لا يريد مرتزقة العدوان السعودي والمغرر بهم، سواء المحاربين بالسلاح، أم طابور المجالدين بساحات التحريض ومنابر إشاعة الوعي الزائف، أن يفهموا أن نظام" الحثالة الملكية" بقيادة محمد بن سلمان قد حسم أمره بالهروب من اليمن، تاركا الأدنى لمصير غامض. لا يريدون أن يفهموا أن هذا النظام الإرهابي بات كثورٍ محاصر بالسكاكين، وأكثر ما يحلمون به هو خروج آمن يزيح عنهم أثقال عدوانهم الهمجي على اليمن، وفي المقدمة طوابير المرتزقة الممتطين أسلحة والممتطين ترسانة البروبغاندا. في الواقع لا يستطيع هؤلاء أن يفهموا أن العدوان قد طوى صفحته الأخيرة، وأن ما يدور في هذه الأيام شغل ولوازم الدبلوماسية، التي يجب أن تمضي فيها ترتيبات وقف العدوان والحل السياسي جنبا إلى جنب، مع الانتهاكات والعنتريات والغارات في شعاب الجبال وبطون الوديان.. فالمهمة تقتضي إقفال ملف العدوان، بما يحفظ ماء الوجه ويقلل التكاليف. ربما لا يريدون أن يعرفوا أن بطولات الشرفاء في هذا البلد قد مرغت أنف وكرامة وغطرسة النظام السعودي بالتراب، ولم يعد لديه ما يقدمه لنفسه فما بالكم بالمرتزقة. حتى الآن لا يريدون أن يتصوروا مجرد تصور أن النظام السعودي لا يكترث لجهود أممية ودولية تسعى لتكبيله، وأنه سيمضي مرغما لإقفال ملف العدوان ودفع الفواتير المؤجلة. لا يستطيعون أن يتصوروا أن العدو السعودي قد هزم وانتهى أمره، وأن ما يفعله الآن في الميدان بهذا القدر من الغموض والتعقيد والتخفي، ليس إلا محاولة لتكبيل مرتزقته لحشرهم في الزاوية تدريجيا ودون ضوضاء. تريدون الأمر باختصار.. حسنا نظام الحثالة الملكية كما وصفته "دايلي نيوز" والذي حصل في عدوانه على ألقاب من نوع "عاجز وفاشل" يفعل ما يفعله الآن، للتخلص منكم بمجازر جماعية واتفاقات ورشى وخلط أوراق حتى لا يضيف إلى نفسه لقب خائن وسمسار حروب، فما من نفس تستطيع هذا اللقب إلا النفس الدنية التي تعرفونها. أثق أنكم لم ولن تفهموا اللعبة لا اليوم ولا غدا، وأنتم معذورون.. طيب يا بقر على الأقل أصحابكم وممثلوكم، من تثقون بهم، حضروا جانبا من مشاورات الحدود، اسألوهم ماذا قال ممثلو النظام السعودي عنكم، وماذا قالوا عن هادي وحكومة عملاء الرياض.. اسألوهم لماذا اضطرت عصابة آل سعود لإدارة حوار ثنائي مباشر..؟ اسألوهم لعلهم يفيدونكم، حتى لا يأتي يوم تعضون أنامل أصبحت كالصريم.