راتب شهري للكاتب الصحافي اللبناني نجيب صالح رحمه الله وهو المعني بالدفاع عن اليمن والتصدِّي لخصومه في السياسة، والتاريخ ، والجغرافيا.. وبالطبع فقد كانت المملكة السعودية وجهة نجيب صالح ومحط هجومه الدائم لدرجة أن الرقيب في وزارة إعلام حسن اللوزي كان يعترض على كثير مما كتبه المرحوم نجيب صالح تجاه الشقية الكبري.. أما المساعيد رحمة الله عليه فقد خدم اليمن وقضاياه بروح ومشاعر العربي الصادق كما كان تجسيداً لقيم الإنسان الكويتي وأخلاقه وعروبته.. ومن خلال الراحلين في ذمة الله إلى الباقي في حدقات التاريخ الصامد في زمن التكسر والانحلال عملاق الأمة محمد حسنين هيكل الذي يبدو أنه الحي الوحيد في زمن ميت.. هذا المفكر والسياسي الأكثر حضوراً في ذاكرة العالم ما فتر يوماً ولا تقاعس لحظة ولا أغمض عينيه على حقيقة تخدم الحق وأهله، وهو بمواقفه عن اليمن وهي تتكبد سخط الأصدقاء وتتنغص مرارة الأعداء وتتجرع كؤوس حكومات عربية وعبرية دخلت الخصوم من بوابة الشيك لم يفكر بأن غضب السعودية، من غضب الشيطان ويدرك أن تبنيه مواقف الندية من التحالف ضد اليمن لا يغضب حكومات العرب بل يمتد ذلك إلى أنظمة ودول غربية كبيرة.. وإذا كانت تلك سمات العظماء والعمالقة وقدرهم الثابت فإن المدهش أن يقابل موقفه هذا من قبل اليمن بالدعاء له بطول العمر وحُسن المختم وكأنه شيخ حلقة دينية في زاوية أحد المساجد.. هيكل حين يكتب أو يتحدث تسمع له آذان العالم وترنو إليه أعين المؤسسات والهيئات والمراكز الكبرى في العالم أجمع.. ما المانع أن يدعو مع حشد من كتاب الكويت ومصر ولبنان والعراق وحتى من دول العالم لزيارة اليمن في إطار مهمة إنسانية وفعل أدبي لا تقيده الاعتبارات السياسية ولا الموانع الإجرائية للاطلاع عن كثب على الوضع الإنساني في اليمن.. ما الذي يمنعنا من المحاولة؟! .. مجرد سؤال.