واصلت وحدات الجيش واللجان الشعبية، أمس، تقدمها في عدد من جبهات القتال بمحافظتي تعزولحج، وسط غارات جوية عدوانية استهدفت أحياء سكنية وشخصيات اجتماعية وفي مقدمتها قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام، فيما تشهد الأحياء الواقعة تحت سيطرة العملاء داخل تعز خليطا من الفوضى والتصفيات والاشتباكات المتبادلة بين فصائل العمالة والارتزاق ولا يزال الغموض يحيط بمصير مراسل ومصور قناة الجزيرة، اللذين اختطفا منتصف الأسبوع في مناطق عملاء العدوان. وفي هذا الصدد أفادت "اليمن اليوم" مصادر عسكرية في المحور الشرقي "كرش- الشريجة" مديرية القبيطة بمحافظة لحج أن وحدات الجيش واللجان الشعبية واصلت تقدمها الميداني وتمكنت من السيطرة على تباب جبلية هامة. وأوضحت المصادر أن الجيش واللجان تقدموا في السلسلة الجبلية التي تتصل مباشرة بجبل النبي شعيب، غرب منطقة كرش، ودحروا مرتزقة العدوان من تباب "الشباب" وجبل "صلعه" المطلة على مدينة كرش وإعادة تأمين المنطقة بشكل كامل. يأتي هذا بعد يوم من تقدم الجيش واللجان في الجهة الشمالية لمنطقة كرش في مواقع هامة تؤدي إلى معسكر (لبوزة) في منطقة عقان بمديرية المسيمير الذي يعتبر أحد المعسكرات الهامة التي يستخدمها الغزاة لرفد جبهات القتال في كرش بالمرتزقة والآليات العسكرية. المحورين الجنوبي والغربي وشهد المحور الغربي "الصبيحة- ذوباب- المخا"، أمس، هدوءاً حذراً بعد خمسة أيام عاصفة تكبد فيها الغزاة والمرتزقة التابعين لهم خسائر فادحة في الأرواح وتدمير 5 مدرعات وآلية وطقم عسكري وأسر 13 من الجنسية الأفريقية، خلال محاولات فاشلة للتقدم صوب جبال ومعسكر العمري بمديرية ذوباب. والى الجهة الشمالية الشرقية لمديرية ذوباب، وتحديداً مديرية الوازعية "المحور الجنوبي"، حيث تواصلت أمس عمليات القصف المدفعي المتبادل في المناطق القريبة من حدود محافظة لحج. وأوضح مصدر محلي مسؤول ل" اليمن اليوم" أن مدفعية الجيش المتمركزة في منطقة "حنة" دكت بعدد من القذائف مواقع لمرتزقة العدوان في "الشقيراء"، وشوهدت الأدخنة تتصاعد من بعض المواقع التي كان المرتزقة يستخدمونها لقصف قرى ومناطق في ذات المديرية. الجبهة الداخلية وفي الجبهة الداخلية شهدت أمس جبهتا "الشقب" والمسراخ مواجهات متقطعة بين الجيش واللجان وبين عملاء العدوان من حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة والسلفيين وفصائل أخرى بينهم فارون من السجن المركزي ومطلوبون أمنياً في جرائم حرابة وغيرها. وذكرت مصادر محلية وأخرى أمنية متطابقة ل" اليمن اليوم" أن المواجهات تجددت فجر أمس في منطقة الشقب، مديرية صبر الموادم، حيث نفذ عملاء العدوان هجوماً كبيراً على الجيش واللجان في الشقب واستمرت الاشتباكات نحو ثلاث ساعات لم يتمكن خلالها العملاء من تحقيق أي تقدم عدا تكبدهم المزيد من القتلى والجرحى. ويحاول العملاء جاهدين استعادة منطقة الشقب التي تعتبر البوابة الشرقية لموقع العروس الاستراتيجي، أعلى قمة في جبل صبر. فيما شهدت مناطق "المخعف" و"جبل جنيد" و"نجد قسيم" بمديرية المسراخ، مناوشات خفيفة في أوقات متفرقة. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر محلي بسقوط قذيفة هاون عشوائية على منزل المواطن محمد سيف سعيد في منطقة الأسلاف بمديرية المسراخ ما أدى إلى إصابة 3 من أفراد أسرته. وبالتزامن مع ذلك دارت اشتباكات عنيفة طوال ساعات ليل أمس الأول وتجددت بشكل متقطع نهار ومساء أمس في أحياء "كلابة" و"الدعوة" و"الزهراء" ومحيط حارة قريش في حي الجحملية بمدينة تعز. وطبقاً لمصادر "اليمن اليوم" فقد تكبد مسلحو الإصلاح والقاعدة والسلفيين خسائر جديدة في الأرواح والعتاد ومن بين قتلاهم قيادات ميدانية سلفية ومن تنظيم القاعدة أحدهم يدعى نبيل عبدالعزيز والآخر "لؤي رجب"، فيما استشهد 2 وأصيب 3 من أفراد الجيش واللجان الشعبية. استهداف قيادات مؤتمرية في غضون ذلك واصل العدوان السعودي استهدافه الممنهج للشخصيات المناهضة للعدوان سواء من خلال القصف الجوي لمنازلهم وممتلكاتهم أو عبر الاغتيالات الميدانية والقصف المدفعي. وفي هذا الإطار استشهد أمس عضو المجلس المحلي عن المؤتمر الشعبي العام بمديرية المظفر وعاقل حارة المناخ محمد عبده المخلافي برصاص مسلحين يستقلون دراجة نارية وسط مدينة تعز. وقال ل" اليمن اليوم" مصدر أمني إن مسلحين ملثمين أطلقا النار على القيادي المؤتمري المخلافي قبيل ظهر أمس الجمعة أثناء قيامه بتوزيع مواد الإغاثة الإنسانية على المواطنين في منطقة "قبة المعصور" ثم لاذ المسلحان بالفرار. وتقع منطقة القبة تحت سيطرة عملاء العدوان من أتباع القيادي الإخواني حمود المخلافي. وبالتزامن مع ذلك عاودت طائرات العدوان السعودي، أمس، استهداف منزل عبدالله عبدالرزاق الفضلي، عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام وعضو المجلس المحلي عن المؤتمر بمديرية المخا. وذكر مصدر محلي مسؤول ل" اليمن اليوم" أن طائرات العدو قصفت منزل الفضلي بغارتين ما أدى إلى تدمير ما تبقى من المنزل الذي سبق وأن تم استهدافه في وقت سابق بغارات مشابهة. وأمس الأول استهدفت طائرات العدوان بغارتين منزل الشيخ عبدالواحد الجابري، عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام، بمديرية المسراخ، وشقيق البرلماني المؤتمري المساند للجيش واللجان في المسراخ عبدالولي الجابري الذي سبق وأن استهدف الطيران السعودي 4 منازل تابعة له ولأسرته ودمرها بالكامل، كما قام مرتزقة العدوان قبل نحو شهر باختطاف نجل عبدالواحد الجابري وقتله والتمثيل بجثته. والأربعاء الماضي قصف الطيران السعودي مكتب رئيس دائرة المؤتمر الشعبي العام الشيخ أحمد عبدالرحيم كرامي في مديرية خدير بغارتين. فوضى وتصفيات واختطافات في صفوف العملاء وتسود المناطق الواقعة تحت سيطرة الفصائل الموالية للعدوان بمدينة تعز "إصلاح وقاعدة وسلفيين ومرتزقة" فوضى عارمة بين فصائل العملاء لا تخلو من تصفيات واشتباكات متبادلة واختطافات ونهب وسلب بقوة السلاح. وذكرت مصادر محلية وشهود عيان أن تبادلا لإطلاق النار حدث أمس في سوق "ديلوكس" لبيع القات بشارع جمال، وسط المدينة، مشيرة إلى أن إطلاق النار حدث بين فصيلين موالين للعدوان السعودي سقط فيه جرحى من الطرفين، وذلك بعد يوم من قيام مسلحين ملثمين يستقلون دراجات نارية ويرتدي بعضهم زي تنظيم القاعدة، باقتحام سوق "ديلوكس" وإطلاق النار بشكل عشوائي على المواطنين، عصر أمس الأول "الخميس" ما أدى إلى مقتل 4 وإصابة 6 آخرين. ويقع السوق والمنطقة بأكملها تحت سيطرة عملاء العدوان. والثلاثاء الماضي قام مسلحون يتبعون شوقي المخلافي شقيق القيادي الإخواني حمود المخلافي باقتحام محل لتعبئة البطاريات في جولة شارع العواضي وسط المدينة، وإطلاق أعيرة نارية كثيفة، داخل المحل، والاعتداء على العاملين. مصير غامض لمراسل الجزيرة وفي ذات السياق لا يزال الغموض يحيط بمصير مراسل قناة الجزيرة القطرية، حمدي البكاري، ومصور القناة عبد العزيز الصبري، اللذين اختطفا منتصف الأسبوع المنصرم من أحد الأحياء التي يسيطر عليها موالون للعدوان السعودي. وطبقاً لمصادر محلية فقد اختطف البكاري وزميله الصبري وسائق السيارة التي تقلهما الاثنين الماضي من حي المسبح الواقع تحت سيطرة عملاء العدوان وتم العثور على السيارة التي كانت تقلهما في ساحة عصيفرة التي يطلق عليها العملاء مصطلح "ساحة الحرية". وقال مدير مكتب الجزيرة في اليمن، سعيد ثابت إن البكاري والصبري تناولا وجبة العشاء في منزل أحد الأصدقاء مساء الاثنين الماضي، ومكثا في المنزل حتى الساعة العاشرة مساءً. وأضاف: غادر البكاري باتجاه مقر سكنه في حي المسبح ومن حينها انقطعت أخباره لترد بعد نحو ثلاث ساعات معلومات تفيد بالعثور على السيارة في ساحة الحرية بشكل يثير الانتباه، في إشارة إلى أن المنطقة تحت سيطرة ما تسمى "المقاومة". وحسب، سعيد ثابت، أن شهود عيان شاهدوا مسلحاً أحضر سيارة البكاري إلى ساحة الحرية بوسط مدينة تعز، ووضعها بالقرب من فندق المجيدي وغادر المكان. وفيما قالت خدمة موقع الوحدوي نت الإخبارية على تطبيق تليغرام، إن مصادر خاصة أكدت أن حمدي البكاري وعبد العزيز الصبري محتجزان لدى جماعة السلفيين في تعز، إلا أن ذات الخدمة عادت لتنشر نفيا لقيادات سلفية، نفت علاقة السلفيين بالاختطاف. وموقع الوحدوي هو الناطق الرسمي باسم التنظيم الناصري، الذي ينتمي إليه البكاري والصبري، والذي تؤيد بعض قياداته العدوان السعودي. وتحدث قائد الجماعة السلفية "أبو العباس" مع قناة الجزيرة عبر الهاتف نافياً التهم الموجهة لجماعته باختطاف مراسل ومصور القناة، مؤكداً أن عملية الاختطاف تمت في منطقة خارج نطاق الجبهة الشرقية التي يسيطر عليها بمدينة تعز، في إشارة منه إلى تورط القاعدة أو أتباع حمود المخلافي في عملية الاختطاف.
