بوتيرة عالية وانتصارات متسارعة، تمكن الجيش واللجان الشعبية، أمس السبت، من تأمين مركز مديرية الوازعية، وعدد من القرى والتباب الجبلية والمواقع الهامة، جنوب غرب تعز، وامتدت بطولات الجيش واللجان لتشمل الجبهات المشتعلة في "كرش" الواقعة في النطاق الجغرافي لمحافظة لحج، وجبهة "ذوباب" المحاذية لذات المحافظة من جهة الغرب، وفي اعتراف بالهزيمة، أرجع عملاء العدوان انهيارهم الكبير في "الوازعية" إلى "خيانتهم لبعضهم البعض". وقال ل"اليمن اليوم" مدير عام مديرية الوازعية منصر المشولي، إن قوات الجيش واللجان الشعبية تقدمت أمس في المواقع التي يسيطر عليها مرتزقة العدوان منذ منتصف نوفمبر 2015م وخصوصاً منطقة "الشقيراء" مركز مديرية الوازعية، وتمكنوا من تطهير المنطقة بأكملها وتأمين المجمع الحكومي ومطاردة بقايا المرتزقة والعملاء إلى منطقة المنصورة المحاذية لمنطقة "المضاربة" بمحافظة لحج، وتأمينها من المرتزقة الذين لاذوا بعد ذلك بالفرار إلى التباب الجبلية الحدودية مع لحج. وأشار المشولي إلى أن العمليات العسكرية للجيش واللجان ليوم أمس السبت شملت أيضا ما تبقى من قرى منطقة حنة، حيث تم تحريرها بالكامل من المرتزقة والعملاء وتطهير الملعب الرياضي وقرية الشيخ وعدد من التباب الجبلية الهامة، وذلك إثر معارك عنيفة مع مرتزقة العدوان الذين تكبدوا خلالها عددا كبيرا من القتلى والجرحى وأسر عدد منهم؛ بالإضافة إلى تدمير وإعطاب عدد من الآليات والعربات العسكرية التي زود حلف العدوان مرتزقتهم خلال 4 أشهر ونيف. من جهته أكد مصدر عسكري ل"اليمن اليوم" اغتنام الجيش واللجان الشعبية 3 دبابات كانت تتمركز في المجمع الحكومي بمركز مديرية الوازعية، واغتنام دبابة وآليات أخرى وذخائر متنوعة في مفرق الأحيوق الرابط بين الوازعية وذوباب تركها مرتزقة العدوان لحظة فرارهم باتجاه منطقة "الأوجار" شرق المديرية. وحاول تحالف العدوان السعودي إسناد مرتزقته بغارات جوية قصف خلالها مواقع متفرقة في منطقتي الأتياس والنوبة، ولكن دون جدوى. وكان الجيش واللجان قد تمكنوا أمس الأول "الجمعة" من تأمين منطقة "الحضارة" غرب الشقيراء، وذلك بعد يومين من تأمين جبل "الأتياس" و3 تباب جبلية مجاورة له، وعدد من التباب المطلة على جنوب منطقة الرُدف ووادي الفاقع بعد دحر المرتزقة والعملاء منها وتكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. مخطط الاحتلال وبهذا الإنجاز الكبير الذي حققه الجيش واللجان الشعبية والمتمثل في بسط السيطرة على معظم الوازعية، يعتبر حلم الغزاة باحتلال الشريط الساحلي الغربي في حكم المنتهي، نظراً للأهمية الجغرافية والعسكرية التي تمتاز بها مديرية الوازعية، فجبالها الشاهقة تقع خلف مديرية ذوباب الساحلية وتوازي الخط الساحلي الممتد من باب المندب وحتى المخا مروراً بمدينة ذوباب ومعسكر العمري وسلسلته الجبلية المنيعة، وتحاذي الوازعية من الجهة الجنوبية مديرية المضاربة بمحافظة لحج. ومنذ بدء العمليات العسكرية للعدوان ومرتزقتهم وزحوفاتهم الكبيرة نحو تعز لاحتلالها منتصف نوفمبر الماضي، حاول الغزاة الدفع بمرتزقتهم للتوغل عبر الوازعية وتحقيق أي اختراق في هذه الجبهة مما يسهل للمرتزقة عملية الالتفاف على الجيش واللجان في معسكر وجبال العمري ومدينة ذوباب من جهة الشمال الشرقي، بالتزامن مع عشرات الزحوفات من المضاربة ورأس العارة عبر الخط الساحلي صوب ذوباب، إلا أن كل ذلك تحطم أمام شجاعة واستبسال أبطال الجيش واللجان الشعبية. اعتراف المرتزقة التقدم الكبير للجيش واللجان الشعبية في مديرية الوازعية والخسائر الفادحة التي مُني بها مرتزقة وعملاء العدوان رغم فارق التسليح بين الطرفين بخلاف الإسناد الجوي الذي يحظى به المرتزقة من قبل طيران حلف العدوان، كل ذلك دفع بالفصائل العميلة إلى تبادل تهم الخيانة، بينما لجأ آخرون إلى تبرير الانكسار بأنه "انسحاب تكتيكي" لترتيب الصفوف والتمهيد لهجوم كبير لاحقاً. وفي هذا الصدد أصدرت ما تسمى "المقاومة" في الوازعية توضيحاً حول الهزائم التي تكبدتها خلال اليومين الماضيين، مشيرة إلى أن مقاتليها أُجبروا على الانسحاب من تلك المواقع إلى الأطراف الشمالية الشرقية للمديرية، وتتم حالياً إعادة ترتيب الصفوف والتخطيط لهجوم كبير خلال الأيام القادمة. وبخلاف ذلك اتهم المتحدث الرسمي لما يسمى "المقاومة الجنوبية" الموالية للعدوان في جبهات العند، قائد نصر الردفاني، جهات وشخصيات لم يسمها ب"الخيانة"، حيث تسلموا كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر من قبل ما أسماها قيادة التحالف، ولكنهم باعوها لتجار أسلحة بذريعة أن عليهم ديونا متراكمة، طبقاً لتصريح الردفاني الذي نقلته صحيفة السياسة الكويتية. وفي سياق اعترافات العدو، قالت قناة (الحدث) التابعة للنظام السعودي إن ما أسمتهم (المليشيات الحوثية وقوات صالح) سيطرت على الطريق الرابط بين تعز وعدن. جبهات ذوباب وكرش ومدينة تعز من جهة أخرى واصلت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية أمس استهداف تجمعات آليات ومرتزقة العدوان في جبهة "المندب-ذوباب". وأوضح مصدر عسكري أن الجيش واللجان قصفوا بصليات من صواريخ الكاتيوشا تجمعاً يضم عددا من الآليات والأطقم العسكرية للغزاة ومرتزقتهم شرق "الحريقية" وشهودت الأدخنة تتصاعد من المكان المستهدف، وفي وقت متأخر من مساء أمس الأول تمكن الجيش واللجان من تدمير مدرعة عسكرية بصاروخ موجه أصابها بدقة في القرية الجنوبية لمدينة ذوباب. وفي مدينة تعز تجددت المواجهات بشكل متقطع بين الجيش واللجان وبين مسلحي الإصلاح والقاعدة والسلفيين الموالين للعدوان السعودي في الجبهة الغربية وتحديداً شارع الثلاثين ومحيط السجن المركزي جراء محاولة عملاء العدوان التسلل إلى مقربة من السجن المركزي، وأسفرت المواجهات عن مصرع 3 من المرتزقة وإصابة 7 آخرين، وفقاً لمصدر عسكري. وبالتزامن مع ذلك تجددت المواجهات بين الجيش واللجان وبين مرتزقة وعملاء العدوان في جبهة كرش-الشريجة الواقعة في النطاق الجغرافي لمحافظة لحج. وأوضح مصدر عسكري ل"اليمن اليوم" أن المواجهات تجددت في الشمال الغربي لمدينة كرش فجر أمس واستمرت حتى قبيل الظهر دون تحقيق أي تقدم لأي طرف في مواقع الطرف الآخر. غارات جوية وفي سياق الغارات الجوية اليومية لطيران تحالف العدوان السعودي، قال ل"اليمن اليوم" الشيخ عبدالله عبدالسلام عثمان، مدير عام مديرية خدير: إن طيران العدوان استهدف صباح أمس محطة الدعيس للغاز في منطقة ورازان بذات المديرية ما أدى إلى إصابة 3 مواطنين.