عقب تشكيل حكومة خالد بحاح قصيرة المدى استضافتني قناة روسيا اليوم في حديث مباشر تناول عددا من القضايا أجدني بحاجة لسرد بعضها اليوم للتذكير فحسب، قلت إن حكومة بحاح لن تستمر لكنِّي لم أقل إنه سيهرب، وقلت إن مهمة مطاردة القاعدة وأصحاب الفكر المتأسلم ليس من مهمة قوى بعينها ولا حزب بذاته، وإن ذلك من مسئوليات رئيس الدولة كحليف دولي لمحاربة الإرهاب، لكني حقا لم أقل إنه سيصبح ذات يوم قريب صديقا مقربا للقاعدة، وأخيراً قلت إن القاعدة لا تحتاج حربا ولا تحالفات دولية وإن الطريقة المثلى للتنكيل بها هي تجفيف منابع تمويلها ومنع الممولين لها من رفدها بالمال. واليوم وعلى إيقاعات الرقصة السعودية الغريبة والمتناقضة والمتمثلة بتشكيل حلف إسلامي قوامه نحو 34 دولة لمحاربة الإرهاب، أجدد الحديث بأن الحرب على الإرهاب لا تقوم بتشكيل أحلاف ولا بصناعة قوة عسكرية لهذه الغاية، بل من خلال قرار سياسي سعودي يتعهد للعالم بالتوقف الفوري عن تغذية التطرف بالمال الحرام، من عائدات البيت الحرام، وعدم استعمال مال المسلمين لقتلهم والتنكيل بهم، وأن تلتزم الرياض بإنفاق ثلاثين مليار دولار تمثل عائدات حجاج بيت الله السنوية للمسلمين في العالم، فإن فعلت وحولت هذه الأموال لمن يستحقها من الفقراء المسلمين فإنه لن يكون هناك إرهاب ولا قتلة مأجورون، ولن تكون هناك أية ضرورة لتشكيل أحلاف وصناعة قوى مضادة. فإن لم تفعل ولن تفعل فإن خيار العالم الإسلامي وغير الإسلامي الآخر هو وضع الحرمين الشريفين تحت وصاية إسلامية تامة، وهو أمر ترونه بعيدا ونراه قريباً. نقول ذلك ونحن على يقين كامل بأن الرياض وملحقاتها لا تعمل سوى ما ينظر له الكونجرس أو تسوق له الأجهزة الأمريكية واليهودية في الغالب وتلك من الأمور التي يستحي الإسلام من إلحاقها به.