توالت ردود الأفعال على الصعيدين المحلي والدولي جراء الجريمة الإرهابية التي استهدفت (دار المسنين) في عدن، معتبرة إياها (نتاج فتاوى التكفير) وتمكين التنظيمات الإرهابية في المحافظات الجنوبية من قبل تحالف الاحتلال، فيما اغتال مجهولون مدير مركز شرطة عقب مشاركته في حملة أمنية داهمت خلية إرهابية يعتقد أنها وراء الجريمة. وأكد المؤتمر الشعبي العام أن استهداف (دار العجزة) جريمة إرهابية تتنافى مع تعاليم ديننا الإسلامي السمحاء التي تجرّم قتل النفس البشرية، ومع قيم وأخلاق الشعب اليمني الذي عرف بالتسامح والاحترام خاصة مع المسنين والعجزة، وضيوف الشعب اليمني من العاملين في السلك الصحي من الأشقاء والأصدقاء . وشدد المؤتمر في تصريح لمصدر مسئول ل(المؤتمر نت) أن هذه الجريمة الإرهابية المروعة تعكس حقيقة تحذيرات المؤتمر الشعبي العام المتكررة من مخاطر الإرهاب والتطرف والغلو والعنف والفوضى، سيما في ظل ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان غاشم يستهدف تدمير كل مقدراته وفي مقدمتها مقدرات جيشه وأمنه اللذين يقع على عاتقهما مواجهة الإرهاب وتنظيماته وعناصره، لافتا إلى أن مدينة عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية أصبحت اليوم مرتعا للتنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة وأعمال العنف والفوضى والتطرف، وهو ما يكشف العجز الحقيقي سواء لقوات المحتلين والغزاة أو مرتزقتهم عن حفظ الأمن والاستقرار في هذه المدينة التي كانت مدينة السلام والتعايش على مر العصور . وحمَّل المصدر قوات الاحتلال المتواجدة في عدن وأتباع الخائن هادي ومن خلفهم العدوان السعودي وحلفاؤه المسؤولية الكاملة عن هذه المذبحة البشعة وعن كل الجرائم والعمليات الإرهابية والاغتيالات والفوضى التي تشهدها مدينة عدن، داعيا المجتمع الدولي وفي المقدمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن إلى إدراك مخاطر استمرار الأوضاع الكارثية في عدن وبعض المحافظات التي تتواجد فيها قوات محتلة، وسيطرة التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة عليها، وما يمثله ذلك من خطر يتهدد الأمن والسلم الدوليين، وتحمل مسؤولياتهم في إيقاف العدوان ورفع الحصار وضمان استئناف العملية السياسية بين المكونات اليمنية بالحوار حتى يتمكنوا من الحفاظ على ما تبقى من مقدرات الدولة والتوحد في مواجهة خطر الإرهاب وتنظيماته والتي يتوسع نفوذها وسيطرتها كل يوم يستمر فيه العدوان . من جهته وتواصلاً مع مواقف الحراك الجنوبي، أصدر نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض بيان إدانة، معتبراً الجريمة (انعكاساً لفتاوى التكفير). وكان (17) شخصا لقوا حتفهم بهجوم إرهابي شنه (4) مسلحين يستقلون طقماً عسكرياً بدون (لوحات) على دار للعجزة محاذية لقسم شرطة الشيخ عثمان. وتتبع الدار جمعية (الأم تريزا) المتطوعة الهندية الراحلة التي يتهمها المتشددون بالتنصير. وصدرت رسالة عزاء، السبت، تحمل توقيع وزير خارجية الفاتيكان بييترو بارولين باسم البابا، ورد فيها أن بابا الفاتيكان «متأثر بشدة ويشعر بالأسى البالغ نتيجة مقتل أربع من العاملات في الإرساليات الخيرية و12 شخصاً آخرين داخل دار مسنين في عدن». كما أكد البابا أنه «قريب روحيًا من أسر الضحايا والمتضررين من هذا العمل العنيف غير المبرر والشيطاني». وأشار البابا فرانسيس إلى أنه سيصلي «كي ترفع هذه المذبحة التي لا سبب لها إلا عدم الوعي، وأن تسهم في تغيير القلوب وإلهام كافة الأطراف بوضع السلاح جانبا وبدء طريق الحوار». ودعا جميع الأطراف الداخلة في النزاع الحالي «إلى نبذ العنف وتجديد التزامها نحو أناس اليمن، خاصة الأكثر احتياجا». فيما أكدت وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج في تغريدة لها على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي تويتر اختطاف البابا توم اوزهانيل من قبل إرهاربيين في عدن. وناشدت وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج، ليلة الجمعة، جميع الهنود الذين يعيشون في "مناطق الخطر" العودة إلى ديارهم. وكتبت سواراج تغريدة على حسابها في تويتر: "إنني أناشد جميع الهنود في مناطق الخطر العودة إلى ديارهم". إلى ذلك اغتال مجهولون مدير مركز شرطة التواهي. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحين اعترضوا موكب مدير شرطة التواهي المحسوب على الحراك، العقيد سالم ملقاط، بينما كان يمر في جولة كالتكس، مديرية التواهي، وأمطروا سيارته بالرصاص، ليفارق الحياة على الفور، بينما أصيب 3 من مرافقيه بجروح متفاوتة. وبحسب المصادر فإن (ملقاط) كان عائداً من المشاركة في حملة أمنية استهدفت ما وصفته مصادر في الحراك ب"أحد أوكار العصابات الإرهابية" في مدينة الشعب- مديرية البريقة. وأشارت المصادر إلى أن التحقيقات في واقعة الجريمة التي استهدفت دار المسنين في الشيخ عثمان قادت إلى "عصابة" تتخذ من أحد الأحواش في الشعب مقراً لعملياتها، مشيرة إلى تحرك حملة بقيادة شلال علي شائع- مدير أمن عدن- ونجحت في اقتحام الحوش والاشتباك مع (7) مسلحين كانوا بداخله. وقتل خلال الاشتباكات (3) مسلحين وأصيب آخران إضافة إلى ضبط البقية وكمية "كبيرة من الأسلحة والذخائر". ونفى تنظيم القاعدة في بيان له، أمس، علاقته بالهجوم، بينما لم يصدر بيان رسمي عن تنظيم "داعش" كالمعتاد.