أصدر تنظيم (داعش) الإرهابي، ولاية حضرموت، تسجيلاً مصوراً جديداً لتدريبات وعمليات وهجمات مقاتليه التي تكشف توسعه وبسط نفوذه في أرجاء واسعة "جنوب البلاد" تحت مظلة "المقاومة"، فيما قصفت قوات الجيش، أمس، تجمعات لمسلحيه في مديرية القطن. التسجيل المرئي بعنوان "أباة الضيم 2" عن "ولاية حضرموت" يوثق مراحل التنظيم في حضرموت الذي يحاول السيطرة على مديريات الوادي والصحراء، بينما تسيطر القاعدة على المكلا ومديريات الساحل الأخرى. ويعرض التسجيل في بدايته دورة عسكرية لمجاميع من عناصره المسلحة والملثمة بالأزياء والشعارات الخاصة بالتنظيم في "معسكر الشيخ أنس النشوان" بمنطقة صحراوية وتدريبات على العراك والرماية بمختلف أنواع الأسلحة الحديثة بما فيها الرشاشات وال(آر.بي.جي). ويوثق التسجيل المصور، رصد تجمعات من وصفهم التنظيم ب"المرتدين"، ومشاهد التحرك والتوجه لمهاجمة مجاميع مقاتليه لثكنات عسكرية تابعة للجيش اليمني، واقتحام الانغماسيين ثم نهب الأسلحة من الثكنات بوصفها "غنائم" ثم تفجير الثكنة العسكرية بعد العملية. وتظهر مشاهد عمليات ذبح 4 جنود بتهمة الردة في صحراء نائية بحضرموت، وأيضاً مشهدان أحدهما لتصفية من أسماه التنظيم أحد (مرتدي الصحوات) في سوق للقات، وآخر في أحد المقاهي، دون أن يشير إلى المناطق التي تم فيها تنفيذ العمليات. كما وثق الفيديو اشتباكات عنيفة بين عناصر التنظيم مع جنود بثكنة عسكرية خلال الهجمات التي وقعت في مدينتي شبام والقطن بحضرموت، واقتحام للانغماسيين ويظهر أحد الانتحاريين ويدعى بتار العدني، متوعداً بالإثخان في من يصفهم ب"أعداء الله" وزفهم إلى جهنم، وعملية انتحارية نفذها "العدني" بجمع من جنود الجيش في مدينة شبام، وتسلل عناصر التنظيم إلى إحدى الثكنات في المنطقة ومهاجمة نقاط أمنية وعسكرية في منطقة وادي سر، وإحدى المناطق على مداخل مدينة شبام، واندلاع مواجهات بين الطرفين فيها يوم الجمعة 20 نوفمبر، والتي أدت إلى استشهاد 16 وإصابة 26 آخرين بجروح من قوات الجيش ونحو 58 من المهاجمين. واختتم الفيديو بمشاهد عملية تفخيخ وتلغيم مقام وضريح إسلامي أثري في مديرية ميفعة محافظة شبوة الشهير بولي الله "المغربي" الواقع في الناحية الجنوبية بوادي جول الريدة يوم 4 ديسمبر الماضي. الجدير بالذكر، أن تنظيم داعش بث تسجيلاً مصوراً في أكتوبر 2015 بعنوان "أباة الضيم 1" صادراً عن "ولاية عدنأبين" يظهر فيه تواجده العلني ونفوذه وانتشار عناصره في عموم المحافظتين، ومشاهد أخرى لهجمات لمجاميع مقاتليه على مواقع الجيش واللجان الشعبية التابعة لأنصار الله (الحوثيين)، إبان المعارك خلال الأشهر الماضية. إلى ذلك، قال مصدر عسكري ل"اليمن اليوم" إن منتسبي اللواء 135 مشاة التابعين للمنطقة العسكرية الأولى قصفوا بصواريخ الكاتيوشا والمدفعية مسلحي داعش في وادي (سر) التابع لمديرية القطن -إحدى مديريات الوادي والصحراء- ما أسفر عن قتلى وجرحى في صفوف المسلحين. وأضاف المصدر بأن شهود عيان أكدوا أن التنظيم قام بنقل جرحاه إلى مديرية العبر، لتلقي العلاج. وكان مسلحون من داعش زرعوا عبوة ناسفة بالقرب من نقطة تفتيش تابعة للواء 135 بمدخل مديرية القطن وتفجيرها عن بعد دون وقوع إصابات، وفقاً لذات المصدر. ويحاول داعش السيطرة على مديريات وادي وصحراء حضرموت، فيما يسيطر تنظيم القاعدة على المكلا ومناطق الساحل.