كشفت مصادر سياسية عن ضغوط دولية على وفدي التفاوض في الكويت مع انسداد تام في المفاوضات جراء تمسك الوفدين برؤاهم بين تشكيل سلطة تنفيذية توافقية بالنسبة للوفد الوطني وبين موقف وفد الرياض القائم على تنفيذ كامل أهداف ما تسمى (عاصفة الحزم). وقالت المصادر إن سفراء الدول الغربية والدول الراعية للتسوية السياسية في بلادنا تحدثوا أمس عن خطة سلام دولية ستعلن الأسبوع القادم ما لم يتم التوصل إلى أي اتفاق في مفاوضات الكويت. وبحسب المصادر فإن الخطة الدولية كانت قدمت إلى الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن الخاصة باليمن، واقترح خلالها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ خارطة طريق للانتقال السياسي وتشكيل لجنة أمنية وعسكرية للإشراف على الانسحاب من المدن وتسليم السلاح. وتتضمن رؤية الوفد الوطني (المؤتمر الشعبي العام، وأنصار الله) خارطة طريق للانتقال السياسي تبدأ بتشكيل سلطة تنفيذية توافقية على مستوى الرئاسة والحكومة وتشرف على بقية الإجراءات وعلى رأسها الانسحاب من المدن وتسليم السلاح. فيما تتطابق رؤية وفد الرياض مع أهداف ما تسمى (عاصفة الحزم) رافضين تشكيل سلطة قبل تسليم الحوثيين السلاح والانسحاب من المدن. منع الانهيار وأكدت المصادر أن الأممالمتحدة والدول الراعية للمبادرة الخليجية بدأت العمل على الجانب الاقتصادي لمنع الانهيار المالي، حيث ينتظر أن يعقد مجلس إدارة البنك المركزي اليمني اجتماعا الأسبوع المقبل في العاصمة الأردنية عمّان بمشاركة الأممالمتحدة والدول الراعية للاتفاق، على خطة إنقاذ عاجلة تدعمها دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وغيرها، ومن بينها السعي لاستئناف تصدير النفط من موانئ حضرموت والغاز من ميناء بلحاف والسماح بتدفق الحوالات النقدية إلى اليمن. اتفاق وكان إسماعيل ولد الشيخ أحمد أعلن الليلة قبل الماضية اتفاق الأطراف اليمنية المشاركين في مشاورات الكويت على الإفراج غير المشروط عن الأطفال المحتجزين على أن تعقبه خطوات مماثلة لإطلاق سراح عدد من المحتجزين. وجاء في بيان لولد الشيخ أحمد أنه «في ما يتعلق بعمل لجنة الأسرى والمعتقلين، تم الاتفاق على الإفراج غير المشروط عن الأطفال»، حيث عقدت لجنة الأسرى والمعتقلين جلسة بحثت كذلك تفاصيل وآليات إطلاق سراح عدد من المحتجزين خلال الأيام القليلة المقبلة بما ينعكس إيجابيا على عملية بناء الثقة والدفع بمسار السلام إلى الأمام، بحسب ما جاء في البيان. وأضاف أن المشاورات استأنفت أعمالها في الكويت الليلة قبل الماضية من خلال عقد مجموعة من الجلسات ناقشت محاور المرحلة المقبلة بما يضمن ترابط الأبعاد السياسية والإنسانية والاقتصادية، إضافة إلى التطورات الميدانية في مدينة تعز، مشددا على أهمية تقوية اللجان المحلية واتخاذ التدابير اللازمة لضمان الأمن. وجدد المبعوث إصرار منظمات الأممالمتحدة على فتح ممرات إنسانية تخفف من معاناة المدنيين وتزودهم بالمواد الأساسية الضرورية. ونفى تعليق أحد الوفود مشاركته في الجلسات مؤكدا أن المشاورات ستستمر خلال شهر رمضان المبارك. وأعرب ولد الشيخ أحمد عن أمله أن يحمل الشهر الفضيل مناسبة لنبذ العنف وتأكيد قيم الإسلام للتضامن واحترام الإنسان والسعي لحل الخلافات بالطرق السلمية.