قال النائب البرلماني أحمد سيف حاشد أن السبب الرئيسي لاعتقال عميد الأسرى الجنوبيين بجاش الأغبري، هو قيامه بتوزيع أراض للمواطنين بعدن بحسب توجيهات السلطة المحلية هناك، مشيرا إلى وجود أدلة تؤكد أن هذه الأرض هي ملك اللواء علي محسن قائد الفرقة الأولى مدرع ولكنه لم يتجرأ صراحة على الجهر بامتلاكه لهذه الأرض. وأكد حاشد -في مؤتمر صحفي عقده صباح أمس الأحد- تحالف أبناء الجنوب وجبهة إنقاذ الثورة السلمية والملتقى العام للقوى الثورية حول معتقلي الحراك الجنوبي أن اللواء 31 مدرع التابع للفرقة هو من قام بخطف الأغبري وعضو المجلس المحلي الشيخ ياسر العزيبي، منوها بأن العقلية القديمة ذاتها مازالت هي الراسخة في العمل الأمني حتى اليوم . وأوضح حاشد أن البعد السياسي لاختطاف بجاش والعزيبي هو انتماؤهما للحوثيين أو أنصار الله، وأن الحراك لم يلمس أي جدية في تنفيذ قرار وعد به الرئيس عبد ربه منصور هادي بإطلاق سراح المعتقلين وخصوصا من نشطاء الحراك الجنوبي، مؤكدا أن الاعتقالات لا تزال جارية حتى اللحظة وهناك من حكم عليهم بالإعدام على خلفيات سياسية وليست جنائية، وقال (يبدو أن هناك مراكز قوى متحكمة تفشل أي قرار لهادي من هذا النوع). فيما أشار المحامي الدكتور محمد نعمان أن المعتقلين بجاش والعزيبي يعدان مختطفين من قبل اللواء 31 مدرع، منوها بأن التهم الموجهة ضد الأغبري هي أنه عضو خطير في تنظيم مسلح (الحوثية) وأنه درب مجموعة مسلحة في لبنان وأنه سافر إلى إيران ونسق معها وأنه قام بالاستيلاء على أراض عامة وخاصة وصرفها للمواطنين . واستنكر نعمان عدم معرفة وزير الداخلية شيئا عن المعتقلين داخل سجون تابعة لوزارة الداخلية وكأن البحث الجنائي وسجن المنصورة بعدن لا يتبعان وزارة الداخلية بصنعاء . مشيراً إلى أن اعتقال الكثير منهم هي بأوامر عليا . ودان من جهته رئيس تحالف أبناء الجنوب بصنعاء هاني الحسني ما تقوم به السلطات في الجنوب من إلصاق التهم بنشطاء الحراك بسبب توجهاتهم الفكرية والسياسية أو انتمائهم للحراك السلمي وعملهم في مؤسسات إعلامية حرة تعمل بشفافية ونشر ما يدور في الجنوب من ممارسات قمعية، واستمرار ملاحقة نشطاء الحراك حتى اليوم بسبب الخلاف السياسي بينهم وبين بعض مراكز القوى، والانتهاكات باعتقال الجرحى الجنوبيين وإخراجهم من غرف العناية المركزة في المستشفيات إلى السجون دون أي اعتبار لحالاتهم الصحية الحرجة والخطيرة. وأكد الحسني أن أغلب التهم الموجهة للمعتقلين الجنوبيين هي الخروج بمسيرات سلمية دون ترخيص، وأن التعسف من قبل الجهات الضبطية لا مبرر له ويروع المدنيين ويزهق الأرواح، داعيا المنظمات المهتمة بالتدخل السريع لإنقاذ الجنوبيين من ممارسات قمعية تمارس ضدهم لكونهم يعبرون عن رأيهم سلميا بما كفلته جميع الدساتير وجميع المواثيق الدولية . وفي بيان صدر في المؤتمر الصحفي عن كلٍّ من تحالف أبناء الجنوب وجبهة إنقاذ الثورة السلمية والملتقى العام للقوى الثورية أدانوا فيه استمرار اعتقال بجاش الأغبري، وياسين العزيبي، بأوامر أمنية عليا وبشكل خارج عن إطار القانون، داعين إلى الإفراج الفوري لسراحهما وسراح كل المعتقلين على خلفية نشاطهم السياسي في الحراك الجنوبي ومحاسبة القائمين بالانتهاكات بحقهم وتغيير السياسات الأمنية الحالية التي مازالت تنتمي إلى أدوات السلطة القديمة . ودان البيان انتهاك وزارة الداخلية للقوانين التي يفترض بها أن تكون مسئولة عن حمايتها مطالبا بالتحقيق العلني في هذه القضية وإحالة المسئولين عن هذه الممارسات والانتهاكات إلى المحاسبة والمساءلة الجنائية، محذرا من التداعيات السياسية الخطيرة التي تنتج عن هكذا ممارسات كونها تتعارض مع الحديث عن تهيئة مناخات للحوار الوطني .