شهدت جلسات المشاورات في الكويت، أمس، سباقاً محموماً بين الأمن والسياسية، وسط تمسك وفد الرياض بأهداف العدوان، أو ما تسمى "عاصفة الحزم"، الأمر الذي جعل مطالبها تبدو لدى المراقبين عقيمة لا يمكن التوافق عليها أو جعلها محل نقاش. وقال بيان صادر عن المبعوث الأممي مساء أمس إنه تم الاتفاق على تشكيل لجنتين، الأولى للقضايا الأمنية، والثانية للقضايا السياسية. موفد "اليمن اليوم" إلى الكويت، الزميل أحمد الحسني، قال إن الجلستين الصباحية والمسائية اللتين جمعتا الطرفين، وفد القوى الوطنية المكون من (المؤتمر الشعبي العام، وأنصار الله) من جهة، ووفد الرياض من جهة أخرى، بحضور المبعوث الأممي، توقفتا عند نقطة "تثبيت وقف إطلاق النار الشامل والكامل"، وبما يكفل الخوض في مناقشة بقية البنود المدرجة ضمن جدول أعمال المشاورات في أجواء طبيعية ومستتبة. كما تم الاستماع في الجلسة الصباحية إلى إحاطة من فريق الأممالمتحدة في لجنة التهدئة والتنسيق وطبيعة عملها والمهام التي تم إنجازها حتى الآن، والوسائل والسبل والمقترحات التي تضمن تعزيز دورها ومهامها في الفترة المقبلة، وفي هذا الصدد تم الاستماع إلى العديد من الملاحظات التي قدمت على هذه الإحاطة من قبل ممثلي جميع الأطراف. وفي الجلسة المسائية تم استعراض نتائج النقاشات في الجلسة الصباحية وتلخيص مخرجاتها التي تم التوافق عليها، وفي ضوء ذلك سيتم الانتقال إلى بند آخر في جدول الأعمال، يتمثل في مراجعة الإطار العام وتقديم ملاحظات الأطراف عليه تمهيدا لإقراره. وحسب موفد "اليمن اليوم" وتأكيداً لما نشرته الصحيفة في عدد أمس، أجرى مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد مشاورات منفردة مع رؤساء الوفود، عقب انتهاء الجلسة الصباحية، وذلك بهدف تقريب وجهات النظر والدفع بالمشاورات إلى الأمام والخروج بنتائج ملموسة، حول القضايا التي دار النقاش حولها منذ الجلسة الأولى، الجمعة، والتي من أبرزها العمل الجاد والسريع على تثبيت وقف الأعمال القتالية. وقال بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي مساء أمس "إن أجواء المشاورات واعدة وهناك أرضية مشتركة صلبة سوف يتم البناء عليها، بهدف تقوية نقاط التقاء وجهات النظر والتوصل إلى حلول تفاهمية". وأضاف: "على الجميع أن يدرك أن العملية التفاوضية حساسة وتستغرق وقتا، كونها تهدف إلى التوصل إلى اتفاق ملزم على كافة القضايا الخلافية، حتى يكون الحل شاملا وكاملا"، مشيراً إلى أن اتفاق الأطراف على تعيين عضوين رفيعي المستوى لمتابعة أعمال لجنة التهدئة والتنسيق بهدف تمتين وقف الأعمال القتالية، نتيجة مشجعة لليوم". وذكر البيان أنه تم الاتفاق على جدول عمل للأيام المقبلة، وسوف يتم تقسيم المشاركين إلى لجنتين: الأولى تعمل على القضايا السياسية، بينما تركز الثانية جهودها على القضايا الأمنية. على أن تبقى بعض الجلسات جامعة، حتى يتم عرض توصيات اللجنتين والاتفاق على تطبيقها والتوسع في مواضيع مشتركة. كما تم الاتفاق على تكليف مهدي المشاط، عن وفد القوى الوطنية، وعبدالعزيز جباري عن وفد الرياض، لمراقبة وقف إطلاق النار، وفقاً لبيان المبعوث الأممي. إلى ذلك أوضح موفدنا على لسان مشاركين في المفاوضات، أن وفد القوى الوطنية (المؤتمر وأنصار الله) موافقون على تنفيذ كامل النقاط الخمس المنبثقة عن القرار الأممي 2216، ولكن وفقاً للأولويات، حيث البداية من وقف القتال، ثم تشكيل حكومة توافقية من مختلف الأطراف تتولى استلام السلاح من كامل المليشيات، وتكون بمثابة (الوعاء) لمخرجات الكويت. وأوضح أن وفد العدوان يطالب بانسحاب مسلحي أنصار الله من العاصمة صنعاء وكافة المدن، وتسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة، والإفراج عن المعتقلين، قبل الحديث عن وقف القتال وتشكيل الحكومة، فيما يرفض وفد القوى الوطنية تجاوز مرحلة تثبيت وقف إطلاق النار "إلَّا بوضوح". وقال أحد المشاركين من القوى الوطنية، إن ما يطرح من قبل وفد العدوان ليس سوى مطالب عقيمة تحتاج إلى آليات وخطط وإجراءات لا يمكن التوافق عليها أو جعلها محل نقاش قبل اتخاذ الإجراءات العملية التي تمهد الطريق وتهيئ الأجواء لنجاح المشاورات الحالية.