تواصل السلطة المحلية في محافظة تعز جهودها المكثفة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مديرات تعز وتوفير الخدمات الضرورية قدر المستطاع، فيما يعمل حلف العدوان السعودي بكامل إمكانياته على تدمير المحافظة تمهيداً لإنجاح مخطط تسليم مدينة تعز للجماعات المتشددة "سلفيين وقاعدة" مقابل سيطرة الغزاة على جنوب غرب تعز، وخصوصاً "ذوباب" و"المخا" الساحليتين. وفي هذا الصدد ذكر المراسل الميداني لصحيفة "اليمن اليوم" بمدينة تعز أن محافظ المحافظة الأستاذ عبده محمد الجندي وجه بإعادة فتح محطة شركة النفط أمام المواطنين، واستئناف العمل في مكتب تحصيل ضريبة القات ابتداء من اليوم الأحد. وأوضح المراسل أن المحافظ الجندي قام يوم أمس بزيارة عدد من المنشآت المدنية والحكومية والمراكز الخدمية في منطقة الحوبان، شرق مدينة تعز، لافتاً إلى أن الزيارة شملت حديقة التعاون ومخيم النازحين ومناطق الفئة المهمشة التي استهدفها طيران العدوان السعودي بعدة غارات في أوقات سابقة من عمر العدوان الذي يدخل بعد يومين شهر ال11، كما قام الجندي بزيارة محطات توزيع المشتقات النفطية الواقعة في الحوبان ومن بينها محطة شركة النفط التي وجه الجهات المعنية بإعادة فتحها أمام المواطنين. وأشار مراسل الصحيفة إلى أن الجندي زار أيضاً مركز تحصيل ضريبة القات المغلق منذ حوالي 3 أشهر متواصلة، ووجه باستئناف العمل في المكتب ابتداء من اليوم الأحد، كما شملت الزيارة مدنية الصالح ومديرية الأمن ومطار تعز الدولي، حيث اطلع المحافظ الجندي على الأضرار التي خلفها القصف الغاشم لطيران العدوان على تلك المناطق. وكان محافظ تعز قد زار أمس الأول عددا من مراكز توزيع المعونات الإغاثية الدولية المقدمة من منظمة الغذاء العالمية التابعة للأمم المتحدة داخل أحياء مدينة تعز ومراكز التوزيع في منطقتي بير باشا والحوبان. وخلال الزيارة، ناقش المحافظ الجندي مع المسؤولين الميدانيين المكلفين بعمليات التوزيع الصعوبات التي تواجه مهامهم والجهود المبذولة لتذليل هذه الصعوبات. وقال الجندي إنه التقى أعضاء الوفد الأممي برئاسة الممثل المقيم لمكتب الأممالمتحدة بصنعاء جيمي ماك جولدريك، وناقش معهم إمكانية توسيع جهود الإغاثة الدولية لتشمل سكان محافظة تعز بجميع مديرياتها وفي المقدمة المديريات الثلاث بمدينة تعز. وأشار إلى أن أعضاء الوفد الأممي وعدوا بتوفير معونات إغاثية لما تبقى من المناطق في المديريات التي شملها التوزيع خلال الفترة الماضية، وكذلك توفير كميات إضافية من المعونات لمحافظة تعز ستوزع على كافة مديريات المحافظة لمدة عام ونصف. إلى ذلك أبدى الممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشئون ا?نسانية في اليمن "جيمي ماكغولدريك" تفاؤل الأممالمتحدة بالدعم الذي أبدته جميع أطراف النزاع بمحافظة تعز من أجل وصول المساعدات إلى السكان المحتاجين . وأوضح ممثل الأممالمتحدة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بمكتب ا?مم المتحدة بصنعاء بمعية ممثل منظمة اليونيسف في اليمن جوليان هارنيس ونائب منسق الطوارئ لبرنامج الغذاء العالمي أدهم مُسلم، أنه اطلع على ا?ضرار الناجمة عن النزاع في مدينة تعز التي تتألف من 3 مديريات إضافة إلى ا?ضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمدنية بشكل خاص والصعوبات التي تواجه السكان. وتطرق إلى ما تعانيه مستشفيات المدينة وخاصة مستشفى الثورة الذي تعرض لكثير من ا?ضرار نتيجة القصف عدة مرات،وعمل الفرق الطبية في ظل أوضاع صعبة وبدون أجور على الرغم من المخاطر التي تواجههم، مشيراً إلى مشاهدتهم خلال الزيارة بعض المواد الغذائية وأسطوانات الغاز وغيرها من المواد يجري إدخالها إلى المدينة، مناشدا السلطات والجماعات أن يعملوا مع ا?مم المتحدة لوضع آلية من شأنها أن تسمح بالإتاحة المنتظمة والمستمرة لهذه السلع وغيرها من السلع للدخول إلى مدينة تعز. مخطط العدوان وعملائه من جهة أخرى يمضي حلف العدوان في مخطط تسليم مدينة تعز للجماعات المتشددة من السلفيين وعناصر القاعدة، مقابل احتلال الغزاة للجزء الجنوبي الغربي الذي يضم الشمايتين والوازعية وبباب المندب وذوباب والمخا، بعد عجزهم عن احتلال تعز على مدى 70 يوماً رغم استجلاب المرتزقة من مختلف الجنسيات، وعلى رأسهم مرتزقة البلاك ووتر. وفي هذا السياق أكدت مصادر خاصة ل" اليمن اليوم" وصول عشرات المتشددين من السلفيين وعناصر القاعدة إلى مدينة التربة، مركز مديرية الشمايتين قادمين من محافظتي عدنولحج عبر طريق "هيجة العبد" على متن 5 سيارات بعضها يحمل شعار تنظيم "داعش" الإرهابي. وطبقاً للمصادر فقد شهدت منطقة التربة خلال الأسبوعين الماضيين توافد العشرات من مسلحي القاعدة والسلفيين بالتزامن مع معارك عنيفة يخوضها مسلحي الجماعتين، بالإضافة إلى عناصر الإصلاح وفصائل أخرى موالية للعدوان مع قوات الجيش واللجان في منطقة نجد قسيم بغرض تأمين طريق "التربة- الضباب" الذي يعتبر الشريان الرئيسي المغذي لعملاء العدوان داخل مدينة تعز. واستحدث عناصر القاعدة ومسلحون من الجماعة السلفية منتصف الأسبوع المنصرم عددا ًمن النقاط على امتداد الخط الرئيسي "المقاطرة-الشمايتين" وهي المناطق التي تحُسب على عملاء العدوان من الاشتراكيين والناصريين، الذين تعرضوا للإزاحة من قبل قيادة العدوان التي تسعى إلى تسليم تلك المناطق للجماعة السلفية وعناصر القاعدة باعتبارهم الأقوى ميدانياً. من جهة أخرى كثف تنظيم القاعدة من تحركاته وسط مدينة تعز فارضاً السيطرة على مواقع جديدة كان يسيطر عليها العملاء من حزب الإصلاح. وأفادت "اليمن اليوم" مصادر محلية وشهودي عيان أن مواجهات بالأسلحة المتوسطة تجددت أمس بين مسلحين من كتائب أبو العباس ذات التوجه السلفي مسنودين من تنظيم القاعدة وبين مسلحين تابعين للقيادي الإخواني حمود المخلافي في منطقة "ديلوكس" بشارع جمال، وسط المدينة انتهت بفرض سيطرة السلفيين والقاعدة على المنطقة وطرد اتباع المخلافي منها. وأشارت المصادر إلى مقتل 8 من مسلحي المخلافي مقابل مقتل عنصر واحد من كتائب أبو العباس خلال مواجهات أمس التي سبقها مواجهات متقطعة يومي "الجمعة والخميس". وكثف مسلحو القاعدة من ظهورهم بشكل علني في عدد من الأحياء الواقعة تحت سيطرة عملاء العدوان خلال اليومين الماضيين بمدينة تعز، كنوع من فرض الأمر الواقع وإثبات تواجد التنظيم بقوة في أحياء المدينة وخصوصاً الأحياء التجارية وذلك بالتزامن مع تواجد قيادات ما يسمى ب"المقاومة" من مختلف الفصائل في مدينة عدن منذ نحو شهرين، حيث تم استدعاؤهم من قبل الفار عبدربه منصور هادي ومنعهم من العودة، وهو ما فسره مراقبون بتهيئة الوضع في مدينة تعز لجعلها موطناً بديلاً لتنظيمات داعش والقاعدة وبقية الجماعات المتطرفة المتواجدة في محافظة عدن بحيث يتم نقل هذه الجماعات إلى تعز فيأمن الغزاة شرهم ويستطيع هادي فرض سيطرته الأمنية في عدن. وتسيطر الجماعات المتشددة حالياً في محافظة تعز على أحياء الجمهوري والنقطة الرابع والعرضي والجحملية السفلى والوسطى، كما تنتشر في سوق الصميل وحوض الأشراف وأطراف كلابة وجولة سنان والحارات المحيطة بساحة عصيفرة. المواجهات الميدانية في غضون ذلك تمكنت وحدات الجيش واللجان، أمس، من صد زحوفات جديدة لعملاء العدوان في جبهتي المسراخ وشارع الأربعين بمدينة تعز. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن معارك عنيفة شهدتها أمس جبهة نجد قسيم، بمديرية المسراخ بين الجيش واللجان مسنودين من رجال الجبهة الوطنية وبين مرتزقة وعملاء العدوان من حزب الإصلاح والسلفيين وعناصر القاعدة، مشيراً إلى أن العملاء نفذوا فجر يوم أمس هجوماً مزدوجاً على منطقة نجد قسيم من جهة وادي الضباب ومن جهة نجد النشمة والكلائبة التابعتين لمديرية المعافر ودارت معارك عنيفة استمرت حتى كتابة الخبر التاسعة مساء أمس، تمكن خلالها الجيش واللجان من صد هجوم المرتزقة وتكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. وأوضح المصدر أن وحدات الجيش واللجان المتمركزة في منطقة "القبع" وتبة "العيدية" المطلتين على سوق نجد قسيم أمطرت العملاء بوابل من نيران الأسلحة الرشاشة وقذائف ال"آ ربي جي" وأجبرت العديد منهم على الفرار تاركين جثث قتلاهم ملقاة في مناطق المواجهات. ويستميت عملاء العدوان منذ نحو أسبوعين لاستعادة السيطرة على مفرق نجد قسيم نظراً لموقعه الهام الذي يربط المسراخ مع جبل حبشي وصبر الموادم والمعافر، وعبر هذا الموقع تمكن العملاء من تمرير العربات المدرعة التي أرسلها الغزاة للجماعة السلفية داخل مدينة تعز بالإضافة إلى كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة قبل سيطرة الجيش واللجان على "المفرق" ونجد قسيم بأكمله. وشهدت مدينة تعز مواجهات عنيفة طوال ليل أمس الأول وحتى صباح أمس بين الجيش واللجان وبين عملاء العدوان، حيث حاول العملاء الزحف من جهة "الروضة" معقل الإخواني حمود المخلافي صوب شارع الأربعين، غير أن الجيش واللجان تصدوا لهم بقوة وأجبروهم على العودة من حيث جاءوا بعد أن أوقعوا فيهم قتلى وجرحى. المحور الجنوبي وفي المحور الجنوبي "مديرية الوازعية" لقي أحد مرتزقة العدوان مصرعه وأصيب 4 آخرون بقذيفة مدفعية استهدفت آلية عسكرية كان المرتزقة يستقلونها بالقرب من منطقة حنة. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر محلي مسؤول إن قصفاً مدفعياً متبادلاً شهدته أمس مناطق الشقيراء وحنة وجبل المُشرف بين الجيش واللجان وبين مرتزقة العدوان بالتزامن مع استهداف تجمعات للغزاة شمال مفرق الأحيوق . المحورين الغربي والشرقي وفي المحور الغربي "الصبيحة- ذوباب- المخا" صدت وحدات الجيش واللجان زحفاً جديداً لمرتزقة العدوان من جهة الصبيحة بمحافظة لحج صوب معسكر العمري بمديرية ذوباب محافظة تعز. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري بأن القوة الصاروخية للجيش واللجان أمطرت بصليات من صواريخ الكاتيوشا رتلاً عسكرياً للمرتزقة أثناء وصوله مفرق العمري بالإضافة إلى استهداف مجاميع لمرتزقة وآليات عسكرية غرب مدارس العمري، لافتاً إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى بين المرتزقة وتدمير وإعطاب آليات عسكرية لهم. وتجددت الاشتباكات بشكل متقطع بين الجيش واللجان وبين مرتزقة العدوان في المحور الشرقي "كرش- الشريجة" مديرية القبيطة محافظة لحج، حيث ذكرت مصادر "اليمن اليوم" أن اشتباكات خفيفة شهدتها فجر أمس مناطق واقعة في الجهة الجنوبية الغربية لمدينة كرش، وذلك بعد يوم من تأمين السلسلة الجبلية المرتبطة بجبل النبي شعيب والمطلة على مدينة كرش وهي تباب "الشباب" وجبل "صلعة" من قبل الجيش واللجان الشعبية. وفجر أمس دمر الجيش واللجان ناقلة محملة بكمية كبيرة من الأسلحة تابعة لمرتزقة العدوان في منطقة كرش . وأوضح مصدر عسكري أن عملية تدمير الناقلة تمت بعد عملية رصد ومراقبة للناقلة ومن ثم تدميرها واحتراق الذخائر والأسلحة التي كانت على متنها. غارات جوية وواصل طيران العدوان السعودي أمس غاراته الانتقامية مستهدفاً مناطق متفرقة في محافظتي تعزولحج. وذكرت مصادر محلية أن الطيران المعادي نفذ سلسلة غارات على حي الزنقل ونادي الصقر الرياضي ومنزلا بجوار مدرسة الحياة في منطقة بير باشا بمدينة تعز وغارات أخرى استهدفت موقعاً خلف منزل الجبلي بمنطقة الحرير وموقع الكسارة بمديرية صالة في مدينة تعز، بالإضافة إلى غارتين استهدفتا إدارة أمن مديرية المسراخ وثلاث غارات على مناطق متفرقة في الشريجة بمحافظة لحج.