واصل العدوان السعودي ومرتزقته خروقاتهم جواً وبراً لليوم الرابع على التوالي. ففي العاصمة صنعاء شن طيران العدوان السعودي فجر الخميس غارة على منطقة عطان بصاروخ شديد الانفجار، بالتزامن مع زحوفات فاشلة على فرضة نهم، تكبدوا خلالها خسائر جديدة دون إحراز أي تقدم. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر عسكرية إن المواجهات تواصلت أمس على أشدها في التباب الحمر المطلة على الجدعان مأرب، وسط قتلى وجرحى بالعشرات في صفوف المرتزقة، وكانت كتائب من المرتزقة تابعة لما يسمى (اللواء 141)، الذي يتولى هاشم الأحمر قيادته، نفذوا الخميس محاولة زحف جديدة على الفرضة، بعد ساعات من فشل زحف سابق (الأربعاء) سقط خلاله قائد الزحف أركان حرب اللواء 314 مدرع زيد الحوري، الذي تم تشييعه الخميس في مأرب. وأوضحت المصادر أن محاولة زحف الخميس سبقها قصف مكثف من وادي الالتماس، على جبل الشبكة والتباب الحمر المطلة على مناطق الجدعان مأرب، ودارت مواجهات عنيفة استمرت لساعات، وانتهت بمصرع قائد سرية ما تسمى (قوات المهام السريعة) يدعى (نصار القليعي) و4 آخرين، وجرح 8، فيما استشهد 2 من الجيش واللجان الشعبية وجرح 5 آخرون. وفي محافظة الجوف، واصل طيران العدوان أمس غاراته مشكلاً إسناداً جوياً لزحوفات فاشلة. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر عسكرية وقبلية إن طيران العدوان قصف بغارة منطقة الساقية بمديرية الغيل، وأخرى في المتون، وغارتين على منطقة العقبة الاستراتيجية -شمال شرق مدينة الحزم، مركز المحافظة- أعقبها هجومان منفصلان، الأول في جبهة المصلوب، حيث حاول مرتزقة العدوان التقدم إلى وادي وقز باتجاه (الساقية) ودارت مواجهات عنيفة أجبرتهم على التراجع. والهجوم الثاني في جبهة الحزم، حيث حاول المرتزقة التقدم مجدداً جهة العقبة، ولكن سرعان ما أجبروا على الانكسار بعد مقتل 2 وجرح آخرين بينهم قائد الجبهة المدعو (الوبس). وكان طيران العدوان شن مساء الخميس 3 غارات على مديرية المتون، اثنتان منها استهدفتا سوقاً شعبية (سوق الاثنين) ودمرتا محول الكهرباء الخاص بالحديدة، كما أحرقتا محلات تجارية، والثالثة استهدفت حياً سكنياً، مخلفة 5 جرحى بينهم 3 نساء بحالة خطيرة، وأضرارا جسيمة في منزلين، وتأتي غارات العدوان بعد ساعات من محاولة زحف شرق المتون. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر عسكرية وقبلية إن قائد عملاء العدوان في المحافظة القيادي في حزب الإصلاح، أمين العكيمي، وصل ظهر الخميس من مأرب، بعد حضوره اجتماعاً مع قيادات المرتزقة، وفجر فور وصوله مواجهات في منطقة (الحراشيب) شرق المتون، ما أثار غضباً واسعاً في صفوف الأهالي، كون منطقتهم بعيدة عن الصراعات. وأضافت المصادر أن العكيمي قاد محاولة زحف في المعيمرة والمزوية باتجاه المتون، سرعان ما انكسرت أمام صلابة الجيش واللجان الشعبية، وأُجبر على الفرار مع قواته حتى منطقة المشرب والمريوث -الحد الفاصل بين مركز المتون والمعيمرة. وبحسب المصادر فإن 3 لقوا مصرعهم وجُرح 5 آخرون من المرتزقة وتم تدمير آليات. طعيمان: الحرب منجم ذهب لقادة المرتزقة فكيف يغلقونه وفي مأرب، واصل مرتزقة العدوان قصفهم المدفعي على مواقع الجيش واللجان الشعبية في مناطق المشجح والعرقوب وجنوب حمة ثوابة. من جهته أكد الشيخ ناجي طعيمان أنه لا يمكن لمرتزقة العدوان الالتزام بوقف إطلاق النار لعدة عوامل، أهمها أن وقف الحرب يعد إغلاقا لمصدر دخل كبير. وقال طعيمان -عضو مجلس محلي في صرواح-: الحرب بالنسبة لمرتزقة وعملاء العدوان منجم ذهب، يدر عليهم مبالغ طائلة، ثانياً المرتزقة فصائل عدة، أهمها تنظيم القاعدة المسيطر الفعلي على مركز المحافظة، وقياداته تدرك أن وقف الحرب ونجاح المفاوضات ستفضي إلى بدء حرب على الإرهاب بدعم دولي. وأضاف أيضاً: نحن أمام أزمة تعدد الولاءات بالنسبة لفصائل المرتزقة. وفي البيضاء قال مصدر عسكري إن مدفعية المرتزقة بمديرية العبدية بمأرب قصفت أمس، مناطق الوهيبة وخرفان واليسبل التابعة لمحافظة البيضاء. وفي مديرية الزاهر شن مرتزقة العدوان يتقدمهم مسلحو القاعدة منتصف ليل الخميس- الجمعة هجوما على منطقتي الجماجم والجبح وتم التصدي لهم بحزم، وفقاً لذات المصادر. وفي محافظة تعزولحج، واصل تحالف العدوان السعودي ومرتزقته، خروقاتهم، فيما لا يزال فريق لجنة تثبيت وقف إطلاق النار، الممثل لعملاء العدوان، يماطل في الالتقاء مع ممثلي المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله بذات اللجنة المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار في خطوط التماس بمحافظة تعز. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر محلية إن ممثلي أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام الذين وصلوا تعز "الأربعاء" والتقوا بمحافظ المحافظة عبده الجندي، تواصلوا مع أعضاء اللجنة من الطرف الآخر المتواجدين في مدينة تعز، وتم الاتفاق على أن يتم قدوم ممثلي الموالين للعدوان إلى منطقة الحوبان، وتأمين مكان لهم، ووعد هؤلاء بالحضور صباح الخميس، ولم يحضروا، ثم وعدوا بالحضور عصراً، ولكنهم أيضا تخلفوا ولم يحضروا، وقالوا إنهم سيحضرون صباح الجمعة، وتخلفوا كذلك عن الحضور. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر خاص في لجنة تثبيت وقف إطلاق النار أن ممثلي أنصار الله والمؤتمر بعثوا، أمس الجمعة، بمذكرة جديدة إلى ممثلي الطرف الآخر بذات الخصوص، مشيراً إلى أن ممثلي الطرف الآخر ردوا بأنهم سيحضرون إلى مقر اللجنة في الحوبان اليوم السبت. وتضم اللجنة من طرف أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام كلا من: محمد منصور الشوافي، ومحمد عبدالله نايف، وعبدالولي الجابري، والعميد زكريا المطاع، وأحمد العزي، فيما يُمثل عملاء العدوان عبدالكريم شيبان وعلي محمد المعمري وشخصان آخران لم تتمكن الصحيفة من معرفة أسمائهم خصوصاً وأن العملاء لم يصدر عنهم أي بيان يكشف أسماء ممثليهم في لجان تثبيت وقف إطلاق النار في أي من المحافظات. التطورات الميدانية على الصعيد الميداني واصل مرتزقة العدوان، خلال ال48 ساعة الماضية، خروقاتهم للهدنة في يوميها الرابع والخامس على التوالي في مختلف جبهات القتال بمحافظتي تعزولحج، حيث أفادت "اليمن اليوم" مصادر محلية وعسكرية متطابقة أن المرتزقة من حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة والسلفيين الموالين للعدوان السعودي، جددوا، أمس الجمعة، محاولات تمددهم في محيط جبل جرة، شمال مدينة تعز، ولكن دون جدوى، مشيرة إلى أن مواجهات عنيفة أجبرتهم على التراجع بعد سقوط عدد منهم بين قتيل وجريح والقبض على آخرين. بالتزامن مع محاولة مماثلة للمرتزقة في محيط المطار القديم، غرب المدينة، كبدتهم المزيد من القتلى والجرحى. وأمس الأول استهدف المرتزقة مواقع الجيش واللجان الشعبية في كلابة والبعرارة وثعبات والجحملية وشارعي الأربعين والثلاثين بمدينة تعز، بالرشاشات الثقيلة وقذائف المدفعية والهاون. وفي جبهة "ذوباب-المندب" على الشريط الساحلي الغربي، تصدت وحدات الجيش واللجان على محاولة تقدم للغزاة والمرتزقة باتجاه منطقة الحريقية، في الجنوب الشرقي لمدينة ذوباب. وأوضح مصدر عسكري ل"اليمن اليوم" أن القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية أمطرت عربات عسكرية ومجاميع من المرتزقة بصليات صواريخ الكاتيوشا أمس الجمعة خلال محاولة تقدم من جهة باب المندب المحاذي لمديرية الصبيحة محافظة لحج، وتم كسر محاولة التقدم وتكبيدهم خسائر في الأرواح والعتاد. كما تم، أمس الأول الخميس، استهداف مواقع للجيش واللجان الشعبية في مدينة ذوباب، وجنوب شرق مدارس العمري، وذلك بعد يوم من صد الجيش واللجان هجوما بحريا للغزاة عبر زوارق عسكرية حاولت التقدم من مياه البحر الأحمر صوب سواحل ذوباب، تحت غطاء جوي وبحري مكثف. وشن طيران العدوان السعودي، أمس الجمعة، غارة على مدينة المخا في ذات الشريط الساحلي. وفي مديرية المسراخ، قام مرتزقة العدوان المتواجدون في الأقروض باستهداف مواقع الجيش واللجان في منطقة "الخلل" وجبل الرضعة بمديرية سامع، بقذائف الهاون، بالتزامن مع استهداف مماثل لمواقع الجيش واللجان في منطقة الشقب، شرق جبل صبر. كما واصل المرتزقة استهدافهم جبل ووادي المدرب في مديرية الوازعية بالأسلحة الثقيلة، ما دفع الجيش واللجان إلى الرد بالمثل. جبهة "كرش-الشريجة" مديرية القبيطة بمحافظة لحج، هي الأخرى لم تكن بعيدة عن خروقات مرتزقة العدوان الذين واصلوا القصف العشوائي بالمدفعية وقذائف الهاون على محيط منطقة الشريجة، بالتزامن مع استهداف مواقع الجيش واللجان في الجريبة ومنطقة الكسارة والحويمي بالأسلحة الرشاشة. وشن الطيران المعادي غارة استهدفت موقعاً للجيش واللجان في محيط مدينة كرش. وساد التطورات الميدانية في ال48 ساعة الماضية تحليق مكثف لطيران الF16 والطائرات الاستطلاعية التابعة للعدوان السعودي في سماء محافظتي تعزولحج مع اشتراك مروحيات الأباتشي في عمليات التحليق على طول الشريط الساحلي الممتد من المخا وحتى باب المندب مروراً بمدينة ذوباب.