سطر أبطال الجيش واللجان الشعبية ملحمة بطولية في جبهتي "كهبوب" و"باب المندب" جنوب غرب محافظة تعز، بتصديهم لعشرة زحوفات نفذها مرتزقة العدوان بإسناد جوي تجاوز 40 غارة جوية، بالتزامن مع مقتلة كبيرة للمرتزقة شرق مدينة تعز -مركز المحافظة- التي استقبلت هي الأخرى مجاميع من عناصر القاعدة رفقة تعزيزات عسكرية قادمة من لحجوعدن، في وقت يزداد التوتر بين الفصائل الموالية للعدوان بذات المدينة، جراء ازدياد معدلات التصفيات المتبادلة بين تلك الفصائل، بالإضافة إلى حالات القمع التي يمارسها متطرفو العملاء بحق المدنيين في المدينة بحجة "الاختلاط". البداية من المعارك الشرسة التي شهدتها جبهة كهبوب الواقعة على الحدود ما بين مديرية ذوباب تعز، والمضاربة لحج، حيث اعترف ضابط رفيع فيما يسمى (لواء زايد) التابع للعدوان والمرابط في باب المندب بأن مقاتليهم تكبدوا خسائر فادحة وتحديداً الأربعاء، وأنهم فقدوا تلالا وجبالا استراتيجية، وبشكل جعل خط الإمداد القادم من لحج باب المندب تحت السيطرة النارية لما أسماهم (الحوثيين وقوات صالح). وقال في اتصال أجرته معه "اليمن اليوم" مساء أمس أنهم خسروا 7 كم لصالح الطرف الآخر، وحتى أنه لم يكن يتبقَ أمام (الحوثيين وقوات صالح) -حسب توصيفه- سوى 9 كم عن باب المندب، لولا تدخل الطيران وبغارات مكثفة، ما أجبرهم على التراجع نحو 5 كم. وأضاف أنهم تلقوا تعزيزات مكنتهم من شن هجمات لاستعادة جبال كهبوب، والتي قال إن خسارتهم لها تهدد بشكل كبير (باب المندب)، وأضاف أن 5 قتلوا وجرح 3 آخرون من معسكر "زايد" فيما البقية من جماعة "سام المحضار" السلفية وبقية الكتائب.. وقالت مصادر عسكرية ميدانية ل "اليمن اليوم" إن مرتزقة العدوان وبعد تلقيهم تعزيزات نفذوا، الخميس، عشرة زحوفات متتالية على كهبوب من المحورين الجنوبي الشرقي، منطقة السقيا، والجنوبي الغربي "باب المندب" مسنودة بسلسلة غارات جوية نفذها الطيران المعادي واستهدف خلالها سلسلة جبال كهبوب، غير أن كل تلك الزحوفات قوبلت بصد قوي من قبل الجيش واللجان الشعبية، وتكبد المرتزقة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. ويحاول العدوان استعادة جبال كهبوب الاستراتيجية المطلة على باب المندب والسقيا وخط إمداد المرتزقة في شرق المندب. وأوضحت المصادر أن المعارك استمرت منذ فجر الخميس وحتى قبيل العصر، مع تجدد المواجهات بشكل خفيف في وقت متأخر من مساء ذات اليوم، ونتج عنها مصرع وإصابة عدد كبير من المرتزقة وتدمير مدرعتين و3 أطقم عسكرية بينها مدرعة احترقت مع طاقمها. وذكرت مصادر محلية وطبية ل " اليمن اليوم" أن مستشفيات المرتزقة في رأس العارة بلحج ومستشفى أطباء بلا حدود في عدن، استقبلت جثث العشرات من المرتزقة القتلى وآخرين مصابين تم نقلهم من جبهة كهبوب، ومعظمهم من أبناء الصبيحة وأبين وعدن. وطبقاً لذات المصادر فإن من بين قتلى المرتزقة (الشيخ طبحو الشبيقي و3 من مرافقيه) ونصر المحولي وهيمان عيسى الزنقري الصبيحي ونسيم عبده أحمد الكعلولي، بالإضافة إلى مصرع مرشد عبدالله ونجل العقيد أحمد سلطان وعلي راجح الحيقي و5 آخرين، خلال استهداف الطقم الذي كانوا يستقلونه بصاروخ موجه من قبل الجيش واللجان الشعبية شرق كهبوب. كما قتل 6 من المرتزقة بانفجار لغم أرضي بسيارتهم خلال فرارهم من الجيش واللجان الشعبية صوب باب المندب، وهم (صالح أحمد الذبي العنسي الكازمي،ناصر عبدالله أحمد الذبي العنسي الكازمي،مشعل عبدالله أحمد الذبي العنسي الكازمي، أحمد السيد العنسي الكازمي، علي ناصر جازع العنسي الكازمي، بن الصحاف اليسلمي الكازمي). واعترف جعفر الكعلولي قائد إحدى سرايا المرتزقة في جبهة كهبوب بمصرع 14 وإصابة 28 من المرتزقة خلال المعارك صباح الخميس، فقط، فيما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية "سبأ" مصرع قرابة ال 100 مرتزق وإصابة العشرات خلال صد الجيش واللجان لزحف هو الأكبر من نوعه صوب جبال كهبوب، أمس الأول "الخميس". وكعادته حاول طيران العدوان السعودي إسناد مرتزقته بسلسلة غارات بلغت 40 غارة جوية استهدفت جبال كهبوب ومناطق في جبال العمري ومدينة ذوباب. من جهة أخرى اعترفت وسائل إعلامية موالية للعدوان بانقطاع الاتصالات العسكرية بين مركز سيطرة قوات العدوان وعمليات المرتزقة غرب تعز، مساء الخميس، مشيرة إلى أن الاتصالات مع الكتيبة الثانية للمرتزقة انقطعت بشكل كامل، بعد ساعات قليلة من إرسالها إلى منطقة وجبال كهبوب، إسنادا لمقاتليهم الذين تعرضوا لخسائر كبيرة صباح ذات اليوم. ويأتي الانكسار الكبير للعدو ومرتزقته في محيط كهبوب بعد 24 ساعة من صد هجوم كبير للمرتزقة في ذات الجبهة" الأربعاء الماضي" وتكبيد المرتزقة المزيد من القتلى والجرحى. وتكمن أهمية السلسلة الجبلية لمنطقة كهبوب باعتبارها إحدى المناطق الاستراتيجية المطلة على باب المندب من الجهة الشمالية الشرقية، على أن السيطرة عليها تمثل استكمالا للطوق الذي يفرض على المنطقة التي يتمركز فيها الغزاة والمرتزقة في محيط باب المندب، وقطعا لطرق الإمدادات عنهم. وكان العدو قد دفع خلال الأيام القليلة الماضية بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى السقيا ورأس العارة، تمهيداً لتنفيذ هجوم كبير في جبهة كهبوب. وفي جبهة الوازعية، القريبة من جبال كهبوب، أفاد "اليمن اليوم" مصدر محلي بأن الجيش واللجان تصدوا صباح الخميس لمحاولة تسلل عناصر من المرتزقة صوب الوازعية من جهتي "المحاولة" و"العلقمة" التابعة لمضاربة لحج، ونتج عن ذلك مصرع قائد الهجوم ويدعى خليل قعموس، فيما لاذ عناصره بالفرار والعودة من حيث جاؤوا، وبالتزامن مع ذلك كثف المرتزقة القصف بالمدفعية والرشاشات على مناطق الوازعية المحاذية لمضاربة لحج ومديرية الشمايتين "التربة". جبهات مدينة تعز ولم يكن حال مرتزقة العدوان في مدينة تعز "مركز المحافظة" بالأفضل عن حال رفاقهم في جبهة كهبوب، حيث قتل وأصيب عدد كبير من المرتزقة خلال محاولتهم التقدم في ثعبات والجحملية ومحيط اللواء 35 والمطار القديم. وأكدت مصادر طبية في مستشفى الروضة وصول قرابة 30 قتيلاً وجريحا إلى المستشفى فيما تلقت مستشفيات الثورة والجمهوري الحكومية ومستشفيات خاصة أخرى عددا من القتلى والجرحى. والثلاثاء المنصرم تمكن الجيش واللجان من تدمير 3 أطقم ومدرعة في صد محاولة تقدم للمرتزقة بجبهة ثعبات. جبهتا القبيطة وحيفان وفي جبهة القبيطة بمحافظة لحج، عادت، أمس، أصوات المدافع والرشاشات في نجد القفيل والتلال الجبلية القريبة من "ثوجان" مركز المديرية، بعد قيام مرتزقة العدوان بإطلاق صواريخ كاتيوشا على منطقة نجد القفيل، حيث الجيش واللجان الشعبية. كما تجددت المواجهات بين الجيش واللجان وبين المرتزقة في الأعبوس والأعروق بمديرية حيفان بشكل متقطع. توطين القاعدة في تعز من جهة أخرى كشفت مصادر أمنية ومحلية ل "اليمن اليوم" قيام حلف العدوان بنقل مجاميع من عناصر تنظيم القاعدة من محافظتي عدنولحج إلى مدينة تعز برفقة 40 طقماً عسكرياً مسلحاً كتعزيز لما يسمى ب "المقاومة" الموالية للعدوان في المدينة. وأكدت ذلك مصادر محلية في مدينة التربة، مركز مديرية الشمايتين، وأخرى في مدينة تعز، مشيرة إلى أن الأطقم العسكرية وصلت فجر أمس الأول إلى المدينة، قادمة من طريق طور الباحة عبر مدينة التربة، موضحة أن عددا من الأطقم رفض قادتها إنزال الرايات السوداء وشعارات تنظيم القاعدة.