كشف رئيس الوزراء المقال خالد محفوظ بحاح عن حجم الأموال التي تسلمتها ما تسمى (المقاومة) في تعز، مؤكداً أنها لم تحقق شيئاً يذكر يوازي الحد الأدنى من تلك المبالغ. وقال بحاح في لقاء مع قناة (بي بي سي) مساء الأحد إن حجم ما تسلمته المقاومة في تعز من دولة واحدة من دول تحالف العدوان بلغ 300 مليون ريال سعودي. إلى ذلك وفي سياق الصراع على المال والنفوذ لا يزال التوتر يخيم على مدينة التربة بمديرية الشمايتين، جنوب محافظة تعز، جراء الصراع المتزايد بين الفصائل الموالية للعدوان السعودي والذي وصل إلى مواجهات مسلحة، ومن جهة أخرى تتواصل المعارك على أشدها في جبهات عاصمة المحافظة "مدينة تعز" والجبهات الأخرى على الشريط الحدودي مع محافظة لحج، بين الجيش واللجان الشعبية من جهة ومرتزقة وعملاء العدوان من جهة. وفي هذا الصدد، أفادت "اليمن اليوم" مصادر محلية في مدينة التربة، أن العميد الموالي للعدوان عدنان الحمادي الذي عينه الفار هادي قائداً للواء 35 مدرع، أطاح بقائد ما يسمى بقطاع "المقاومة" في الحجرية أمين الأكحلي وتعيين عبدالسلام الذبحاني بدلاً عنه، وعبده نعمان نائباً لقائد القطاع، وذلك على خلفية الاشتباكات التي شهدتها المدينة السبت المنصرم بين مسلحين من أتباع الأكحلي وآخرين من أتباع مختار الزريقي على مناطق النفوذ وجباية الأموال والتحكم بالأسواق وتوزيع الأسلحة والوقود بالمنطقة. وأوضحت المصادر أن الحمادي المحسوب على التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وجناح علي المعمري المعين من قبل الفار هادي محافظاً لتعز، قام بتعزيز العملاء من الجناح المخالف لفصائل حزب الإصلاح، ب30 فردا من المليشيات المحسوبة على اللواء 35 وطقمين عسكريين ومدرعة ورفع مرتزقة الإصلاح من جميع النقاط التي استحدثوها مؤخراً في المنطقة واستبدالها بجنود من إدارة الأمن الخاضعة لسيطرة جناح "المعمري". وطبقاً للمصادر فإن الأجواء السائدة في التربة يشوبها الكثير من التوتر بعد هذه التغييرات المفاجئة، والتي توعد أتباع الأكحلي بعدم السكوت عليها. وكان فرع التنظيم الناصري بمديرية الشمايتين "التربة" أصدر السبت بيان استنكار وشجب معتبراً ممارسات حزب الإصلاح "بلطجة منظمة وإرهابا" عرضت حياة الناس للخطر. التطورات الميدانية من جهة أخرى وفي سياق التطورات الميدانية التي تشهدها جبهات القتال في عاصمة المحافظة "مدينة تعز" بين الجيش واللجان الشعبية وبين مرتزقة العدوان السعودي من الإصلاح والقاعدة والسلفيين والفصائل الأخرى، قال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري، إن المعارك تواصلت أمس الاثنين على أشدها في ثعبات والمجلية وكلابة والعسكري، شرق مدينة تعز، بالتزامن مع اشتباكات بذات الوتيرة في حي "الزنوج" ومحيط جبل الوعش، شمال المدينة، وتبة الدفاع الجوي، شمال غرب المدينة، ومحيط المطار القديم وشارع الثلاثين، غرب المدينة. وأوضح المصدر أن المرتزقة يستميتون لتحقيق أي تقدم في تلك الجبهات وخصوصاً الجبهة الشرقية التي كبدتهم خلال الأيام الثلاثة الماضية الكثير من القتلى والجرحى بينهم عدد من القيادات الميدانية. المصدر ذاته أكد ثبات الجيش واللجان في مواقعهم دون تمكن المرتزقة من أي تقدم، مشيراً إلى لجوء المرتزقة لتعويض ذلك الفشل بالقصف الهستيري بالمدفعية والدبابات وقذائف الهاون وصورايخ الكاتيوشا على الأحياء السكنية في الجحملية والحوبان ومنطقة غراب الواقعة بالقرب من المطار القديم وشارع الثلاثين، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين، بخلاف عمليات القنص التي تستهدف المواطنين في تلك المناطق من قبل الموالين للعدوان. وطبقاً للمصدر فإن طفلا يدعى "إسلام سمير نجاد 11عاماً" استشهد بطلق ناري أثناء مروره بجوار بقالة الزهور في حي الجحملية، فيما استشهدت طفلة جراء استهداف المرتزقة حي سوفتيل بقذائف الهاون. وفي السياق أفشل الجيش واللجان محاولة تقدم للمرتزقة باتجاه تبة الرقعة في منطقة حمير بمديرية مقبنة، بالإضافة إلى صد زحف جديد لفصائل المرتزقة باتجاه منطقة المدرب بمديرية الوازعية، بعد 24 ساعة من كسر زحف كبير للمرتزقة باتجاه جبل الشبكة من جهة المنصورة التابعة لمضاربة لحج، ونتج عن ذلك إحراق مدرعة وتدمير دبابة للمرتزقة مع طاقميها. وتجددت الاشتباكات بشكل متقطع، أمس، بين الجيش واللجان وبين المرتزقة في جبهتي "ذوباب-المندب" غرب تعز، وحيفان، شرق المحافظة. وفي جبهة "كرش-الشريجة" بمديرية القبيطة محافظة لحج، تمكن الجيش واللجان من تدمير مدرعة لمرتزقة العدوان وكسر محاولة تقدم شمال مدينة كرش. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري بأن الجيش واللجان أصابوا مدرعة المرتزقة بصاروخ موجه بالقرب من محطة البركاني التي تقع على مسافات قريبة من المنفذ الشمالي لمدينة كرش، وذلك أثناء محاولة مجموعة من المرتزقة التقدم باتجاه منطقة الحويمي، مشيراً إلى وقوع قتلى وجرحى بين المرتزقة وإجبار من تبقى منهم على التراجع إلى مواقعهم في الشرق الجنوبي لكرش. يذكر بأن الجيش واللجان تمكنوا أمس الأول من تأمين مواقع استراتيجية هامة في مديرية القبيطة، محافظة لحج إثر هجوم مضاد نفذه الجيش واللجان على مواقع المرتزقة وتكلل الهجوم بتأمين مدرسة النصر بمنطقة "الكعبين" وجبال جالس والمشقر ورأس القرينة "جبل الكعبين" ووادي البير ومنطقة دياش، بالتزامن مع تقدم مماثل لوحدات أخرى من الجيش واللجان في منطقة "المغنية" المطلة على الطريق الغربي المؤدي إلى الشريجة. ورافق مواجهات أمس الاثنين تحليق لطيران العدوان السعودي في سماء مدينة تعز ومديريات الوازعية وذوباب والمخا والراهدة والقبيطة.